إذا كان حارس الشباب محمد العويس لا يرغب في الانتقال للهلال، فأنا استغرب لماذا يلهث الزعماء خلفه. فالفريق الأزرق الكبير قدم نجومًا يشار لهم بالبنان، أمثال يوسف الثنيان وسامي الجابر وصالح النعيمة، والحارس الأخطبوط محمد الدعيع. أرى من وجهة نظري أنه من المعيب على الهلاليين الركض خلف لاعب لا يريد ارتداء شعار ناديهم مهما كان اسمه ومهما كانت امكانياته، فصاحب الرقم القياسي الآسيوي والمحلي في عدد البطولات عودنا عبر تاريخه انه وجهة مفضلة للنجوم وليس العكس، فهو دائرة الضوء التي يبحث عنها أي لاعب ليدخلها بإرادته الكاملة بحثًا عن المجد والشهرة.
منذ أن تفجرت أزمة العويس والشباب وطفت على السطح في بداية الموسم إبان معسكر الفريق الشبابي في هولندا، وأنا أشعر أن اللاعب لا يريد الهلال، فلماذا لم يتلقف الهلاليون الرسالة، ويمتنعوا بمحض ارادتهم عن محاولة حتى المفاوضات مع لاعب لا يريدهم.
صحيح أن مركز حراسة المرمى في الفريق يشكل أزمة منذ اعتزال محمد الدعيع، حيث مر عليه ستة حراس آخرهم عبدالله المعيوف القادم من الأهلي، دون أن ينجح أحد منهم في سد مكان الأخطبوط، إلا أن ذلك ليس مبررًا للركض خلف صفقة قد يكون بطلها لا يرغب في النادي الأزرق.
تلك هي الحقيقة الظاهرة والباطنة للهلاليين، والعقل والمنطق يفرضان على صناع القرار بهذا النادي وحتى جماهيره وإعلامه البعد عن صفقة العويس؛ لأنها تخدش شموخ الكبار الذين لا يرغبون فيمن عزف عنهم بإرادته وتصريحاته وتصرفاته التي لاحظها الجميع طوال الفترة الماضية.
لا أعرف سر اختفاء العويس من المشهد، لكنني متأكد أنه اشترى الأهلي وباع الهلال، وهذا يكفي للأخير أن يصرف النظر عنه بدلًا من الاستمرار في صفقة فيها مد وجذر عنوانها أن اللاعب القضية لا يرغب في الهلال.