كاد الدمع يكسو مسطحات الزرع الاخضر خلف النافدة المطلة على بوابة العبور.. اجهشت الما وحزنا حينما داهمتني ذكريات الماضي حينها لم يبلغ الثانية من عمره.. رأيتها تحمله بين ذراعيها وتلفه خشية البرد القارس وموج الحر الشديد.. تطعمه رحمة وترضعه مودة فاضت بجودها شطان السنين.. كانت تحمل تفاؤلا واملا وتزرع بوادر الخيرداخل ذاك القلب الصغير.. تهدهده في غفلة حين ينتحب ويرتجف. تقف ازاء العالم تصرخ بقامتها المعتدة لتطوقه حنانا ونشوى.. لم تهدأ تلك الليلة وهي تشق طريقا موغلا بالمخاطر.. بالهموم كي تصارع الزمن ليكتنفه بوابل من الحبور والحب. تسارعت السنون اضحى شابا كنجم اطل من اعلى.. نضج فكره وكبر عظمه.. اخذت تتأمله تحنو عليه في صمت مطبق ترسل بمقلتيها عبارات طرزت بالدعاء بالتضحية تغلفها برودة العاطفة الجياشة التي ما برحت تدعو ثم تدعو رحمتك يا الله. اتى المساء رويدا جرته خيلاء العاصفة كبلته بسجنه قاسية سحبها من قامتها التي ظللته يوما.. اشاح بوجهه.. رمى جبال العاطفة خلف سفوح الانهيار.. زج بها هناك خلف المنفى خلف الغيوم الشاحبة يكتحلها الظلام القاهر.. يحيلها الى دموع تناثرت رددت عبارات تتأصل في بؤرة النفس حزنا وحرقة وانتحابا تردد كما الشاكي حول همه والعاجز رغم صوته:==1==
امك يا وليدي انا امك==0==
==0==يا اللي زرعت دمك ولحمك
شلتك بصدري وعيني==0==
==0==في الجفن ليل ونهار
كيف زرعي اللي زرعته==0==
==0==احصده جمر ونار==2==
@@ فاطمة محمد الخماس