أكد مستثمرون في سوق القيصرية بالاحساء ارتفاع نسبة المبيعات لأكثر من 30% خلال فترة المهرجان الذي اقيم مؤخرا، مطالبين باعتماد تنفيذ المهرجان بشكل سنوي وخلال فترة محددة يتم فيها عرض الحرف اليدوية التي تميزت بها منطقة الاحساء.
وأشار المستثمرون وزوار السوق الى وجود مشاكل تؤثر على نشاط السوق ونمو مبيعاته ومنها عدم توافر مواقف كافية للسيارات، وعدم وجود دورات مياه تخدم الزوار، وضيق مساحة المحال التجارية.
واشتكى المستثمرون من مشكلة التستر التجاري التي ادت الى مظاهر سلبية منها، الغش التجاري والتلاعب بالأسعار والاحتكار. جاء هذا خلال جولة قامت بها (اليوم) للسوق.
من جهته قال احد اقدم التجار في بيع المشالح علي الصالح: "صناعة المشالح تعتبر من اهم الحرف التي اشتهرت بها منطقة الأحساء قديما وحديثاً، ويعتبر البشت الحساوي من افضل أنواع المشالح في المملكة والخليج".
وأضاف: "يكون الطلب على البشت الحساوي مرتفعا نظرا لما يتميز به من جودة عالية، لذا يتوافد على شرائه الكثير من مختلف مناطق الخليج".
وتابع: "كانت حياكة المشالح الحساوية سابقا تعتمد على الطريقة اليدوية وبأيد سعودية، لكن في الوقت الحاضر تقوم بحياكته اياد اجنبية وبإشراف سعودي للحرص على جودته المعروفة".
وأكد الصالح على أهمية المهرجانات والفعاليات للتعريف بسوق القيصرية وبتاريخه العريق وأنها ساعدت على زيادة نسبة المبيعات بين 30 و 40%.
ومشيرا إلى أن مشروع التطوير الاخير للواجهات الخارجة للسوق كان عامل الجذب لأعداد كبيرة من المتسوقين ولكن مازالت المواقف تشكل مشكلة كبيرة للزوار وأصحاب المحلات نظرا لقلتها وعدم توافقها مع نسب الزوار المتزايدة.
وقال المستثمر في مهنة الخرازة صالح بوحشي: "ساهم المهرجان في زيادة مبيعات المهنة بنسبة 20 و 30% بفعل النشاط الذي صاحبه، فخدمنا من حيث التعريف بمهنة الخرازة وتاريخها ونتطلع إلى زيادة فعاليات مماثلة".
وأشار بوحشي إلى أن مساحة الدكاكين صغيرة ووعدتنا أمانة الأحساء بزيادة مساحة الدكاكين وإضافة طاولات خارجية.
وتابع: "مهنة الخرازة ورثتها من آبائي وأجدادي، وكانت مصدر الرزق الأساسي لهم في السابق، وتعتبر مهنة الخرازة من أهم الحرف التي اشتهرت بها الأحساء نظراً الى دقة الخرازة اليدوية وجمال صناعتها.
وأضاف: "نحتاج إلى إعادة إحياء مثل هذه المهن الشعبية التي تشتهر بها الأحساء وتقدم قيمة اقتصادية وتوفر فرصا استثمارية رائدة إذا ما لاقت الدعم الذي تحتاجه، فمع مرور الزمن انعدمت جاذبية المهنة لدى الأجيال الحالية نظراً لظهور بضاعة بديلة أرخص ثمنا وأقل جودة، ولكن لاتزال مهنتنا مهمة للتعريف عن تراثنا القديم".وذكر خبير في صناعة العقل محمد السلطان: "خدمتْنا الفعالية التي اقيمت في سوق القيصرية بشكل واضح وملحوظ للتعريف عن تاريخ السوق وأهم الحرف الموجودة فيه لمن هم بداخل المملكة وخارجها".
وأكد السلطان على زيادة المبيعات في فترة المهرجان بنسبة كبيرة.
وأضاف: "يوجد أنواع مختلفة من "العقال" التي يصنعونها في السوق وكذلك التي يتم استيرادها من الخارج، وتحظى العُقُل المصنعة محليا بإقبال كبير من الزبائن لجودتها وصناعتها اليدوية".
وأضاف: "ان تجارة العُقُل تعتبر تجارة موسمية نظرا لارتباطها بالأعياد والمناسبات". وأشار علي القطان صاحب محل عطارة: "ان المهرجان الذي أقيم في السوق ساهم في زيادة المبيعات بشكل كبير يتراوح بين 30 و 40% وطالب بإقامة مهرجان سنوي ثابت يبرز تاريخ السوق".
وقال: "الاحساء تتميز قديماً بالعطارة ووفرة محلاتها وإلى الآن يتوافد علينا الزبائن من جميع انحاء المملكة ودول الخليج مثل قطر والبحرين والكويت، وهي المهنة الوحيدة التي مازال معظم القائمين عليها من السعوديين حفاظاً على أهميتها ودخلها الجيد.
وأعرب عن استيائه من العمالة الأجنبية التي تؤثر بنسبة البيع والغش التجاري وتلاعبهم بالأسعار.
واضاف: "أهم المنتجات التي يتم عملها في الأحساء مثل الرز الحساوي والبهارات الحساوية وماء اللقاح.
وتحدث المهتم بجمع القطع الأثرية، عبدالله الهاشم: "المهرجان كان بمثابة دعاية قوية حركت السوق بشكل جميل ولو أن فترة المهرجان كانت قصيرة إلا أن تأثيره كان أطول وأتمنى تكراره في المستقبل، كما انه ساهم برفع نسبة المبيعات الى30%.
وأوضح أن المتحف يضم بعض القطع التي تعرض للبيع ما عدا القطع االنادرة التي تشكل أهمية كبيرة لنا.
وتابع: المتحف يحتوي على بعض الأدوات التي كانت تستخدم قديماً في حياكة المشالح ومع تطور الآلات مازالت تستخدم في الحياكة وتتميز بندرتها وسعرها المرتفع كما يضم المتحف أنواعا قديمة من الدلال الحساوية والأشكال المصنوعة من الفخار والأدوات التي يتم صناعتها يدوياً بخوص النخيل مثل سفرة الطعام (الحصير) والسلال (القف) التي مازالت تصنع بأياد احسائية، ومعظم هذه الأدوات تصنع بإياد نسائية. التي تعتبر جزءا من تاريخنا وجزءا من التراث الاحسائي.وأشار: القطع مازالت تستخدم في مجال الزينة وبعض المناسبات مثل (القرقيعان) والمطاعم المهتمة بالشكل الشعبي والتراثي".وقال أحد زوار سوق القيصرية الذي التقتهم "اليوم" وهو رامي الزريق: "سوق القيصرية يعتبر مرآة تعكس تراثنا وهويتنا التي يجب الحفاظ عليها كما أني احب التسوق في القيصرية لاحتوائه على جميع المتطلبات تحت سقف واحد بطابع شعبي مثل المشالح والبخور ودهن العود وغيرها، والتسوق في سوق القيصرية له طعم آخر، كما ان أسعار السلع أقل بكثير من خارج السوق".