DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«فتاة يعرب»إلى سيدتي الفاتنة (اللغة العربية)

«فتاة يعرب»إلى سيدتي الفاتنة (اللغة العربية)

«فتاة يعرب»إلى سيدتي الفاتنة (اللغة العربية)
أخبار متعلقة
 
عذراءُ ما هتكَ الزمانُ حجابَها إلاَّ ليفتنَ بالهوى أحبابَها تختالُ من ألفِ الجمالِ ليائهِ ترعى صباها كي تصونَ شبابَها عنقٌ لها يعلو وصدرٌ ناهدٌ وفمٌ، يبلُّ رحيقُهُ آدابَها يزهو بها زيتُ (البلاغةِ) ساهراً حولَ (البديعِ) مُكحِّلاً أهدابَها لم يعهدِ التاريخُ أنثىً مثلَها أنثىً تبزُّ بحسنِها أترابَها غمزتْ فأيقظت الصباحَ مُسائلاً: ماذا أسالَ منَ الزهورِ لعابَها ؟!! وأتتْ فراشاتِ الكلامِ بحقلِها تشكو الخمولَ، فطيَّرتْ أسرابَها وبخصرها نصبَ (البيانُ) خيامَهُ و أدارَ قهوتَهُ، وصبَّ شرابَها لم تبقَ من خيمِ الفصاحةِ خيمةٌ ما ثبَّتتْ في أرضِها أطنابهَا وسعى لها (التعبيرُ) فاتكأتْ على كتفِ (المجازِ) وأبهرتْ كُتّابَها (النحوُ) ما وقعتْ بهِ أحمالُهُ فوقَ الشفاهِ، مقوِّماً (إعرابَها) و(الصرفُ) لم يعثُرْ على أعتابِها بل راحَ يُعْلي في النُّهى أعتابَها إعجازُها (الإيجازُ) دونَ رطانةٍ تُبدي المرادَ، وتتَّقي (إطنابَها) تتقلَّبُ الأفكارُ هانئةً على سُررِ (الخيال)ِ، إذا دعتْ أصحابَها ثقُلتْ عناقيدُ المعاني فانحنتْ كي يجتني عشَّاقُها أعنابَها لم تطمسِ (الفيزياءُ) لمعةَ عنصرٍ فيها، تشاغبُ بالبريقِ ترابَها يمشي بها (الفعلُ المضارعُ) عابراً سككَ السنينِ مُخلِّفاً أحقابَها وعلى يديها الفجرُ يلمعُ ساطعاً مذ سلسلتْ في العالميـنَ (كتابَها) وبدتْ تشعُّ على المدى ألفاظُهُ درراً تطرِّزُ للحياةِ ثيابَها كبُرتْ وما شابتْ جدائلُ طفلةٍ راحتْ تداعبُ في الفضاءِ سحابَها تُدعى بسيّدةِ اللغاتِ وحسبُها أنَّ اللغاتِ تنازعتْ ألقابَها سالتْ فراتاً في جوانحِ (يعربٍ) فمضى يرشُّ سهولَها وهضابَها فنمتْ زهورُ العبقريّةِ حولَها ملءَ الحقولِ، ووزَّعتْ أطيابَها لله ساقيةٌ أدارتْ كأسَها فِكَراً تفوحُ، ورنَّحَتْ شُرَّابَها سارَ (الخليلُ) على خُطى إيقاعِها ومضى (ابنُ جنِّيٍّ) يزورُ قبابَها وبِها (النحاةُ) على مقاعدِ درسِها مذْ درَّسُوها أصبَحوا طُلَّابَها ورنَا لها الشعراءُ.. كلٌّ يشتهي لو أنَّها حطَّتْ لديهِ ركابَها رفعوا منَ الأوزانِ أُسَّ بنائِها ومنَ القوافي شيَّدوا محرابَها وعلى (عكاظٍ) من روائعهمْ يَدٌ كانتْ تُقيم خطيبَها وخطابَها يشدو (لبيدٌ) ملءَ خيمتِها التي شهدتْ هناكَ ذهابَها وإيابَها لغةُ الخلودِ وأيُّ كأسٍ لذّةٍ للشاربينَ إذا احتسوا أنخابَها؟؟ ما عابَها طولُ السُّرى أو شانَها لا شيءَ فيها شانَها أو عابَها !! عتبتْ على أبنائِها لما انثنَوا عن حوضِها مُتجاهليـنَ عتابَها ركبوا الهجيـنَ منَ الكلامِ وما رعَوا مجدَ الأصيلِ فضيَّعوا أنسابَها لا حزنَ أوجعُ من مناظرِ روضةٍ فيها اغتدى فلاَّحُها حُطَّابَها لا حزنَ أوجعُ من نواحِ حمامةٍ إن كانَ سهمُ الحارسيـنَ أصابَها دعني أُحلِّقُ في مدارجِ صوتِها وأزورُ حارتَها، وأطرقُ بابَها وأظلُّ أسألُ في معارجِ حيرتي: هل أنتِ أنتِ ؟ وأستفزُّ جوابَها كنَّا معاً يوماً، وكانَ يقينُنا.. ماذا تراهُ أرابَني وأرابَها ؟؟ يا أنتِ يا أمّي التي ضيَّعتُها في الأمَّهاتِ، وقد طمستُ خضابَها عودي فما زالتْ منازلُكِ التي غادرتِها يغزو الحنينُ رحابَها