هناك أفكار نستطيع من خلالها أن نجد حلولا لكثير من الإشكالات التي تواجهنا ويكون للمبادرة والشراكة المجتمعية دور كبير لحلها في إطار رؤية وآلية تقوم على قواعد من المفاهيم المشتركة بين كافة القطاعات ما يؤدي إلى تحقيق الهدف. فعلى سبيل المثال فتيات الصم في محافظة الأحساء لا توجد لهن فرصة في الدراسة الجامعية فالأبواب أمامهن مغلقة وأحلامهن تنتهي بالثانوية، مع وجود فتيات يتخرجن من الثانوية سنوياً بما يقارب 25 فتاة من ذوي الإعاقة السمعية.
وفي وجود مثل هذه الحالات يجب أن تتكاتف الجهود الحكومية والأهلية لمعالجة هذا الخلل وهنا لابد من الإشادة ببرنامج «الأنامل تتكلم» وهو عبارة عن تدريب فتيات الإعاقة السمعية في فن التجميل وهي فكرة جمعية الأشخاص ذوي الإعاقة بالأحساء وبدعم من مؤسسة سليمان العليان الخيرية وبشراكة من جامعة الملك فيصل ممثلة في إدارة تطوير الشراكة المجتمعية وغرفة الأحساء ممثلةً في لجنة المراكز النسائية، ولتسليط الضوء على هذا البرنامج فهو يستمر لمدة ستة أشهر ويشتمل على العديد من الورش والمحاضرات النظرية والعملية تحت إشراف متخصصات بلغة الإشارة ومدربات في فن التجميل.
وكما أن لهذا البرنامج أثره في معالجة الكثير من المشكلات النفسية التي تتعرض لها فتيات الإعاقة السمعية ومن بينها العزلة الاجتماعية والتي غالباً ما يكون سببها الأسرة، وبسبب الخجل الاجتماعي فالبعض يرفض خروج البنت في المحافل الاجتماعية بحجة أنها لا تستطيع التحدث ولا تسمع ما يقولون ولا يوجد من يتحدث معها بلغة الإشارة والخوف من أن تكون عثرة لنصيب أخواتها فلا احد يتقدم لزواجهن خوفاً من أن تكون الإعاقة وراثية، وسبب آخر لا توجد وظائف تناسبهن فيشعرن أنهن مظلومات وغير مرغوب بهن اجتماعياً مما يجعلهن يأخذن موقفا معاديا من المجتمع فلا يندمجن معه، ومثل هذه المبادرات تكون سبباً في فتح نافذة مشرقة تطل من خلالها على المجتمع بأمل وتفاؤل، وهي مؤهلة بعد اجتياز البرنامج بعد ستة أشهر أما أن تكون موظفة في مشغل أو من يبادر في فتح مشغل وتدير عملها بنفسها، فيشعرها ذلك بالاستقلالية الذاتية ومعرفة صديقات جدد خارج محيطها الأسري.