الحديث عن الاتفاق في الآونة الأخيرة قد يدخلك في دائرة ضيقة جدا عنوانها الأبرز تصنيفك (مع أو ضد) في ظاهرة جديدة على هذا النادي الشرقاوي العريق الذي كان يوما ما عنواناً جميلاً لاحتضان الجميع تحت قبة القلب الواحد وإن تعددت الآراء.
وحتى نبتعد عن هذا التصنيف، لا بد لنا من وضع النقاط على الحروف مع (مكيجة) لا تضر مساحيقها في رسم الصورة الحالية لفارس الدهناء.
الجميع انبرى في التوغل حتى قاع البحر في ذكر الأسباب التي جعلت الاتفاق يحلق في سماء جميل بدون أجنحة قادرة على الهبوط في مدرج النقاط والمستوى بدون اهتزازات. بعضها من قيادة المركبة وبرج المراقبة، والبعض الآخر من خروج الركاب عن تعليمات موظفي الطائرة، والبعض الثالث من العوامل الجوية التي تحدث برقا ورعدا ومطرا وضبابا وغيرها من الأمور الطارئة الخارجة عن السيطرة.
لذا سأسير عكس التيار، ولن أركب عربة المباريات العشر، التي لم يفز فيها الفريق منذ دخولنا العام 2017 في دوري جميل، ولن أفتح ملف الأجانب أو الإعارات، فقد أشبعت طرحا من قبل الاتفاقيين أنفسهم ما بين هجوم ودفاع حسب المقولة الشهيرة (كل يغني على ليلاه).
كل ما أريد الإشارة إليه أن الاتفاق نبض وجداني في قلب كل شرقاوي، وهذه حقيقة لا تحتاج لإثبات، وحري بأولئك الغارقين في فن التصنيف أن يتركوا أوهامهم، فالاتفاق كيان لا يرتبط بالأسماء، والجميع يتألم لألمه، ويفرح لفرحه.
وما دام الجميع غرق في بحر ذكر الأسباب، فإن الحل من وجهة قلمي المتواضع روشتة لا تتعدى سطرا واحدا لا أكثر، الاتفاق بحاجة للاهتمام من الداخل وترك الخارج، بمعنى الاهتمام بالجوهر وهو الفريق، وترك المظهر.
أعرف أن الصافرة قست على الاتفاق في مباراتين متتاليتين في دوري جميل آخرهما أمام الرائد بشكل مفضوح، ولكن هذا لا يمنع أن الفريق يحتاج لانتفاضة حقيقية تعيد العربة لسكة الانتصارات.
المطلوب في المرحلة الحالية الخروج من حالة التشاؤم وبث التفاؤل وعدم الاستسلام وتغليب المصلحة العامة بالبعد عن الانتقادات والتراشق حتى ينهي الفريق مسيرته في دوري جميل هذا الموسم بأمن وأمان وبعدها لكل حادث حديث.