حدد خبراء ومختصون في الزراعة بالأحساء منتصف شهر رمضان المبارك بداية لظهور تباشير الرطب الحساوي وتواجده في الأسواق، مؤكدين أن تزامن هذه التباشير مع رمضان سيعطيه أسعارا قد تصل لـ 50 ريالا للكيلو الواحد، وهو الموسم الذي يترقبه آلاف الفلاحين في الاحساء لما يمثله لهم من بشرى يجنون فيها جهدهم في رعاية النخلة والاهتمام بها، وهو ما تعارف باسم (موسم الخراف) وهو جني ثمار الرطب.
بدوره، أوضح شيخ سوق التمور في الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي أن انتظام الطقس وكثرة الأمطار ومناسبة الأجواء التي شهدتها الأحساء مؤخرا وامتداد فترة الربيع أثرت بشكل إيجابي على جودة إنتاج نخيل الاحساء ويمكن تسارع نضوجها، حيث تشهد تباشير موسم الرطب نوع (الطيار، وأم جناز، والغر).
وأكد أن العناية الجيدة بالنخلة، ومتابعة مراحل نموها وتثميرها، تعطي جانبا مهما من جودة الإنتاج، وهذا ما نهجه العديد من المزارعين نتيجة ارتفاع الثقافة الزراعية لديهم، منوها إلى أن أسعار تباشير الرطب في اسبوعه الأول تتراوح بين 30 الى 50 ريالا للكيلو وتنخفض تدريجيا إلى أن يصل لخمسة ريالات فقط، مرجعا ذلك إلى قلة إنتاج الرطب في وقت التباشير.
كما طالب الحليبي بإيجاد حلول لتخزين الرطب والذي يعد من أهم المنتجات الزراعية الاحسائية عن طريق التجميد، وذلك من خلال عمل بحوث علمية في الجامعات ومن أهمها جامعة الملك فيصل بالأحساء للوصول إلى حل لتوافر الرطب في جميع الأوقات، حيث ان الرطب يحتاج إلى مقياس معين ودراسة علمية متطورة في هذا الشأن، ودعا كافة المواطنين والمقيمين أن يحرصوا على أكل الرطب الأحسائي والذي يعد من أهم فواكه الصيف النقية ذي الفوائد الصحية العالية، بالإضافة إلى الناحية الاقتصادية في دعم المزارعين وتعزيز المنتجات المحلية.
وأضاف تاجر التمور محمد الهبدان أن تباشير الرطب ستشهد إقبالا كبيرا من أهالي الاحساء وخارجها، حيث تعتبر عادة سنوية محببة لأبناء الاحساء في الاحتفاء بالنخلة وتقدير إنتاجها، علاوة على القيمة الغذائية لهذه الثمرة، ويشكل مصدر رزق للكثير من المزارعين في واحة الأحساء، وأشار إلى أن الأجواء المناخية المعتدلة لزراعة أشجار النخيل التي شهدتها واحة الأحساء منذ بدء تلقيح النخلة حتى موعد جني ثمارها، ستساهم في جودة إنتاج الرطب.
من ناحيته، أكد وكيل أمانة الأحساء للخدمات المهندس محمد بن عبدالله المغلوث أن الأمانة ستقوم بتحديد نقاط بيع في المدن والقرى لتجمعات بيع الرطب والمنتجات الزراعية المحلية والتي ستقوم الأمانة بالإعلان عنها لاحقا، مفيدا بأن الأمانة ستمنع منعا باتا بيع الرطب في الصناديق الخشبية وستقوم فرق رقابية بمصادرتها فورا لما لها من أضرار بيئية وصحية على المستهلك والمظهر العام، بالإضافة الى تخزينها غير السليم وتعرضها لاكتساب الجراثيم والميكروبات، مشيرا الى ان الأمانة تُهيب بالمواطنين بضرورة اتباع محصول الرطب الذي يتم تسويقه عبر العبوات الكرتونية المخصصة لذلك والتي سيقوم المزارع باقتنائها من المصانع المتعددة بسعر لا يتجاوز نصف ريال للعبوة الوحدة، للاستخدام الصحي وللمرة الواحدة فقط، كما تؤكد الأمانة على المزارعين والباعة ضرورة المحافظة على وزن وحجم ثابت لهذا المحصول الهام محليا عن طريق تلك العبوات الكرتونية ذات التصميم الجيد التي تحفظ المحصول ويمكن تخزينها، اضافة إلى حفظ حقوق المستهلكين ومكافحة الغش التجاري بالأوزان والاسعار وجودة المحصول.