مع فترة نضج الليمون الحساوي خلال شهر «يوليو» الجاري.. بدأت الأسر الاحسائية عصر «الليمون» وتعتيقه ليكون جاهزاً لاستخدامه طوال العام.
وتقول أم أحمد الحسن «50 عاماً» انه يجري عصر الليمون وتعبئته داخل قوارير زجاجية، ووضعها فوق الأسطح لتكون معرضة لأشعة الشمس المباشرة لمدة عام أو أكثر، يتحول بعدها لون الليمون إلى الداكن، وتكتسب نكهة خاصة «بفعل تغير اللون ومرور الزمن الطويل»، وبهذا يكون الليمون جاهزاً للاستخدام، موضحة أنها تقوم بإهداء جيرانها الليمون بعد تعتيقه وتجهيزه، كما تقوم من جهة أخرى ببيعه واكتساب الرزق منه.
وتضيف أم محمد «52 عاماً» إنها تحرص على تواجد الليمون الحساوي في المنزل، مشيرة إلى سبب نشوء ظاهرة تعتيق الليمون إلى توافره بالاحساء في أشهر الصيف، وانقطاعه بفصل الشتاء، ومن هنا ظهرت فكرة تعتيقه لتوفيره على مدار العام.
ومن الجانب الاقتصادي، تؤكد سارة الخالدي أن بعض النساء يقمن بعصر الليمون وتعتيقه ومن ثم بيعه في الأسواق الشعبية، وكان يمثل بالنسبة لهذه النساء مصدر رزق إضافيا يساعدها لتلبية احتياجاتها، وتشير إلى أن سعر الليمون المعتق يبلغ للقارورة الواحدة 40 ريالاً.
فيما يقمن بعض السيدات بتصدير الليمون الحساوي الى الأسواق المجاورة بسبب الإقبال الكبير داخل المملكة كالدمام والقطيف وإلى قطر والبحرين والإمارات.
ورغم ان هذا النوع من الليمون يزرع في كثير من الدول والمناطق، إلا أن إنتاج الأحساء يحمل نكهة خاصة تحمل عبق تربة واحة الاحساء الخصبة «ما ادى إلى تسميته باسم الاحساء عرفاً لتميز طعمه عمن سواه في المناطق الأخرى».
وتشكل شجرة الليمون الحساوي أهمية كبيرة لاقتصاديات الفلاحين في الاحساء منذ القدم، وكانت تمثل عاملا اقتصاديا مساعدا لهم، خصوصا عندما يكون نخيل المنطقة في طور «الفسيل»، حيث يستطيع الفلاح زراعة أشجار الليمون بين النخيل.