احتشد عشرات الالاف من البرتغاليين في شوارع لشبونة الإثنين للاحتفال بمنتخب بلادهم المتوج بطلا لكأس اوروبا في كرة القدم للمرة الاولى في تاريخه.
ووقف البرتغاليون في الطرقات ولوحوا بأعلام بلدهم باللونين الاحمر والاخضر احتفالا بالنصر التاريخي للمنتخب، الذي صدم نظيره الفرنسي المضيف الاحد بالفوز عليه بهدف للبديل ايدر في الشوط الاضافي الثاني على استاد فرنسا الدولي في ضواحي باريس.
وحمل قائد منتخب البرتغال كريستيانو رونالدو كأس البطولة الى الطائرة، التي اقلت المنتخب الى لشبونة، وهو الذي خرج باكيا اثر اصابة في الركبة.
واصيب رونالدو في الدقائق الاولى من اللقاء بعد احتكاك مع ديميتري باييت فتحامل على اصابته وخضع للعلاج مرتين لكنه اضطر بعدها الى طلب استبداله في الدقيقة 24 وخرج على الحمالة، تاركا مكانه لريكاردو كواريسما.
وقال رونالدو الفائز بالكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم ثلاث مرات للمشجعين بصوت عال «لقد دخلنا تاريخ البرتغال، شكرا لكم على كل شيء».
استقبال رئاسي استقبل رئيس البرتغال مارسيلو ريبيلو دي سوزا في وقت سابق الاثنين في القصر الرئاسي بلشبونة منتخب بلاده، ورفع رونالدو كأس البطولة من شرفة القصر الرئاسي وسط هتافات لحشد من المشجعين.
وقال الرئيس البرتغالي «انتم الافضل في اوروبا! لقد اعطيتم المثال من خلال الفوز بفضل شجاعتكم وعزيمتكم وتواضعكم»، قبل ان يمنح اللاعبين وسام الاستحقاق من رتبة قائد.
وحملت حافلة مكشوفة حمراء كتبت عليها عبارة الابطال اللاعبين الـ23 والمدرب فرناندو سانتوس مباشرة من المطار الى القصر الرئاسي.
وجال المنتخب الذي خلف اسبانيا بطلة عامي 2008 و2012 في الشوارع الرئيسة للشبونة، حيث احتفل مع الجمهور بالكأس في منطقة خصصت للمشجعين في شمال المدينة.
واستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الجهة المقابلة منتخب فرنسا وتناول الغداء مع اللاعبين وافراد الجهاز الفني.
النصر الاول
قال الطالب انطونيو ريبيرو دي ماغاليواس (21 عاما) وهو يحتفل باللقب «لم ننم جيدا، انه نصرنا الاول ويجب ان نكون هنا».
«النصر لا يحل جميع مشاكلنا، ولكنه على الاقل يجعلنا سعداء»، قالتها لـ«فرانس برس» لوسيا انتونيس (41 عاما) العاطلة عن العمل، في اشارة الى الازمة الاقتصادية والتقشف في البرتغال.
واضافت «انه امر يحدث مرة واحدة فقط في العمر».
وكانت طائرة «اوزيبيو» التي اقلت المنتخب البطل دخلت اجواء البرتغال بمرافقة الطيران الحربي قبل ان تحط في المطار في الساعة 12.40 بالتوقيت المحلي (11.40ت غ) بعد تأخر لحوالي نصف ساعة، وذلك بحسب الصور التي نقلت مباشرة على الهواء.
وعانقت البرتغال المجد بعد طول انتظار وتوجت بلقبها الاول على الاطلاق وجعلت فرنسا تتذوق المرارة نفسها، التي تذوقها برازيليو اوروبا عام 2004 على ارضهم حين خسروا النهائي السابق الوحيد امام اليونان (صفر-1)، وذلك بفضل الهدف الذي سجله ايدر في الدقيقة 109.
واصبح منتخب البرتغال اول منتخب يقهر فرنسا على ارضها في البطولات الكبرى، ملحقا بها الهزيمة الاولى في مبارياتها الـ19 بين جمهورها (5 مباريات في كأس اوروبا 1984 حين توجت باللقب و7 في كأس العالم 1998 حين توجت ايضا و6 في كأس اوروبا 2016 قبل خسارة السابعة امام البرتغال).
واحتفل البرتغاليون في شوارع لشبونة حتى وقت متأخر من ليل الاحد بهذا الانجاز الاول لبلادهم على صعيد البطولات، الذي تحقق دون ان يلمع رجال المدرب فرناندو سانتوس ثم وصلوا الى المباراة النهائية، بعد ان تخطوا الدور الاول بثلاثة تعادلات ثم اصطدموا بكرواتيا في الدور الثاني واحتاجوا الى هدف من ريكاردو كواريسما في الدقيقة 117 من الوقت الاضافي لكي يخرجوا فائزين في مباراة كان المنافس الطرف الافضل فيها.
وحجز برازيليو اوروبا مقعدهم في دور الاربعة عبر ركلات الترجيح بتخطيهم بولندا 5-3 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي في لقاء كانت الافضلية فيه لروبرت ليفاندوفسكي ورفاقه قبل ان يدخل الشاب ريناتو سانشيز على الخط وينقذ البرتغال.
وكان الفوز على ويلز في الدور نصف النهائي (2-صفر) الوحيد، الذي تحققه البرتغال في الوقت الاصلي لان مباراة التتويج ضد فرنسا حسمت في الدقيقة 109 من الوقت الاضافي بفضل هدف البديل ايدر.