يبدأ رباعي الكرة السعودية (النصر، الهلال، الاتحاد، الأهلي) رحلة الألف ميل بحثا عن لقب دوري أبطال آسيا الذي غاب عن خزينة الكرة السعودية منذ عشر سنوات وتحديدا من عام 2005. ورغم أن الأندية الأربعة المشاركة في النسخة الحالية تتفاوت من حيث الاستعداد الفني والمعنوي إلا أنها تأمل في تجاوز كل المعوقات والعقبات وفتح صفحة جديدة خصوصا وأن كلا منها يمثل الوطن ويلعب باسمه في هذا المعترك القاري. وما يعزز من حظوظ أنديتنا السعودية في بلوغ الدور النهائي، قرار لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي عام 2013 التي قررت فصل أندية الشرق عن أندية الغرب بدءا من دوري المجموعات الذي يشهد مشاركة 32 فريقا وحتى نصف النهائي ليكون طرفا النهائي أحدهما من الشرق والآخر من الغرب.
تاريخ البطولة من الألف إلى الياء
بدأت البطولات القارية للأندية الآسيوية في أواخر ستينيات القرن الماضي مع بطولة الأندية الأبطال، وشهدت النسخة الثالثة التي أقيمت عام 1970 المشاركة العربية الأولى عبر نادي الهومنتمن اللبناني الذي شارك في دورة مجمعة في العاصمة الإيرانية طهران مع ستة أندية أخرى، وسجل حينها موقفاً تاريخياً عندما أوقعه الحظ في مواجهة فريق هابويل تل أبيب الإسرائيلي في الدور قبل النهائي، لينسحب من اللقاء ويعتبر مهزوما 2/0 بحسب قوانين البطولة، قبل أن يهزم فريق ميدان الإندونيسي في وقت لاحق وينال المركز الثالث.
وفي النسخة التالية من البطولة التي أقيمت في تايلاند شارك فيها فريقا الشرطة العراقي والعربي والكويتي، وبلغ وقتها الفريق العراقي المباراة النهائية قبل أن ينسحب أمام ماكابي تل أبيب الإسرائيلي ويكتفي بالمركز الثاني، وكانت هذه النسخة هي الأخيرة من البطولة التي لم تقم بعد ذلك ما يقرب من 15 عاماً بسبب ضعف إقبال الأندية الآسيوية على المشاركة فيها.
وعادت البطولة مرة أخرى في موسم 85/1986 تحت مسمى بطولة الأندية الآسيوية، ولم تكن هناك مشاركة للأندية الإسرائيلية بعد طرد الاتحاد الإسرائيلي من القارة الآسيوية استجابة لضغوطات اتحادات الدول العربية والآسيوية.
أول مشاركة سعودية
وشهدت تلك البطولة مشاركة الأهلي السعودي الذي خسر المباراة النهائية لتلك النسخة على ملعبه أمام دايو رويالز الكوري الجنوبي 3/1 بعد وقت إضافي، وفي النسخة التالية أقيمت المرحلة النهائية على شكل مجموعة من دور واحد في العاصمة السعودية الرياض بمشاركة أندية الهلال والطلبة العراقي ولياونينغ الصيني وفوروكاوا إلكتريك الياباني الذي توج باللقب بتحقيقه فوزه في جميع مبارياته.
وبدءاً من نسخة 87/1988 أقيمت المباراة النهائية بنظام الذهاب والإياب، وكان بإمكان الهلال السعودي أن يحقق أول ألقاب العرب في البطولة ولكنه انسحب من النهائي أمام يوميوري الياباني بعد اعتراضه على طاقم تحكيم مباراة الذهاب.
ثم جاء الموسم التالي 88/1989 ليشهد تحقيق السد القطري أول ألقاب الأندية العربية في البطولة بعد تفوقه على الرشيد العراقي في النهائي بفارق تسجيله أهداف أكثر خارج ملعبه، بعد أن خسر في بغداد 2/3 وفاز في الدوحة 1/0.
وحقق لياونينغ الصيني لقب نسخة عام 89/1990 قبل أن يخسر نهائي النسخة التالية أمام الاستقلال الإيراني في ظل غياب معظم الأندية الخليجية بسبب حرب الخليج وعودة نظام البطولة إلى نظام الدورة النهائية المجمعة في دولة واحدة.
أول لقب سعودي هلالي
وفي نسخة عام 91/1992 حقق الهلال السعودي أول ألقابه في البطولة بعد فوزه في المباراة النهائية على الاستقلال الإيراني بركلات الترجيح في العاصمة القطرية الدوحة. وبعد ذلك واصلت الأندية السعودية تألقها فبلغ الشباب نهائي النسخة التالية قبل أن يخسر أمام باس طهران الإيراني.
بعد ذلك غاب اللقب لفترة طويلة عن أندية غرب آسيا فحققته أندية تاي فارمرز بانك التايلاندي وتشونما وبوهانغ الكوريين وجوبيلو إيواتا الياباني، في حين اكتفت الأندية العربية بالوصافة في نسخ 93/94 (النصر العماني) 94/95 (العربي القطري) 95/96 (النصر السعودي).
وكانت العودة في نسخة 99/2000 عندما حقق الهلال السعودي ثاني ألقابه بالفوز على جوبيلو إيواتا الياباني حامل اللقب في الرياض 3-2 بعد وقت إضافي بفضل ثلاثية البرازيلي سرجيو ريكاردو.
ودانت السيطرة من جديد بعد ذلك لأندية شرق القارة قبل أن يتم تغيير نظام البطولة واعتماد نظام دوري الأبطال أسوة ببطولات الاتحاد الأوروبي بدءاً من موسم 02/2003.
تغيير نظام البطولة
ففي النسخة الأولى من دوري الأبطال التي أقيمت عام 2003 شاركت جميع الأندية الآسيوية في مراحل تمهيدية قبل أن يتأهل 16 فريقاً إلى مرحلة المجموعات، ويتم تقسيمهم على أربع مجموعات بواقع أربعة في كل مجموعة. ونجح العين الإماراتي، بقيادة المدرب الفرنسي برونو ميتسو في انتزاع أول لقب للأندية الإماراتية بعد أن تصدر مجموعة ضمت معه السد القطري والاستقلال الإيراني والهلال السعودي، ثم أطاح بداليان شيدا الصيني في الدور قبل النهائي بعد مواجهتين مثيرتين فاز العين 4/2 قبل أن يخسر في الصين 3/4 وتأهل بفضل الهدف الثالث الذي أحرزه مهاجمه الإيراني فرهاد مجيدي قبل نهاية اللقاء بثلاث دقائق. وواجه الفريق الإماراتي في النهائي فريق تيرو ساسانا التايلاندي وهزمه في العين 2-صفر قبل أن يخسر صفر-1 في العودة في بانكوك ويتوج باللقب.
وبدءاً من النسخة التالية التي أقيمت 2004 غير الاتحاد الآسيوي نظام بطولاته من جديد فقسم دوله الأعضاء بحسب مدى تطور بطولات كرة القدم فيها ومدى تطبيق أنظمة الاحتراف، فسمح لأندية بعض الدول بالمشاركة في دوري الأبطال بينما شاركت أندية البعض الاخر في كأس الاتحاد، وشارك في دوري الأبطال 28 فريقا تم تقسيمها على سبع مجموعات، على أن يتأهل أول كل مجموعة إلى ربع النهائي الذي يشارك فيه حامل اللقب بشكل مباشر، وتمكن الاتحاد السعودي من نيل لقب تلك النسخة بعد أداء بطولي في الدور النهائي لن تنساه الجماهير الاتحادية لفترة طويلة، فبعد خسارته في جدة ذهاباً 1/3 أمام سيونغنام تشونما الكوري الجنوبي كانت كل الترشيحات تصب في صالح الأخير لإنهاء الأمور لصالحه في مواجهة العودة، ولكن نمور جدة لم يستسلموا وقدموا واحدة من أجمل المباريات النهائية في تاريخ البطولة على ملعب تانشيون بمدينة سيونغنام محققين الفوز 5/0 ليتوجوا باللقب عن جدارة. وأحرز أهداف الفريق السعودي في تلك المباراة رضا تكر وحمزة إدريس ومحمد نور (هدفين) ومناف أبو شقير.
وكان نهائي نسخة عام 2005 عربياً خالصاً وجمع أول بطلين لدوري أبطال آسيا، العين والاتحاد، وكان اللقب من نصيب الفريق السعودي للمرة الثانية على التوالي بعد تعادله في العين 1/1 وفوزه في جدة 4/2 سجلها السيراليوني محمد كالون ومحمد نور والكاميروني جوزيف جوب وأحمد الدوخي.
وفي نسخة 2006 فجر الكرامة السوري المفاجأة ببلوغه الدور النهائي وخسارته بشرف أمام جيونبوك هيونداي الكوري الجنوبي 0/2 ذهاباً قبل أن يفوز في مباراة العودة على ملعب خالد بن الوليد 2/1 ويكتفي بالوصافة.
ونجحت الأندية اليابانية في الظفر بلقبي نسخة 2007 عبر أوراوا ريدز و نسخة 2008 بفضل جامبا أوساكا. وبعد تلك النسخة تم إجراء بعض التعديلات على نظام البطولة،حيث قرر الاتحاد الآسيوي إقامة النهائي من مباراة واحدة في ملعب محايد أسوة بالقارة الأوروبية رغم الفارق الكبير في بعد المسافات بين دول القارة وسهولة التنقل بين تلك الدول.
وفي عام 2009 تغلب بوهانغ الكوري الجنوبي على الاتحاد السعودي في طوكيو 2/1 محققا ثالث ألقابه في البطولة والأول منذ 10 مواسم، قبل أن يبقى سيونغنام تشونما اللقب عام 2010 في كوريا للمرة الثانية تواليا بعد فوزه في المباراة النهائية التي أقيمت في طوكيو على ذوب آهن الإيراني 3/1.
وتواصلت التعديلات في البطولة فتم تغيير نظام المباراة النهائية بدءاً من عام 2011 حيث تقرير إقامة المباراة النهائية على ملعب أحد الفريقين المتأهلين للمباراة النهائية بحسب القرعة التي أجريت للدور ربع النهائي وتمكن السد القطري من التتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد فوزه على جيونبك هيونداي موتورز الكوري بركلات الترجيح 4/2 بعد التعادل بهدفين لمثلهما في المباراة التي أقيمت على ستاد جيونجو كأس العالم بكوريا.
وفي نسخة 2012 استعادة الأندية الكورية اللقب من جديد بواسطة أولسان هيونداي الذي تغلب على الأهلي السعودي في المباراة النهائية 3/1.
وحقق جوانجزو إيفر جراند الصيني أول لقب باسم الكرة الصينية في نسخة 2013 بعد فوزه في المباراة النهائية التي أقيمت بنظام الذهاب والإياب على إف سي سيئول الكوري رغم تعادله ذهابا في كوريا 2/2 وتعادله إيابا على ملعبه 1/1 مستفيدا من تسجيل أهداف أكثر خارج قواعده منحته لقب البطولة.
وفي نسخة 2014 التي أجري عليها بعض التغييرات المتمثلة في فصل فرق الشرق عن الغرب حتى الدور النهائي،سار سيدني الأسترالي على خطى جوانجزو وحقق اللقب الأول باسم الكرة الأسترالية عقب فوزه على الهلال ذهابا في سيدني 1/0 والتعادل إيابا في الرياض بدون أهداف.
وفي نسخة 2015 استعاد جوانجزو إيفر جراند الصيني اللقب بعد عام واحد،وكان هذه المرة على حساب الأهلي الإماراتي الذي بلغ النهائي للمرة الأولى في تاريخه، ونجح الفريق الصيني في الخروج متعادلا بدون أهداف في مباراة الذهاب التي أقيمت في دبي قبل أن يفوز إيابا في غوانغزو بهدف نظيف.