.. في ضيافة سمو الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز بإثنينية امارة المنطقة الشرقية، مال عليّ الشيخ الفاضل بجانبي وقال: «سمو الأمير أعاد وكرر اسمك في كلمته ست مرات، وهذا أمر مفرح». وبالفعل كان مفرحا بأبعاد أكثر، ومن هنا أنطلق محدثا الشباب:
أولًا: لا شيء يأتي بالصدفة ولا برخاء الظرف. النتائج تأتي بالعمل، وتتعاظم أو تصغر النتائج بعظم أو صغر العمل، والذي رأيتموه في حفل جائرة التطوع السعودية واحتفاء سمو الأمير بكم، وذكره وفخره وثقته بالشباب من الفتيات والفتيان، لم يأت إلا من عمل كبير قدمتموه تطوعا من وقتكم وجهدكم، ومن أجل حبكم لوطنكم وتعلقكم بأرضكم، وكل عمل ارتقائي مهما صغر يعتبر كبيرا، فما تأتي أعظم الأعمال إلا من أصغرها. والفرحة الغامرة التي رأيتها بوجوهكم باحتفاء وتكريم سمو أميرنا المحبوب بكم دلالة على المكافأة التي يعد الله بها العاملين، وعندما يدعمكم سموه فإن هناك رسالة كبرى مضمنة وواضحة؛ وهي أنه يثق بكم، ولماذا يثق بكم، لأنكم أديتم أعمالا انتهت بإنجازات جعلت سموه فوق حبه التلقائي لكم يفخر بكم، رأيت بعينيه ذلك الوميض الذي يفصح عن معاني الرضا والسعادة بكم.
ثانيًا: يجب أن نؤمن أن الله، لما نعقد النية على العمل، فإنه سبحانه يوفر البيئة التي تجعلنا نؤدي هذا العمل وننجزه ليس كما نأمل فقط، بل أحيانا نبهر نحن أنفسنا بنجاحاتنا. فانظروا ان سمو الأمير سعود بن نايف من الذين يجعلون للعمل التطوعي مقاما كبيرا، وبعقليته الإدارية المجتمعية يرى أن العمل التطوعي محور رئيس لتطوير وإنماء المجتمع بكل قطاع وميدان، وهذا ما يجعل العمل التطوعي ينمو وتنمو كامل المنطقة. ورأيتم رجال الأعمال وهم من أعمدة البناء في المجتمع تسابقوا لرعاية أعمالكم وجائزتكم، وما زالوا يدخرون لكم الكثير لأنهم أيضا يحبون بلادهم وناسهم كما تحبونهم أنتم، ويريدون أن يجدوا وسائل الخدمة الحقيقية التي تقنعهم أن يوظفوا فيها دعمهم للنتائج المرجوّة.
ثالثًا: العنصر الهام للنجاح هو الإخلاص في العمل.. الإخلاص هو العنصر الرئيس لأي عمل، ثم يأتي الحصاد والنتائج من واقع هذا الإخلاص. لا تندثر المشاريع الإنمائية، ولا تهتز المجتمعات بأكملها إلا عندما يقل الإخلاص أو ينعدم، فالإخلاص هو عدو الفساد الفاتك الأشر بجذع النخلة المجتمعية. والعمل التطوعي قائم بالضرورة على الإخلاص، فالمتطوع الحقيقي والذي بداخله شعلة لا تنطفئ حبا للعمل التطوعي وإسعاد الناس وخدمتهم، يعرف أنه لن يتلقى عائدا ماديا من أي نوع، ويعرف أن أي عائد مهما صغر سيعكر صفاء ماء التطوع، وأن ما يحصل عليه فوق أي قدرة مالية وهما الرضا النفسي الداخلي والتوازن الروحي، وقيد مولد السعادة بداخله. الأعمال والمشاريع التطوعية تأتي ناجحة عندما يكون هدف التطوع ذاته كقيمة نفسية مهمة، فنرى المتطوعين يقودون المجتمع العالمي ويحمونه من آفات سبّبها الإهمالُ والجشع والإفساد.
إن الله منّ عليّ بفضله وهذا ما كان يقصده الشيخ الذي عد تكرار اسمي في خطاب أميرنا المحبوب. هل كنت أستحق ذلك؟ لا أعلم، فأعمالي صغيرة جدا، والذي أعرفه جيدا أن المتطوعين أرادوا لي الفضل فتحقق.. أكثر مما توقعت.
الأخير- الرضا.. سألت سمو الأمير بحديث عفوي على العشاء: كيف رضاك على الناس والشباب خاصة؟ كان رده وأكتفي به قفلا لهذا المقال: «الحقيقة هي أن تعكس السؤال: هل هم راضون عني؟ وهذه هي مهمتي الحقيقية وأعمل على تحقيقها، التي تجعلني أتوسد ليلا راضي النفس».