كرة القدم لغة عالمية لتقريب الشعوب ونبذ التعصب والعنصرية، ولغة لمواجهة الأزمات العاصفة سواء كانت تلك الأزمات سياسية أم اجتماعية فهي لغة تجمع ولا تفرق.
لكن للأسف الشديد هذه اللغة قد لا ترقى لبعض ممن يروق لهم تعكير صفو العالم بتهديداتهم الإرهابية، لكن اليوم تتحدى بلاد النور والجمال المخاوف الأمنية والتحذيرات من وقوع هجمات ارهابية، عندما تنطلق يورو 2016 في نسختها الخامسة عشرة ليتنافس 24 منتخباً على لقب القارة العجوز للمرة الأولى في تاريخ العرس الأوروبي.
ما يبرهن على صدق كلامي أن كرة القدم لغة عالمية سائدة تتحكم بمقدرات حياتنا اليومية هو ما قاله النجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش «المختال» في نفسه بقدراته الفنية والبدنية، إنه بامكانه زيادة شعبية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند صاحب الشعبية المتدنية بين رؤساء فرنسا، هكذا يكون بمقدور أساطير كرة القدم أن يفعلوا.
فرنسا البلد المنظم تعيش تحت وطأة خطر التهديدات الأمنية بعد تفجيرات باريس نهاية العام الماضي، بالاضافة الى أزمات اجتماعية متفرقة، فضلاً عن العقبات الفنية التي حلت بمنتخبها سواء من إصابات أو اتهامات بالعنصرية كل هذا كفيل بتدمير الديوك الزرقاء، لكن كرة القدم وحدها كفيلة بتخليصها من كل تلك الأزمات.
ديديه ديشان الفائز مع الديوك الزرقاء بلقب كأس العالم ولقب أوروبا لاعباً عامي 1998 و2000 هل يكون بمقدوره التغلب على كل المشكلات التي واجهته قبل وقت قصير من بدء المشوار، والفوز باللقب مدرباً هذه المرة بما لديه من نجوم واعدة وتكتيك خططي.
بطولة كوبا أمريكا صادفت حظا عاثرا هذه المرة بتزامن توقيتها مع انطلاق بطولة أوروبا وانصراف الاهتمام الجماهيري بالبطولة الأوروبية على حساب كوبا أمريكا.
كرة القدم الأوروبية عادة ما كانت تهتم بـ«التكتيك» والالتزام الخططي على حساب اللعب المهاري، لكن هذه أصبحت موضة قديمة كما يقولون، بعد وفرة النجوم المهاريين المتوقع لهم التألق في سماء اليورو 2016، وتحول اللعب الأوروبي من أداء خططي بحت إلى لمحات فنية راقية تنتزع آهات الجماهير، وأصبح المدربون يملكون أوراقاً رابحة يمكنها ترجيح كفتهم وجلب السعادة لشعوب بلدانهم في أي وقت.
على العكس تماماً بقيت كرة القدم اللاتينية على حالها تعتمد في نهجها على الامتاع الفني بسبب وفرة المواهب المتمثلة في نجم التانجو الارجنتيني ليونيل ميسي ونجم السماوي لويس سواريز، وراقص السامبا الأوحد نيمار، وهي نجوم كفيلة بأسر ألباب المشجعين لكن الوقت لم يلعب في صالحها ويخدمها هذه المرة تحديداً.
عفواً ثلاثي «الام أن إس» لن يكون بمقدوركم تحقيق السعادة الكاملة في ظل تحول بوصلة المشجعين نحو نجوم أوروبا، جاريث بيل وابراهيموفيتش وبوفون وكاسياس وجريزمان وانتوني مارسيال.
عفواً ميسي هذه الجولة محسومة جماهيرياً للدون البرتغالي كرستيانو رونالدو، حتى لو بقي على أرض الواقع، فالمطلوب منه هو إبهار الجميع وليس اللقب.
أخيراً.. كما عودناكم في البطولات الكبرى، تجدون بين أياديكم اليوم ملحقا خاصا ليورو 2016 م، نتمنى أن ينال إعجابكم.. وصباحكم أوروبي.