DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

السماح رباح

السماح رباح

السماح رباح
يتفق معظمنا على أن الاحتفاظ بعلاقة زوجية حميمة ومرضية، عبر سنوات كثيرة، يعد تحديا مهما يعتمد على خبرة ومهارات الشخصين المتضمنين في العلاقة، وتركز نتائج عدد من الدراسات أن حساسية التوافق الزواجي تعتمد بشكل أكبر على الأساليب التي يعالج من خلالها الزوجان الأحداث السلبية على وجه التحديد. لقد اهتم خبراء العلاقات الإنسانية بملاحظة الأساليب التي يتفاعل بها الأزواج مع بعضهم البعض وملاحظة آثارها البناءة والهدامة على نوعية العلاقة، فالسلوك نفسه يمكن أن تكون له تأثيرات مختلفة على الأزواج، اعتمادا على الطريقة التي يفسر من خلالها الزوج السلوك، والتوقعات التي يتبناها الطرفان عن معنى العلاقة. قد يقضي أحدهم وقتا طويلا في العمل، وتعتبره زوجته نموذجا للزوج المثالي؛ لأنها ترجمت تصرفه باعتباره مؤشرا على تعهد زوجها بتحمل مسؤولية بناء حياة أفضل لها ولأولادها، وقد يكون لنفس ذلك السلوك تأثير سلبي على زوجة أخرى، إذا فسر بأنه تعبير عن رغبة الزوج في تجنب قضاء وقت معها، ونتيجة لاتساع النموذج السلوكي للعلاقة الزوجية الأولى فقد ازدهرت المشاعر بينهما. وقد يكون لدى أحد الزوجين تصور بأن الزواج هو المكان الذي يستطيع فيه المرء أن يشعر بالأمان والأمن، أو الذي يستطيع فيه أن يضع ثقته التامة في شريكه، أو الوسيلة المثلى للتحرر من قيود الوالدية، بينما تغيب هذه التصورات والقناعات عن الآخر، مما يستثير ردود أفعال وخيبات أمل قوية للطرف الأول. يوجه العديد من خبراء العلاج الزواجي المعرفي - السلوكي، جهودهم لتدريب الأزواج على التواصل بكفاءة، عبر توسيع ادراكهم لتفسير الأحداث والتدرب على العزو الايجابي للمواقف، والتأكيد على تجنب العودة بالأحداث للماضي وعدم المبادرة باللوم وإلقاء المسؤولية إلى شركاء حياتهم، والتدرب على التطوير الإدراكي عبر اكتساب قناعات وخبرات تمكنهم من التعامل مع الموقف بشكل أذكى في المستقبل. كما تتوجه مناح أخرى من العلاجات حديثا الى التركيز على مفهوم التسامح الزوجي، وابعاد سوء الفهم الذي يترجم التسامح بأنه ترك المشكلة بدون حل أو التغاضي عن خطأ المسيء، بحيث يعاد فهمه على انه وسيلة ادراك شجاعة تمنح المرء القدرة على التحرر النفسي الداخلي من المرارة والغضب بطريقة آمنة وواقعية، وعملية فهم للذات والآخر من زوايا أوسع واكتساب نظرة شمولية تجمع بين الخصال الايجابية والسلبية لشريك الحياة، ولا يحتاج ان ينظر له على انه علامة ضعف، بل ضروري لإقامة علاقات اكثر صحية ومجتمعا اكثر إيجابية.