ودعت المنطقة الشرقية أمس رجل الأعمال الشيخ سليمان المحمد الرشيد الذي صلي على جثمانه أمس بمسجد الأمير فيصل بن تركي بالجلوية بالدمام ثم ووري الثرى، بعد حياة عاطرة حافلة بالإنجاز، وقد حضر الدفن عدد كبير من رجال الأعمال وأبناء وأقارب وأصدقاء الفقيد.
و«اليوم» التي آلمها النبأ تتقدم بخالص التعازي لأسرة الفقيد وتدعو له بالرحمة والمغفرة.
# الشيخ سليمان الرشيد في سطور#
يعتبر الشيخ سليمان المحمد الرشيد من الرجالات العصاميين والبارزين والمخضرمين الذين عاصروا الماضي بقساوته وضنكه والحاضر بتطوره ونعيمه، وهو من الجيل الأخير من العقيلات (التجار المتنقلين بتجارتهم وتجارة غيرهم على الجمال بين جزيرة العرب والعراق والشام ومصر) والذين حظوا بالشهرة لقوة عزمهم وإنجازهم وصدق تعاملهم والذي يعود السبب الرئيسي له لنشأتهم الدينية وتوكلهم على الله سبحانه وتعالى.
ولد الشيخ سليمان رحمه الله فى بريدة عام ١٣٣٧هـ، وترجع عائلة الرشيد إلى أسرة ال آبو عليان وهي الأسرة المؤسسة لمدينة بريدة. بدأ مشواره مثل غيره فى ذلك الوقت بالعمل منذ طفولته، وعندما بلغ الخامسة عشرة من عمره بدأ أولى رحلاته خارج بريدة، حيث ذهب الى الأحساء مرورا بالرياض مع احدى القوافل وكان مشيا على الأقدام، حيث كانت الإبل محملة بالبضائع والرجال يسيرون عادة بجوارها ويتفقدونها.
وبعد ذلك كان مشواره الثاني الى العراق مع احدى قوافل العقيلات، ومع الوقت استقل بعمله وكان فى البداية بين العراق والقصيم، ثم أصبح بين العراق والشام وفلسطين. كانت أغلب تجارته بالمواشي وكان أغلب ترحاله مشيا على الأقدام وكانت هذه العادة عند عقيل لكي يتمكنوا من تفقد الماشية والإبل وأحمالها.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية واستقرار الأوضاع وبدء الإنتاج التجاري للنفط وتطور المواصلات وتغير سبل العيش، استقر الشيخ سليمان الرشيد رحمه الله فى مدينة الخبر، وعمل فى الصرافة لعدة سنوات، وبعدها تخصص فى تجارة الأرز وأصبح لثلاثة عقود متتالية اكبر تجار الأرز فى المملكة، واستورد السكر والحديد لفترة من الزمن وكان لافتتاح ميناء الدمام وسكة الحديد عام ١٣٧١هـ الأثر الكبير لنمو التجارة وتطورها بالمنطقة الشرقية.
واصبح ذلك الفتى الذي خرج مشيا على الأقدام وعمره 15عاما من كبار رجال الأعمال فى المملكة ومن كبار القائمين على الأعمال الخيرية ومساعدة الغير.
وكان للشيخ سليمان - رحمه الله - سمعة عطرة والكثير من الأعمال الخيرية داخل المملكة وخارجها، وهو من الأشخاص الذين يعملون بصمت واشتهر - رحمه الله - بطاعة الله وبالحكمة والكرم والقيام بالواجب وتفقد الجميع كبيرا كان ام صغيرا، قريبا ام بعيدا. وحظي رحمه الله بحب الناس وتقديرهم. كما اشتهر بعطفه وحلمه وتواضعه وصراحته، وكان له مساهمات في لجان الدولة وحل بعض الامور والصلح بين رجال الأعمال.
رحم الله الشيخ سليمان رحمة واسعة ولنا إن شاء الله عوض فى ابنائه.