لم يتوقع مواطن في العقد الثالث من العمر أن تعود نبضات قلبه الأسبوع الماضي إلى سابق عهدها، حيث تمت زراعة قلب صناعي بنجاح له العام الماضي في أحد المراكز التابعة لـ«الصحة الشرقية»، بعد أن كان يعاني من ضعف شديد في عضلة القلب ولم يتجاوز عملها 13 %، وغادر بعدها بثمانية أشهر إلى الولايات المتحدة الامريكية لمرافقة شقيقته في بعثتها الدراسية، وأثناء متابعته الروتينية في مستشفى جامعة منيسوتا اكتشف الاطباء تعافي عضلة القلب، حيث وصلت نسبة عملها إلى أكثر من 55 %، وقرر الأطباء إجراء عملية إزالة القلب الصناعي في عملية عالية الخطورة، وحينها فضل المريض العودة للمملكة وإجراء العملية في مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب بالدمام، بعد التنسيق المباشر مع طبيبه المعالج بالمركز.
وأجرى الفريق الطبي المتخصص في المركز الفحوصات الطبية لتقييم عضلة القلب والتأكد من نسبة عمل عضلة القلب الطبيعي التي تجاوزت 55 %، حيث أجريت الأسبوع الماضي عملية إزالة القلب الصناعي للمريض البالغ من العمر 34 عاماً، ويعتمد الآن على نبضات القلب الطبيعي ووصول نسبة عمل عضلة القلب لأكثر من 65 % ويتمتع حالياً بحالة صحية مستقرة، وغادر المستشفى في إنجاز طبي فريد يعد الرابع من نوعه يسجل للمركز ما بين العام 2013م وحتى العام 2016، وتعد من الحالات النادرة على مستوى العالم والأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.
وأجرى المركز خلال الفترة ما بين العام 2013 و2016م أول 6 عمليات زراعة قلب صناعي ناجحة لمرضى يعانون من فشل متقدم في وظيفة عضلة القلب، حيث لم تتجاوز نسبة ضخ الدم من البطين الأيسر أكثر من 15 % وذلك للحفاظ على حياتهم والتقليل من معاناتهم؛ بسبب عدم القدرة على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وبعد عملية زراعة القلب الصناعي تم وضع المرضى ضمن برنامج عناية طبية متخصصة، وجميع المرضى يتمتعون بوضع صحي مستقر وتحسن في جميع وظائف الأعضاء ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي، ومن خلال المتابعة والإشراف الطبي أظهرت الفحوصات الطبية تحسناً كبيراً في وظيفة عضلة القلب لدى 4 من المرضى الذين خضعوا للزراعة، ووصلت نسبة ضخ الدم أكثر من 50 % وقد تمت عملية إزالة جهاز القلب الصناعي للمرضى.