التنوع مطلب حضاري لازم كأداة من أدوات التغيير للتطوير ، لا سيما في المسلك الثقافي الذي يرفده كثير من الروافد المعرفية بالذات الادبية ومنها تحديدا “الشعر الموازي” موضوع كتاباتنا المتكررة .
عندما نتتبع مراحل الكتابات الشعرية التاريخية في إطارها الموازي لا نجد أن هناك مرحلة بعينها يمكن أن نشير اليها بأصابع التخصص في ازدهار أغراض ادبية سوى “المدح، الرثاء، الهجاء، الغزل، الوصف ..”، بمعنى أن مساحة الاختيار والتنوع في الأغراض الاخرى لم تكن رحبة أمام الشعراء الموازين .
لن نقول لنمطية القريض الشعري ولا لمحدودية الفكر الإنساني، فقد تألق شعراء تلك المراحل بلاغيا وفنيا وبنائيا.
من ضرورات التنوع كلبنة في دعائم الابداع “الشعر القصصي” وهو مجال خصب وواسع للكتابة الشعرية من خلال الأبيات الحوارية وإطلاق العنان للخيال الشعري والسرد الموزون، إضافة للربط والتقريب المتجسدين في “الحبك والسبك» كمفهومين فنيين يتذوقهما المتلقي الفطن، وهو بعبارة أخرى “حكاوي شعبية” في قوالب كلامية تخضع لقوانين الشعر الموازي المتعارف عليها.
الشعر القصصي يدخل - كبناء شعري - في كل الأغراض الشعرية المتعارف عليها، كما أنه - كنوع شعري - يعتبر منها .
قد نجده كمقطوعات شعرية لكل منها موضوع ، وربما مختصة بقافيتها وطروقها، لكنها تترابط وتتكامل فيما بينها بنائيا وفنيا ، كما تستظل كل هذه المقطوعات بمظلة المعنى العام الذي قامت لتحقيقه.
الشعر القصصي مساحة مترامية الأطراف تساعد الشاعر على العطاء بلا حدود بالذات ان كان من أصحاب اللياقة الإنتاجية العالية والموهبة الراقية والثراء اللغوي الجم.
صورة للشعر القصصي الحواري :
يقول:
إن تاه رأيي بين عاذل ومدّاح
وش السواة الله يحقق أملنا
وأقول :
الحل سج بنفسك بعيد ترتاح
لا يروح عمرك بين قالوا وقلنـا
أين هذا الشعر الان منّا ..!؟