أشاد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، باسمه وباسم أئمة وخطباء وعلماء ومدرسي الحرمين الشريفين ومنسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بالموقف الشجاع المتميز بالعزم والحزم والحسم الذي اتخذته المملكة العربية السعودية، المتمثل في قطع علاقاتها مع إيران، الذي جاء احتجاجاً على موقفها السلبي من الأحكام القضائية والإجراءات الشرعية التي اتخذتها المملكة ضد المفسدين والإرهابيين، وتطبيق الحدود عليهم، والذي يعد تدخلاً في الشؤون الداخلية للمملكة، ودعم إيران للأعمال الإرهابية وتأييدها لكل ما يزعزع أمن المملكة وينشر الفوضى بين أبناء شعبها، بجملة من الأعمال والممارسات العدائية التي ليس آخرها الاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية وتهديد موظفيها ونهب ممتلكاتها، لا سيما وقد حذرت المملكة من الممارسات العدائية التي تستهدف أمنـها واستقرارها وسـلامة أراضيها ومواطنيها.
وقال في بيان أصدره امس: لقد أكد هذا الموقف من المملكة أن العنف والارهاب والظلم والاعتداء وسفك الدماء وتخريب الممتلكات يجب أن لا يحدث، كما يجب أن يردع الظالم ويوقف عند حده، وأن تكون مواقف الحزم هذه ومبادرات القوة والشجاعة مستمرة حتى يرتدع المعتدي والظالم، وينصر المظلوم، ويتحقق للجميع الأمن والاستقرار.
وأضاف: "إن السياسة الإيرانية العدائية المستمرة ضد المملكة ودول مجلس التعاون والمنطقة بأسرها تشكل تهديداً خطيراً للأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي، وهي تستوجب رداً حازماً؛ نظراً لأن إيران لها أطماع في المنطقة ومد وتوسع طائفي.. واتسم موقف المملكة بالصبر والتحمل حتى جاء هذا الموقف الشجاع الذي هو عين الصواب وكبد الحقيقة، وسيسجله التاريخ بمداد من ذهب.
ووصف الشيخ السديس هذا القرار بأنه قرار تاريخي وموقف إيجابي يحسب في سجل المملكة الحافل بالمواقف التاريخية والاستثنائية، كما أنه منطلق من السياسة الشرعية والمقاصد المرعية والمصالح العليا، فجاء محققاً لسد الذريعة ودفع الضرر، وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وإعمال أعلى المصلحتين والموازنة بين المصالح والمفاسد لصد هذه الأضرار التي تجاوزت كل الحدود الشرعية والقوانين والأعراف الدولية، ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة في مخالفتها لها.
ورأى معاليه أن طبيعة التحديات القائمة ومخاطر اللحظة الراهنة تستدعي موقفا حاسماً وحازماً إزاء استمرار إيران في هذه التجاوزات الخطيرة التي تهدد بإشعال نار حرب طائفية بغيضة في المنطقة لا يمكن السيطرة عليها أو التحكم بنتائجها، مشيراً إلى أنه من فضل الله على هذه البلاد المباركة "بلاد الحرمين الشريفين" أن وفقها لتحكيم شريعة الله منذ عهد المؤسس «رحمه الله» إلى هذا العهد الزاهر الميمون، انطلاقا من كتاب الله وسنة رسوله «صلى الله عليه وسلم»، فهو دستورها ومنهجها، بل هو ميزانها الذي تزن به صغار الأمور قبل كبارها، لاسيما ما يخص أمن الحرمين الشريفين وسلامة قاصديهما، وحماية الوطن وأمن المواطن والمقيم على ثرى هذه البلاد، مسلمًا كان أم غير مسلم، فهو معصوم الدم والمال والعرض، فكما لا يسمح بأي أذى يلحق الوطن، كذلك أيضًا لا يجوز إلحاق أي ضرر بالآمنين والمعاهدين على هذه الأرض الآمنة من غير أهلها.