DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

So Damn Lucky

So Damn Lucky

So Damn Lucky
.. عففت أن أكتب ترجمة العنوان أعلاه حفاظا على صيانة ذوقكم اللغوي، مع أنه مصطلح عامي أمريكي بدأ بالولايات الجنوبية من عقود طويلة وانتقل لبقية ولايات أمريكا ثم كل العالم. محاولًا وضع ترجمة مهذبة قدر الاستطاعة للعنوان وهي «يا لحظ هذا الرجل!» على أني أعني وأصر على استخدام المعنى الوصفي للعنوان أعلاه عندما يكون شخصا كريها وحاقدا وعنصريا ويسانده حظ يفلق صخر الجبال مثل السيد دونالد ترامب الذي تتعاضد الأحداث لتعزز قوة حملته وآرائه وشخصيته الشوفينية العنصرية الفارغة من أي معنى لكياسة اللفظ والدبلوماسية، ترامب الذي كان الناس يعتقدون أنه سيكون نكتة الموسم الانتخابي بأمريكا، وإذا هو يتمرد ويكبر، وينشر الكراهية الآن باحتراف، تعاونه أحداثٌ مذهلة تصب بصالحه، وتجعل «حظه» أقوى في الفوز بسدة الرئاسة الأمريكية ليتربع سيدا في البيت الأبيض وفي العالم «لا قدر الله». أنظر لأحداث أورلاندو الأخيرة حيث دخل «مختلٌ نفسي» أمريكي من أصل أفغاني «وبشهادة زوجته السابقة» ولكن يصر على وصفه دونالد ترمب وزعيقه الإعلامي العظيم بأنه «مسلم متعصب» وبوده -وربما فعل بالمستقبل- حذف وصف التعصب وإبقاء صفة المسلم، فهو كارهٌ حقيقي للإسلام والمسلمين ولم يستطع إخفاء ذلك مهما حاول. نعم جاءت مذبحة أورلاندو في ملهى ليلي للشواذ قوة هائلة على صحن ذهبي قُدم مباشرة إلى فم السيد ترامب الفاحش التلوث، ومن المستحيل ألا يغتنم الفرصة ويكبرها أضعافا وأضعافا وأقول لكم سيسوّقها على معظم الشعب الأمريكي ببساطة مرور سكين في قالب كعك. الحدث جاء من مسلم وهذا يصب في كل ما يقوله ترامب، والمقتولون هم من الشواذ الذين يحتقرهم، ومعظمهم من اللاتينيين «الهسبانك» الذي تفنن ترامب بقذعهم ورجمهم من مصنعه الفموي الملوث.. لاحظوا الحظ الذي يفلق الصخر!. الآن هيلاري كلينتون والتي هي من إدارة تنأى عن زج الصفة الدينية في الأحداث السلبية اضطرت أن تتلفظ بِـ «الراديكالية الإسلامية»، على أن هذا لسوء حظها، وحسن حظ سيئ الذكر، لم ينفعها بل اعتبرتها صحف كبيرة أمريكية نقطة لصالح ترامب، أي أنه أجبرها على استخدام مصطلح لم تستخدمه في الماضي بل كانت ضده.. فحُسبت لكمة مباشرة خطافية بوجه السيدة كلنتون. وماذا عن حظنا نحن؟ للأسف نحن نشارك السيدة كلنتون بعدم هبوب ريح الحظ بأشرعة سفننا، وربما أن حالنا أشد سوءا. وفي الحقيقة النهائية الحظ ليست له مشيئة، المشيئة لله وحده، ثم يأتي عزمُنا نحن على أن نغير هذا الواقع التعس. قضية أورلاندو لا علاقة لها بالإسلام، وهو ليس من عندي بل من عدة محللين أمريكيين ظهروا ببرامج حوار شهيرة منها السي إن إن، وأكدوا أن المسألة قد تكون محصورة في رجل به «مسّ عقلي» وكاره للشواذ، وكثيرا ما يتعرض الشواذ لأعمال عنف ممن يسمون بالأخلاقيين المسيحيين وغيرهم. ثم إنه ثبت تردده المنتظم على نادي العهر الشاذ هذا، وهناك أقوال بأنه شاذ، فربما تكون القضية كلها عاطفة تفجرت عنفا. ولكن.. لا صوت لنا، ليس لأنه لا حول لنا، بل لأننا منشغلون بردود الأفعال وبالضعف والتيبس الإعلامي، ولما كتبتُ لمحلل أمريكي ضدنا على بريده الالكتروني رد علي بأدب قاسٍ بما يعني عندنا: «الميدان يا حميدان». صحيح.. إن كنا نريد شيئا يقينا من شرورٍ تنسب لنا وتسبب لنا منغصات حقيقية.. فماذا ننتظر كي نقفز للميدان؟