DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

معركة الموصل: التكتيكات الحالية والتداعيات المستقبلية

معركة الموصل: التكتيكات الحالية والتداعيات المستقبلية

معركة الموصل: التكتيكات الحالية والتداعيات المستقبلية
معركة الموصل: التكتيكات الحالية والتداعيات المستقبلية
أخبار متعلقة
 
تناولت دراسة أمريكية حديثة صادرة الخميس عن مؤسسة «جيوبوليتيكال فيوتشرز» البحثية؛ تقييماً للمعركة الوشيكة التي ستقع في مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، حيث استكشفت جغرافياً أرض المعركة، وأشارت إلى قدرات العديد من الدول والجماعات التي سخّرت مواردها للمعركة، موضحةً الإجراءات التي اتخذها طرفا المعركة حتى الآن، وخلصت الدراسة إلى أنه: ▪▪ في حين أن التنظيم هو الأقل من حيث الرجال والعتاد، فإنه يمتلك موقفاً دفاعياً متميزاً للغاية من شأنه أن يساعده على إلحاق خسائر خطيرة تماماً بالقوة المهاجمة بحيث يتحول أي انتصار للتحالف إلى انتصار أجوف. ▪▪ تتسم التقارير الحالية حول تقدم قوات التحالف في الموصل بالإفراط في التفاؤل؛ فلم تصل القوى المناهضة لـ «داعش» للمدينة حتى الآن. ▪▪ ستشكل المعركة حالة نموذجية لحرب المدن، مما سيؤدي إلى خسائر كبيرة للقوة المهاجمة جنباً إلى جنب مع خسائر كبيرة بين المدنيين. ▪▪ يبدو التحالف الذي يقف ضد «داعش» مرعباً للغاية، ولكن يعيبه الانقسام الداخلي وانعدام الثقة. ▪▪ التنظيم غير مضطر لكسب المعركة لتحقيق أهداف استراتيجية؛ فكلما ارتفعت تكلفة الحرب على القوات المهاجمة، زاد تردد الجهات الفاعلة الإقليمية بشأن تكرار مثل هذا النوع من الهجوم ضد «داعش» في معاقل حضرية أخرى. ##بدايات المعركة بدأت المعركة في المناطق المحيطة بالموصل 18 أكتوبر. وعلى الرغم من أن المعركة من أجل المدينة نفسها لم تبدأ بعد، فإنها تقترب بسرعة، ويتقدم التحالف، بقيادة القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية، نحو المدينة من جهة الشمال والشرق والجنوب، وواجه التحالف مقاومة للمرة الأولى في 19 أكتوبر، على بعد 10-25 ميل تقريباً خارج المدينة في جميع الاتجاهات، ولا يزال التحالف مشغولاً بهذه المقاومة حتى كتابة هذه السطور. وترك خصوم «داعش» المحور الغربي مفتوحاً بشكل واضح، على أمل أن يخفّض التنظيم من خسائره ويتجه للصحراء ليصبح هدفاً واضحاً للضربات الجوية الأمريكية. ومع ذلك، ليس من المرجح أن ينسحب التنظيم. وهو الذي أراد الآن أن يجعل معارضيه يدفعون ثمناً باهظاً لكل ميل مربع من المدينة التي يحاولون استعادتها. ##معركة الموصل هي مدينة كبيرة يشطرها نهر دجلة إلى قسمين، وقبل استيلاء «داعش» عليها يونيو 2014، كانت الموصل تشكّل ثاني مدينة في العراق من حيث عدد السكان، ومن الصعب القول كيف أدى استيلاء التنظيم عليها إلى التأثير على عدد سكانها، ولكن تشير تقديرات ما قبل استيلاء التنظيم عليها إلى أن المدينة ضمت 1.2-1.8 مليون بينما تشير التقديرات عن عدد السكان الحاليين إلى 1.7-1.5 مليون نسمة، ويشكّل العرب السنة الأغلبية من السكان قبل وصول «داعش»، وتُعتبر المدينة هي المعقل الشمالي للأراضي العربية السنية في العراق. (أما الأراضي التي تقع شمال الموصل فتسكنها أغلبية كردية)، وحتى في ظل أغلبية عربية سنية، كانت المدينة متنوعة الأعراق نوعاً ما قبل وصول التنظيم، حيث ضمت جيوباً كبيرةً من الشيعة والمسيحيين وكذلك الآشوريين والتركمان والمجموعات العرقية الأخرى. وقد فر العديد من هذه الجماعات منذ ذلك الحين، على الرغم من أن جيوب التركمان وغيرهم لا تزال تخضع للحصار. يحيط بالموصل مناطق جبلية إلى الشمال والشمال الشرقي حيث تسيطر عليها حكومة إقليم كردستان، والأرض منبسطة نسبيا إلى الشرق حتى إلى أربيل، حيث تبدأ الجبال في الارتفاع، والأرض منبسطة إلى الجنوب، ويتدفق نهر دجلة مباشرة نحو الجنوب من الموصل إلى بغداد، وتعانق المراكز السكانية ضفاف النهر قبل أن يتفرع حول بغداد. وتنفتح الموصل على الصحراء من ناحية الغرب. وهناك خمس طرق سريعة تؤدي إلى الموصل من جميع الاتجاهات، وهناك أربع طرق إضافية على الأقل متفاوتة الحجم والنوعية تؤدي إلى المدينة مباشرة أيضاً. ومن الموصل، يمكن للمرء الوصول إلى سوريا أو تركيا أو إيران أو بغداد بالسيارة مباشرة. في الواقع، تُعد الموصل بمثابة نقطة تقاطع للطرق السريعة والطرق الرئيسية التي تربط بين معظم القوى الكبرى في المنطقة. ستصبح مهمة قوات التحالف أكثر صعوبة بكثير عند النقطة التي تبدأ منها المدينة والمباني المهيمنة على المشهد (وليس الصحراء المفتوحة). ويستطيع «داعش» وضع العديد من الفخاخ للإيقاع بالمهاجمين أثناء تقدمهم من بناية إلى أخرى ومحاولتهم طرد عناصر «داعش» من المدينة. هناك أيضا خمسة جسور رئيسية على الأقل تمتد عبر نهر دجلة وتربط مناطق مختلفة من المدينة. ومع تقدم قوات التحالف، يمكن لـ «داعش» التراجع عبر هذه الجسور مع احتفاظهم بالسيطرة على نصف المدينة على الأقل. وبعد التقدم بسهولة إلى حد ما على الأرض المفتوحة في المرحلة الأولى من الحملة، بدأ التحالف يواجه مقاومة في البلدات المحيطة بالموصل. ويُعد غزو الموصل نفسها مسألة أخرى بحد ذاتها. واحتمال سقوط ضحايا من المدنيين أصبح واضحاً. ويمكن لكل منزل أن يتضمن عائلة من الدروع البشرية أو الخسائر غير المقصودة. علاوة على ذلك، يمكن أن يتم هدم العديد من المباني في المدينة لوضع حد لهجوم التحالف. ## الائتلاف الهش ويتكون التحالف المشارك في المعركة من مقاتلين من العراق، معظمهم من قوات الأمن العراقية، والبشمركة الكردية، بدعم من الولايات المتحدة. تعتبر قوات الأمن العراقية هي المسؤولة اسمياً عن الهجوم، ولكن لم تُر بعد الطريقة التي يتم بها ممارسة تلك المسؤولية. يقترب الجزء الأكبر من قوات الأمن العراقية من الموصل من ناحية الجنوب. تشكّل الفرقة المدرعة التاسعة والأولى وفرق الجيش الـ 15 والـ 16 قوة الهجوم الرئيسية التي تتكون من حوالي 24-36 ألف جندي. وتتقدم قوات البشمركة، في الوقت نفسه، من الشرق ومن الشمال. هناك ما يقرب من أربعة فرق من البشمركة في المعركة، وتشير التقديرات إلى أنها تتكون من حوالي 10-15 ألف جندي (على الرغم من زعيم إقليم كردستان مسعود بارزاني قد تفاخر بأن العدد يبلغ 30 ألف جندي). وذكرت الحكومة أن البشمركة لا يريدون الإغارة على المدينة نفسها، وإنما يهدفون إلى إغلاق الشمال والشرق أمام مقاتلي التنظيم، وذكرت تقارير أن قوات مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة يقفون في الخطوط الأمامية لقوات الأمن والبشمركة على حد سواء. ويمثل هؤلاء المقاتلون أفضل الجنود العراقيين وقد تم تدريبهم من قِبَل الولايات المتحدة على تكتيكات مكافحة التمرد، وإذا سارت الأمور وفقاً للخطة الموضوعة، فسيكونون أول من يدخل المدينة من الشرق والشمال (لا البشمركة). تلعب الولايات المتحدة دوراً أساسياً في هجوم قوات التحالف. فبدون واشنطن، من المحتمل أن يكون هناك تواصل أقل إنتاجية بين القوات الكردية وقوات الأمن العراقية. وعلاوة على ذلك، تشارك خدمة مكافحة الإرهاب في التوجهات الكردية نحو الموصل حيث أبرمت الولايات المتحدة اتفاقاً بين العراق وحكومة كردستان يسمح لقوات مكافحة الإرهاب بالتواجد هناك، وهناك أيضاً ما لا يقل عن 100 معدة أمريكية مدمجة في الوحدات المحلية لتنسيق الضربات الجوية والقصف المدفعي دعماً للتحالف. وذكر البنتاغون أن مدفعيته وطائرات الأباتشي موجودة تحت تصرف التحالف، على الرغم من شكوى الأكراد بأنهم لم يحصلوا على مستوى الدعم الذي كان متوقعاً. وهناك أيضا قوات خاصة أمريكية مدمجة في القوات العراقية على مستوى الفرق ومع البشمركة في وحدات أصغر، وفقا للبنتاغون. هناك نوعان من مجموعات أخرى من القوات على الأرض لا تشكل جزءاً رسمياً من الائتلاف؛ وهي جهات متعاونة وتتكون الأولى من عدد غير معروف من الميليشيات الطائفية، وكثير منها مدعوم من قِبَل إيران. وأشارت تقديرات موقع «لونج وور جورنال» للتحليلات العسكرية الى أن العدد الإجمالي لكل من مقاتلي الميليشيات الشيعية والسنية يبلغ حوالي 60 ألف مقاتل. ومع ذلك، تشكّل الشيعية على وجه الخصوص تحدياً كبيراً لنجاح التحالف نظراً لوجود ادعاءات عديدة بقيامها بأعمال عدوانية ضد السُنّة في الأماكن التي احتلوها بمحافظة الأنبار وغيرها من. وعلاوة على ذلك، لا يرغب العرب السُنّة في محافظة نينوى (حيث تقع الموصل) في أن تحل دكتاتورية طائفية محل ديكتاتورية «داعش». وقد أصر رئيس الوزراء حيدر العبادي ومختلف الممثلين العراقيين على عدم مشاركة المليشيات الشيعية في الهجوم الرئيسي. ومع ذلك، ذكر «معهد دراسات الحرب» الأمريكي أن هناك وحدات من ميليشيات الحشد الشعبي، تقدمت جنباً إلى جنب مع وحدات الشرطة الاتحادية العراقية، وقد ملأت المناطق وراء تقدم قوات الأمن. وذكر موقع «لونج وور جورنال» أن بعض هذه الميليشيات سيشارك في هجوم منفصل على الحويجة، وهي جيب من أراضي «داعش» إلى الجنوب الشرقي من المدينة. هناك أيضا وحدة صغيرة من القوات البرية التركية تقع في قاعدة قرب بعشيقة، ويصل عدد هذه القوات إلى حوالي 450 جندياً على 25 دبابة. وقد نشرت تركيا هذه القوات هناك لأكثر من سنة، وهو ما يثير استياء متواصلا من جانب العراق، وتقول واشنطن وبغداد: إن تركيا ليست جزءاً من هجوم التحالف على الموصل، ولكن تركيا أصرت على أنها ستشارك إذا لزم الأمر. في 25 أكتوبر، انضمت إيران إلى هذا النزاع السياسي، حيث أصرت على أن انتهاك تركيا المتواصل لسيادة العراق أمر غير مقبول. ورغم التضارب، ولكن يبدو أن الدبابات والمدفعية التركية قد دعمت تقدم البشمركة الكردية على طول محور بعشيقة. ## تنظيم «داعش» من الصعب تحديد عدد القوات العسكرية لـ«داعش»، فوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» تقول: إنه حتى يوليو الماضي، كان هناك ما يقدر بـ 10 آلاف مقاتل، ولكن تشير تقارير لوزارة الدفاع أيضاً أن العديد من كبار المسؤولين في التنظيم وأسرهم قد غادروا المدينة. ويتعارض هذا مع تقرير صدر 25 أكتوبر يقول إن المئات من «داعش» تدفقوا بالفعل على الموصل، حيث جاءوا عبر الصحراء على الجانب الغربي من المدينة، للمشاركة في القتال ضد قوات التحالف الهش. وتتراوح التقديرات الأحدث لعدد المقاتلين في الموصل في كل مكان من 2-10 آلاف مقاتل، وتميل الدراسة بصفة عامة إلى وجود أخطاء في تقدير الحد الأعلى لعددها عندما يتعلق الأمر بقياس قوة «داعش». لم يستخدم داعش حتى الآن الأسلحة الثقيلة ضد القوات المهاجمة التي تقترب من الموصل. ومع ذلك، أفادت تقارير سابقة بأن «داعش» يمتلك قوة نيران قوية (وإن كانت محدودة). وذكر العبادي العام الماضي أن التنظيم استولى على 2300 عربة «همفي» من القوات العراقية عند احتلاله الموصل 2014. وعندما كانت الأمور تسير على ما يرام بالنسبة للتنظيم خلال العام نفسه، نظّم داعش عرضاً عسكرياً بالمدينة، مكونا من مركبات القتال والمدفعية والعربات المدرعة. ووفقا للبنتاغون، استولى التنظيم على 10 دبابات «أبرامز M1A1» فضلاً عن ذخيرة من الرمادي الصيف الماضي، ومن المحتمل أن يكون قد نقلها إلى الموصل. وزعم تقرير نشرته صحيفة «الصباح» التركية أن تنظيم «داعش» يمتلك 30 دبابة روسية من طراز «T-55» و«5-10» ودبابات من طراز «T-72». ولفتت الدراسة الأمريكية إلى أن تنظيم «داعش» يعاني حالياً من خطوط إمداد هشة في أحسن الأحوال نتيجة لتقدم قوات التحالف، ومن المرجح أن يحافظ التنظيم على الذخيرة الموجودة لديه، وبالتالي اختار حتى الآن القيام بهجمات انتحارية ضد المدرعات والقوات المقترِبة ونشر الشراك الخداعية في المدينة باستخدام العبوات الناسفة. وذكرت الدراسة أن التنظيم استخدم بالفعل أسلحة كيماوية بدائية ضد القوات الأمريكية بالعراق، وعلى الرغم من أن هذه الأسلحة تتسم بفعالية محدودة، فمن المحتمل أن يستمر «داعش» في محاولة توظيفها. بالإضافة إلى ذلك، يقوم التنظيم ببناء أنفاق في المدينة وتعزيزها بالجدران والحواجز الإسمنتية. كما يقوم التنظيم بحرق النفط والإطارات لإثارة أعمدة كثيفة من الدخان الأسود التي تعوق عمليات الاستهداف. علاوة على ذلك، فقد أحاطوا المدينة بناقلات النفط العملاقة لعرقلة التقدم المحتمل للتحالف. ولجأ «داعش» أيضاً إلى شن هجوم على المناطق الواقعة خارج المسرح الرئيسي للمعارك من أجل تشتيت قوات العدو. في 21 أكتوبر، قام التنظيم بشن هجمات انتحارية وهجمات بالأسلحة النارية في كركوك، 90 ميلا جنوب شرق الموصل، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 16. وبعد ذلك، في 23 أكتوبر، هاجم التنظيم مدينة الرطبة، 300 ميل جنوب غرب الموصل، ثم هاجم سنجار يوم 24 أكتوبر، ذات الأهمية الاستراتيجية على الطريق السريع الذي يربط العراق بسوريا. وبينما نجحت قوات البشمركة في صد الهجوم على سنجار، نجح التنظيم في الاستيلاء على نصف الرطبة على الأقل، حيث لا يزال القتال مستمراً. ## التقدم نحو الموصل يمكننا دراسة نطاق المعركة نفسها بما توفر سابقا، فتوجد حالياً أربع طرق رئيسية للهجوم على الموصل. لقد تقدمت قوات الأمن العراقية، تتقدمها أربعة ألوية من الفرقة التاسعة والأولى العراقية، بما في ذلك 34 مدرعة، إلى الطريق السريع 80 ووصلت إلى الحمدانية، التي تقع 20 ميلا إلى الجنوب من الموصل. وفي الوقت نفسه، تقدمت قوات مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة، جنبا إلى جنب مع البشمركة، على ثلاثة محاور. المحور الأول شرق الموصل على طول الطريق السريع 2، حيث وصلت القوات إلى بَرْطلة، 10 أميال من المدينة، والثاني شمال شرق الموصل، حيث وصلت القوات إلى بعشيقة. والثالث شمال المدينة مباشرة، حيث تتقدم القوات عبر تلكيف ونوران. وهناك طريقان إضافيان لتقدم ما لا يقل عن ثلاثة ألوية عراقية وعدد غير معروف من قوات الشرطة الاتحادية نحو مدينة الشورى، وتقدم عدد غير معروف من ميليشيات الحشد الشعبي أيضاً على طول خط مواز للطريق السريع 1، وهو الوحيد المؤدي إلى الضفة الغربية للموصل. ومع ذلك، من غير المرجح أن تستمر الميليشيات الشيعية أو قوات الأمن في الاقتراب من المدينة عبر الطريق السريع 1. فهذا الطريق يتسم بالخطورة بسبب تضاريسه الجبلية ووعورته قبل بلوغ المدينة، مما يجعل هذا الطريق أكثر صعوبة من تقدم قوات التحالف من الشرق والشمال. ومن المرجح أن تتمركز الميليشيات والقوات العراقية هناك لحماية جناحها من أي هجوم كبير؛ وبالتالي من غير المرجح أن تسير نحو المدينة. لم تصل أي من قوات الأمن العراقية ولا البشمركة إلى المدينة حتى الآن. ومع ذلك، واجهت قوات التحالف مقاومة من التنظيم في عدد من المواقع، بما في ذلك بعشيقة وبرطلة وتلكيف والحمدانية والشورى، وكلها تقع على ما يقرب من 10 إلى 25 ميلاً من الموصل وهي مناطق ذات كثافة سكانية منخفضة نسبياً، وترك التحالف الجهة الغربية مفتوحة لإغراء التنظيم بالتراجع الانسحاب عن المدينة بدلا من القتال. لن يكون الحصار ضمن استراتيجية التحالف الذي سيحاول كسر إرادة التنظيم، وإذا تعذر؛ سيعمل على كسب معركة استنزاف. سيؤدي أي من هذه الخيارات إلى مستويات مروعة من الضحايا المدنيين، بالإضافة إلى ارتفاع معدل الإصابات لدى القوة المهاجمة. وبناءً على الانتشار الحالي، يبدو كما لو أن التحالف قد اختار الاستراتيجية الأخيرة، أي معركة استنزاف عبر هجمات من الشمال والشرق. ويبدو كما لو أن التحالف يهدف إلى دفع داعش عبر الجسور في الموصل، إلى الضفة الغربية لنهر دجلة. ومن هناك، ستصبح مهمة القضاء على مقاومته أكثر صعوبة بسبب احتمال حدوث اختناق عند الجسور، واحتمال قيام «داعش» بتدميرها. ومع ذلك، يمتلك التحالف العراقي الأمريكي ميزة كبيرة من حيث العدد المقاتلون والمعدات والدعم الجوي، ولا يمكن أن يأمل تنظيم «داعش» في كسب المعركة بناءً على قوة السلاح. ## نقاط الضعف وأوضحت الدراسة أن التحالف يعاني من نقطتي ضعف رئيسيتين: الأولى هي ضرورة أن يستمر العديد من الأجزاء المتباينة للتحالف في العمل معاً بشكل جيد. وأظهر الأكراد والميليشيات الطائفية في وقت سابق أنهما سيقومان بشن هجمات انتهازية لكسب الأراضي إذا توافرت الفرص، والتي ستكون متاحة بوفرة في المعركة. بالإضافة إلى ذلك، لا يريد الأتراك أن يسيطر الإيرانيون على الموصل، والتي كانت تخضع لتركيا إبّان عهد الامبراطورية العثمانية، ومن هنا يمكنهم الادعاء بأن إخوانهم التركمان بحاجة للمساعدة أيضاً. ورغم عدم وضعهم ما يكفي لاتخاذ خطوة عسكرية في هذا الصدد، ولكن حضورهم وصرامتهم السياسية المفرطة سيفاقم التوترات الطائفية المختمرة بالفعل. أما نقطة الضعف الثانية للتحالف، فتتمثل في صعوبة الحفاظ على الروح المعنوية لقوات الأمن العراقية ورباطة جأشها أثناء قيادتها الهجوم، فالتنظيم استعد عامين لهذا الهجوم، ولن يتخلى التنظيم عن أسلحته ويهرب عند وصول التحالف. وعلاوة على ذلك، ومن المحتمل أن ينظر العديد من السكان المحليين إلى قوات الأمن العراقية الغازية بقدر كبير من الريبة والتشكك. ستظهر صور للسكان المحليين وهم يحتفلون في الشوارع لدى وصول قوات التحالف، ولكن ستظهر صور للمدنيين وهم يموتون وستُنشر تقارير حول النزوح الجماعي للسكان. ومما لا شك فيه أن مثل هذه الصور والتقارير ستؤثر في معنويات القوات الأمنية. أما نقاط ضعف داعش، فهي أبسط كثيراً، وفقاً للدراسة، فالتنظيم أقل عتادا ورجالا، علاوة على سيطرة قوات المعارضة على جميع الطرق السريعة والطرق داخل وخارج الموصل، لذلك يتعين عليهم إعادة نقل الإمدادات عبر الصحراء، وبالتالي ستكون عُرضة للضربات الجوية الأمريكية. وعلى الرغم من نقاط الضعف هذه، يتميز إقليم الموصل بميزات دفاعية كبيرة، وأثبت تنظيم «داعش» أنه يمتلك قوة قتالية ماهرة لا ينبغي الاستهانة بها. ومقاتلو التنظيم مستعدون للموت من أجل قضيتهم، وقد يتحول معظم المقاتلين إلى شهداء بالفعل، لكنهم لن يشاركوا في هذه المعركة إذا لم يكن لديهم اعتقاد بأن لديهم فرصة للفوز. ولكي يكسب التنظيم المعركة، فسيحتاج إلى إيقاف تقدم التحالف إلى الدرجة التي يتخلى فيها عن تقدمه أو يتحول إلى الاقتتال الداخلي. وبالنظر إلى تعقيد الوضع والتوترات الداخلية للتحالف، فمن الممكن حدوث ذلك. ورأت الدراسة أن «داعش» لن ينكمش بسبب هذه المعركة، مشيرةً إلى وجود شكوك بشأن التقارير التي تفيد بوجود بضعة آلاف من المقاتلين لدى التنظيم في الموصل. وإذا كان التنظيم سينسحب، لكان قد فعل ذلك قبل أن تصطف قوات التحالف ضده، بحيث يمكنه التحرك عبر الصحراء خارج المدينة دون أن يكون هدفاً للضربات الجوية الأمريكية. لقد قرر تنظيم «داعش» أن يتخذ موقفاً هنا، وهو ما يعني أحد أمرين: أولاً، ربما يعتقدون أن بإمكانهم درء التحالف الذي تقوده أمريكا لفترة طويلة بما يكفي لتقويض إرادته للقتال. ثانيا، ربما يظن التنظيم أنه يستطيع أن يكبّد التحالف تكلفة باهظة في المعركة القادمة بحيث تتوقف جميع الجهات الفاعلة الإقليمية عن الإقدام على أي محاولة مماثلة في محافظة الرقة، وهي المقر الرئيسي للتنظيم ومعقلهم في دير الزور. ##الخلاصة تسير قوات تحالف مختلط يتكون من متنافسين وأعداء سابقين وحلفاء قلقين باتجاه معقل «داعش» في الموصل. لم تصل هذه القوات إلى المدينة بعد، ولن تبدأ المعركة بشكل جاد إلا بوصولها إلى المدينة، ونحن بانتظار معركة طويلة وصعبة ودموية؛ تمتلك قوات الأمن العراقية المدعومة من الولايات المتحدة وشركائها ميزة ساحقة من حيث عدد الجنود والموارد، ولكن سيأتي النصر بثمن باهظ جداً، وهو النصر الذي يمكن أن يستفيد منه التنظيم بقدر أكبر من المنتصرين الحقيقيين. وفي غضون ذلك، ستستمر الخصومات التاريخية والانقسامات الطائفية - التي أدت إلى الفراغ الذي ساعد على صعود داعش في المقام الأول - بحيث يمكن أن تؤدي إلى تقويض الحرب ضده حتى بمجرد انتهاء المعركة.