DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جانب من استديو بيتزن لفن المجسمات

يعجبني فن «الأرابيسك» وأحب فنون «الخط العربي» لما له من جماليات ذات طابع معين

جانب من استديو بيتزن لفن المجسمات
جانب من استديو بيتزن لفن المجسمات
أخبار متعلقة
 
التشكيلية الألمانية الكبيرة، ماريان بيتزن أحد أهم الأسماء النسائية البارزة في الحركة الفنية التشكيلية بـ(جمهورية ألمانيا الاتحادية) في الوقت الحالي. لها العديد من الأعمال الفنية واللوحات و(الألبومات) التشكيلية التي شاركت فيها خلال كثير من عروض الفن التشكيلي، وأنشطته ومهرجاناته المتنوعة على المستويين المحلي والاقليمي. يضاف الى ذلك كونها أحد مؤسسي (متحف الفن النسائي) بمدينة (بون) الذي كانت ولا تزال أحد أبرز أعضائه، والمشرفة على ادارته حاليا منذ عام 1981م، أي منذ ما يقارب 35 عاما مضت حتى الآن. التقينا (بيتزن) بمقر عملها في هذا المتحف، فكان لنا معها هذا الحوار، حول تجربتها الفنية، كفنانة تشكيلية، لها خبرتها الطويلة في هذا المضمار. هلا حدثتنا بشيء من الإيجاز عن سيرتك الذاتية. - أنا من مواليد مدينة (شتوتغارت) في الخمسينيات. أحببت منذ صغري (المسرح) وفنونه. وكان ذلك في سن مبكرة من حياتي، غير أني توجهت- برغبتي الشخصية فيما بعد- لفن الرسم والتشكيل، ومن هنا كانت بدايتي مع الفرشاة واللون واللوحة. لم أتخصص في هذا الفن، ولا في أحد فروعه تخصصا أكاديميا، ولا أحمل فيه شهادة من جهة علمية أو أكاديمية معينة، بل قمت بممارسته من تلقاء نفسي، وحبا فيه، باستثناء أنني قمت بالاستزادة من أساسياته ومبادئه في بعض المدارس الأولية، المهتمة بهذا المجال، في كل من مدن (دوسلدورف وميونخ وبون). انتقلت منذ سنوات الشباب الأولى من مدينتي الأصلية (شتوتغارت) الى مدينة (بون) واستقررت فيها منذ عام 1981م، ولا أزال في هذه المدينة كمسؤولة عن (متحف الفن النسائي) فيها. وفي المراحل الأخيرة من مسيرتي الفنية ركزت على (فن التجسيم) أي فن رسم المجسمات باستخدام مواد (الكرتون والورق). هل تأثرت بإحدى مدارس الفن التشكيلي المعروفة عالميا، بحيث ظهر أثرها في فنك، أم يمكن أن نقول أن لك توجها فنيا خاصا بك دون غيرك؟ - تأثرت بالمدرسة (الواقعية) في الفن التشكيلي، ومؤسسها ورائدها الفنان الألماني المعروف (بويز). وقد توفي هذا الفنان قبل حوالي 20 سنة من الآن. أما على المستوى الشخصي فان أبرز الشخصيات التي تأثرت بها هي صديقتي اليابانية السيدة (يوكو أونو). وهي تعيش حاليا في (أمريكا) بمدينة (نيويورك) ولا تزال على قيد الحياة وعمرها الآن يناهز الثمانين سنة. وهذه السيدة الرائعة ليست فنانة أو رسامة، بالمعنى الصحيح، وإنما عرفت بمساندتها لممتهني الفن التشكيلي، ومحبيه وهواته، وتشجيع ممارسيه من العنصر النسائي، وتطويره. بصفتك المسؤولة عن (متحف الفن النسائي) والمشرفة عليه. كيف نشأت فكرة تأسيس هذا المتحف أساسا؟ وما أبرز أهدافه وأنشطته؟ - الحقيقة أني كنت قبيل تأسيس هذا المتحف كثيرة الزيارات في مطلع حياتي الفنية لمعارض الفنون التشكيلية، وصالاتها في أنحاء متفرقة من (ألمانيا). وقد استهوتني فكرة جمع الفنانات التشكيليات الألمانيات في مكان واحد يجمعهن، لعرض مواهبهن، وما لديهن من أعمال فنية، وتبادل الآراء ووجهات النظر المتنوعة حيال هذا الفن، وأهميته البالغة في البنية الثقافية المتكاملة للمجتمع الألماني، والمجتمع الأوروبي بوجه عام. يضاف الى ذلك الأهمية الكبيرة لمدينة (بون) سياسيا وثقافيا وتجاريا واقتصاديا في ذلك الوقت، لكونها عاصمة لألمانيا الغربية، قبل أن يتم نقل العاصمة الى مدينة (برلين) بعد انضمام (الألمانيتين: الشرقية والغربية) معا تحت المسمى الحالي لجمهورية ألمانيا الاتحادية. وكانت (بون) في ذلك الوقت ملتقى لكثير من محبي الشأن الثقافي، والفنون الأخرى، ومن جنسيات متعددة، لوجود كثير من سفارات البلدان فيها، ومنسوبيها من بعثات دبلوماسية، وغيرها من القنصليات والممثليات التجارية والثقافية والعلمية في ذلك الزمان. ثم ان كبريات المدن الألمانية لكل منها ناد أو متحف للفن التشكيلي الذي يخص كل مدينة دون أخرى، فكانت الفكرة أن أنشئ هذا المتحف في(بون) أسوة بالمدن الأخرى، وعلى غرارها. لكن.. هل هذا المتحف خاص بالفنانات (الألمانيات) فقط، أم أنه شامل لغيرهن؟ - لا. بل هو عالمي، يشمل التشكيليات الألمانيات، وكذلك غيرهن من جنسيات أخرى، مع أن الأساس فيه هو (الفن التشكيلي النسائي الألماني). وللمعلومية فان هذا المتحف معروف على مستوى جمهورية ألمانيا، وله أنشطته ومشاركات أعضائه في مجال الفن التشكيلي داخل (بون) وخارجها. وقد استقطب كثيرا من الأسماء التشكيلية النسائية من أوروبا، ومن شرق آسيا ومن المنطقة العربية أيضا، وقدم الدعوة لبعضهن للمشاركة في فعالياته. ما أهم المعارض التي سبق أن شاركت فيها السيدة (بيتزن) داخليا وخارجيا؟ - شاركت في جميع المعارض التشكيلية تقريبا في ألمانيا، وذلك بعرض بعض لوحاتي، وانتاجي الفني في كثير من المدن الألمانية. وفي بعض العروض التي لها طابع تجاري شاركت كذلك بمجموعة من أعمالي لعرضها في صالات هذه العروض، لبيعها والاستفادة من المردود المالي لها، وتخصيص جزء منه لدعم هذا المتحف ماليا. أما خارج ألمانيا فلم يسبق لي المشاركة، ولكن سبق أن دعيت لحضور عروض الفنون التشكيلية في بعض البلدان الأوربية، وشرق آسيا والدول العربية كسوريا وتونس والمغرب التي قمت بزيارتها عام 1997م، وكذلك في تركيا لحضور فعاليات بعض المعارض في تلك الدول التي تعرفت خلالها على كثير من فنانيها. ماذا تعرف الفنانة (بيتزن) عن الفن التشكيلي أو الفنون البصرية بمنطقة الشرق وفي المنطقة العربية تحديدا؟ وهل لمتحفكم دور في التواصل فيما بين الشرق والغرب من خلال هذا الفن؟ - يعجبني فن (الأرابيسك) وأحب فنون (الخط العربي) حيث إن له جماليات ذات طابع معين قد لا توجد في غيره. أما بخصوص دور متحفنا ومدى اهتمامه بالتواصل بين الشرق والغرب، فان ذلك - بلا شك- أحد أهدافه الهامة لكون الفن التشكيلي لغة عالمية عالية المستوى ومشتركة بين كافة الناس، مهما تعددت جنسياتهم ولغات ألسنتهم وهوياتهم وأعراقهم. وقد سبق لنا أن زارنا في متحفنا هذا مجموعة من الفنانات التشكيليات العربيات (من عدة دول عربية) في احدى الفترات السابقة سنة 1986م واستعراض معروضاته في جولة جمعتنا بهن داخل أروقته، والتعرف الى بعضنا وتبادل خبراتنا. كما سبق لي– أنا ومجموعة من النساء التشكيليات– المشاركة بمعرض الفن التشكيلي الذي نظمته (أكاديمية الملك فهد) بمدينة (بون) بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس هذه الأكاديمية، وكان ذلك العام الماضي، بتاريخ 14-3- 2015م . لقد تم اختيار (جمهورية ألمانيا) هذا العام 2016م- كما هو معروف– لتكون (ضيف الشرف) لمهرجان (الجنادرية الوطني للتراث والثقافة) وهو أحد أهم وأكبر المهرجانات في المنطقة العربية، والذي اعتادت المملكة العربية السعودية على إقامته وإحياء فعالياته بمدينة (الرياض) العاصمة في مثل هذه الأيام من كل عام، وتشارك في فعالياته الكثير من الدول العربية والاسلامية والصديقة. فهل من كلمة تودين قولها في هذه المناسبة؟ - هذا الشيء بالتأكيد مفيد لنا جميعا. وجميل أن يكون بين أبناء الشعبين السعودي والألماني مثل هذا التواصل الذي يمد جسور الثقافة والمعرفة والمحبة فيما بيننا. فشكرا للجهات السعودية والألمانية التي سعت الى هذا القرار الذي سيساهم بالتأكيد في التلاقح الفكري والثقافي بين الطرفين. انها مناسبة رائعة حقا، أن نلتقي في مثل هذه الملتقيات، التي تعكس حضور جمهورية ألمانيا وشعبها وثقافته وحضارته للاخوة السعوديين والعرب في المنطقة العربية وعلى هذا المستوى الدولي، كما يهمنا- نحن- أيضا أن نتعرف الى الشعب السعودي أكثر وأكثر من خلال مثل هذه المهرجانات وثقافته وحضارته. كلمة أخيرة. لمن تودين توجيهها؟ - شكرا لصحيفة (اليوم) ولـ(الجسر الثقافي) هذه الاستضافة. وشكرا للإعلام السعودي الذي منحنا هذه الفرصة للتعرف الى بعضنا بما يدعم أسس التعارف بين أبناء الشعبين (السعودي والألماني)، ويوثق الروابط المعرفية والحضارية فيما بينهما. أحد أعمال «بيتزن» في التجسيم الورقي والكرتوني