بعد ان سمعت باهمية الحوار الوطني وتنوع الافكار والرؤى قررت ان اقوم بدوري بتثقيف العامة باهمية الحوار بين افراد المجتمع لكي نحافظ على كيان هذا الوطن ومكتسباته.
قادتني قدماي الى مقهى شعبي يقع بالقرب من سوق السمك حيث رواد هذا المقهى من كبار السن الذين تستطيع ان تؤثر عليهم لانهم لا يفقهون ما تقول، ولكي يتخلصوا منك فانهم يهزون رؤوسهم بالموافقة يعني (عطنا مقفاك) المهم يا سادة يا كرام بعد ان شرب الجماعة (القدو) وافرغوا بيالات الشاي بدأت بخطبة حماسية عن الحوار والتواصل وان الجميع مسلمون يشهدون بشهادة ان لا اله الا الله وان الكل يضحي من اجل الوطن، قلت ذلك وانا اراقب مستمعي العجائز الذين فقد جلهم الكثير من اسنانهم وابيضت شعورهم!! بعد ان يبس حلقي، قال كبير العجزة اسمع يا ولدي الرجاء ان تحتفظ بكلامك هذا لابناء جيلك فنحن كبار السن نحس بمعنى الوطنية فقد عاصرنا زمن الفوضى قبل توحيد المملكة حيث كانت السرقات والقتل والخوف، ولما وحدت المملكة رأينا بعدها نعم الامن والعلم، وقد ربانا يا سيدي المثقف آباء وامهات موديلاتهم مختلفة عنا، ودرسنا مدرسون من ابناء هذه المملكة وهم مختلفو الرؤى حيث يرجع لهم الفضل بعد الله فيما وصلت اليه هذه المملكة. واضاف كبير العجزة الجالس في صدر المقهى، لقد زاملنا في اعمالنا جميع الجنسيات من ديانات ودول مختلفة ولقد تعلمنا منهم الكثير واستفدنا وهذبنا من طباعنا بعد ان التقيناهم، كذلك مازال لدي اصدقاء من الرياض والاحساء ونجران ومن امريكا ومن السودان حيث مازلنا نتواصل، هذا يعني يا سيدي المثقف الصغير ان جيلنا كان يتحاور ويتأدب في حواره مع من يختلف معه لاننا مدركون ان رؤانا المشتركة تستدعي الحفاظ على مكتسبات هذ الوطن. يا سيدي المثقف الصغير قم عن مجلسنا واذهب الى.. الكوفي شوب ومواقع الانترنت وحضهم على الحوار الوطني اما نحن فشربناه ورضعناه واقسمنا على المحافظة عليه، هكذا قال كبير العجزة في المقهى عن الحوار الوطني.
عبدالله ابراهيم المقهوي