غَنَّى بها الشّحْـرُورُ يَدْفَعُهُ الـدّلالْ والكَـرْمُ يَبْسُطُ غُصْنُهُ جَمَّ الظِّـلالْ
وعلى الــرَّوابِي الخُضْرِ تاهَ مُتَيَّمٌ في حُبِّها.. لبنانُ يا أرْضَ الجَمـالْ
فيهـا مِـنَ الحُسـْنِ البَدِيعِ مَفــاتِـنٌ أضْحَتْ يُتَوِّجُ هامَهـا تاجُ الجَلالْ
يا واحَـةَ الإبْـداعِ إنْ ضَاقَـتْ بِـهِ أرْضٌ ففيكِ الفِـكْرُ يَظْـفُرُ بالـنَّوالْ
لبنـانُ يـا أُنْشـوُدَةً يَشْـدُو بِهــا أرْزٌ وثَلْـجٌ عانَقـا شُـمَّ الجِـبالْ
خَلَـقَ الإِلـهُ على رُبُـوعِـكِ جَـنَّةً رَيَّانّـةً بالحُسْـنِ تَرْفُـلُ والـدَّلالْ
فيهـا الطَّبِيعَـةُ بالمَـباهِـجِ زُيِّـنَـتْ وجَمالُهـا يَبْدُو بِـهِ السِّحْرِ الحَـلالْ
وِدْيانُها النشْـوَى تَهِيمُ بِها الظِّبَا في عَدْوِها فَرَّتْ تَلُوحُ كما الخَيالْ
وبها المَسـاجِـدُ والمَعـابِـدُ رَتَّلَـتْ صَلَواتِهـا نَحْـوَ الجَـمِيلِ من الفِعـالْ
صـارَ المَـلالِي يَعْـبَثُونَ بِأرْضِهــا بـَيْنَ العَمـائِـمِ واللِّحَـى والابْتِــذالْ
نَقَـمَ الجَمِيعُ على خَـبَيثِ حَدِيثِهِـمْ كَـذِبٌ وبُهْـتانٌ وقُـبْحٌ فـي المَقـالْ
لبنانُ أمْسَـتْ لا يُـغَــرِّدُ طَـيْرُهــا وغُرابُها المْأزُومُ دَوماً في انْخِذالْ
كَـيْفَ اسْـتَباحَ الفُرْسُ فِـيكِ بَـرَاءَةً وتَسامُحـاً سادَ الطَـوائِفَ باعْـتِدالْ
ورَمَتْـكِ أيـامُ الخِصـامِ بِسَـهْمِـهـا في غَفْلَةٍ والناسُ حَوْلَكِ فِـي جِـدالْ
عَبَثَتْ أيادِي الشَّرِّ تُوغِلُ في الأذَى والمُنْصِـفُونَ تَعُمُّهُـمْ سُــودُ الليالْ
واسْتَنْسَرَتْ فِـيكِ البُغاثُ وإنَّمـا أحْلامُها تَذْوِي على دَرْبِ المُحالْ
سِـرْبٌ بأرْضِـكِ يِسْتَبِيحُ جَـلالَهــا للطامِعِـينَ السـائِرِينَ إلى انْحِـلالْ
حِـزْبٌ يَبِيعُ بِهِ الغُـرابُ ويَشْتَرِي ذِمِماً تَمادَتْ في الخُـرَافَةِ والهُبالْ
وتآمَـرَتْ مَعَها طَــوائِـفُ قـادَهـا عَجْـزٌ يَكُونُ مَصِـيرُهُ سُـوءَ المَـآلْ
وسَـحابَةُ الغُـرْبانِ تُمْطِـرُ حِقْدَها فِي كُلِّ شِبْرٍ.. بالمَرابِعِ والتِّـلالْ
مَنْ يَطْـرُدُ الغُـرَباءَ يَقْطَـعُ جَذْرَهُـمْ ويَشُـدُّهُمْ نَحْـوَ الدَّمـارِ إلى الزَّوالْ؟
حـتى تُغـادِرُ عُصْـبَةُ الأحْقــادِ أو تَفْنَى على وَقْعِ النِّصالِ على النِّصالْ
لتَظَـلَّ لبنانُ الحَضـاراتِ الـتي اكْتَسَـحَ الـزّمانُ بِها خُـرافاتِ الضَّلالْ
مِنْ عَهْدِ عِشتارَ الجَمالُ بأرْضِها إرْثٌ يَفُـوحُ بِعِطْـرِهِ فـي كُــلِّ حـالْ