على الرغم من تكرار حوادث تعلق «مثبت السرعة» خلال السنوات الماضية بصورة جعلت استخدام المثبت لدى البعض يمثل شبحا مخيفا، إلا أنه وحتى الآن لم يتم التوصل إلى نتيجة نهائية حول استخدام أو عدم استخدام المثبت.
ولا تزال الأمور تسير في اتجاه الاجتهادات الشخصية من قبل أصحاب السيارات، الذين يتابعون من خلال ما ينشر في وسائل الإعلام المختلفة حول القضية، نتيجة عدم استخدام وزارة التجارة والصناعة إجراءات واضحة ومحددة تطمئن الجميع تجاه استخدام مثبت السرعة، في الوقت الذي اكتفت فيه الشركات المصنعة والتي ظهر لدى سياراتها عيوب بمحاولة إصلاح الخلل في المثبت وتركت المحاكم هي التي تفصل في تعويض المتضررين.
إخلاء الطرق
وأمام صمت العديد من الجهات المسئولة عن قضية «مثبت السرعة» لم يكن أمام أمن الطرق من حل سوى التعامل مع البلاغات التي ترد إليها حول حوادث المثبت، حيث تقوم إدارة أمن الطرق بإخلاء الطريق أمام السيارات التي تعلق فيها المثبت، وترافق دوريات من أمن الطرق السيارة التي تتعرض للخلل حتى تنتهي المشكلة إما بإطلاق الرصاص على زجاجها لايقافها أو ايقافها بأية وسيلة أخرى.
وهذا ما حدث مع أحد المواطنين مؤخرا حينما تعلق «مثبت السرعة» بسيارته وحينما باءت كل محاولاته بالفشل لإيقافها، اتصل بأمن الطرق الذي بدوره قام بمتابعته وتوجيه النصائح اللازمة له وطمأنته بفتح الطريق أمامه وتابعوه حتى وصل لتقاطع السوادي (تقاطع طريق حائل القديم مع السريع) عندها قاموا بصدم السيارة؛ وعليه توقفت السيارة، ونزل السائق وهو منهار نفسياً.
أوصى المختصون في النقل بالبرنامج السعودي لكفاءة الطاقة الذي يعمل على إعداده المركز السعودي لكفاءة الطاقة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، بمشاركة منظومة متكاملة من الجهات الحكومية المعنية من وزارات وهيئات وشركات حكومية باستخدام “مثبت السرعة” عند القيادة على الطرق السريعة؛ مما يقلل من استهلاك الوقود.
حدود السرعة
وفي وقت باتت أجهزة تثبيت السرعة في السيارات جزءاً لا يتجزأ من السيارات الحديثة، خصوصاً في منطقة الخليج، حيث الطرقات واسعة ومتعددة المسارات، أظهرت دراسة أن لهذه الأجهزة (مثبت السرعة) ميزة إيجابية هي عدم تجاوز حدود السرعة، لكن لها آثارا سلبية أخرى.
فقد كشفت دراسة حديثة أن السائقين الذين يستخدمون مثبت السرعة هم أكثر عرضة للنعاس عندما تكون الشوارع شبه خالية من السيارات المارة، كما أن رد فعلهم يكون أقل بشكل ملحوظ عندما تكون الطرق مزدحمة.
وجاءت هذه النتائج في دراسة أجرتها مؤخراً مؤسسة “فينسي أوتوروت” الفرنسية، الرائدة في مجال سلامة الطرق والدراسات العلمية حول القيادة المسؤولة.
أجهزة محاكاة
وشملت الدراسة 90 سائقاً فرنسياً تم تقسيمهم على 3 فئات عمرية، ووضعوا في أجهزة محاكاة قيادة السيارات لمدة 3 أيام.
وأظهر السائقون جميعاً مؤشرات على النعاس وتباطؤ رد الفعل عندما كانوا يستخدمون مثبت السرعة، غير أن السائقين من الشباب، اي في الفئة العمرية من 18 إلى 30 عاماً، كانوا أكثر تأثراً بالإرهاق بحسب الدراسة.
وقال الباحث من جامعة ستراسبورغ، الذي أجرى الدراسة أندريه دوفو، إن مثبتات السرعة في السيارات تساعد السائقين على الطاعة فيما يخص حدود السرعة، لكن يجب أن تستخدم بطريقة أكثر عقلانية.
وكانت حملة «بكيفك» التي أطلقها المركز السعودي لكفاءة الطاقة للتعريف ببطاقة اقتصاد الوقود قد أشارت الى «أن الفائدة من استخدام مثبت السرعة تكمن في تجنب تغيير السرعة بشكل متكرر، والتسارع والتباطؤ؛ مما يزيد من استهلاك الوقود».
وأوضحوا أن استخدام «مثبت السرعة» يساعد أيضا على القيادة بشكل متزن، ويجنب قائد المركبة تجاوز السرعة القانونية لا شعوريا، كما أنه يزيد من إحساس السائق بالراحة في الرحلات الطويلة.