أقف عاجزا عن تفسير ملامح صورة صمدت لأكثر من ثلاثين عاما وهي تزخر بألوان البطولات على كافة الأصعدة، والنجوم في كل الفئات، وتغذية المنتخبات بالكوادر الفنية والإدارية، واللعبة قد لا تجد في سنوات طوال قوت يومها «لأن العين بصيرة واليد قصيرة» في المال والإمكانيات طبعا، وطويلة بالمنجز والإبداع.
غرقت في بحر من التفكير وأنا أتابع مواجهة النور والخليج أمس، ليس لأنها تحدد بطل الكأس، وليس لإثارتها ولا لنديتها، فهذه العوامل أصبحت طبيعية جدا في مواجهات اليد الكبيرة.
النور حكاية تشم منها رائحة عبق التاريخ، ومساحة كبيرة في كرة اليد السعودية، وعنوان للعمل الجاد في الفئات السنية مهما تضاءلت الإمكانيات المادية، ومهما رحل النجوم وغادروا محطة ناديهم.
قصة يد النور أقرب للخيال من الواقع، فرغم قلة مواردها، وضيق يدها ماديا، إلا أنها تنجب النجوم، وتغذي المنتخبات والأندية، ويدها لا تكسر ولا تقهر في المنافسات المحلية والخارجية.
يد النور.. هالة من الضوء المشع غطت جنبات وطرق سنابس.. وكانت سفيرة لهذه القرية الهادئة المحاطة بالبحر والخضرة من كل الجهات.
سنابس.. لغة جميلة في كتاب كرة اليد.. أحرفها متقنة.. وكلماتها عذبة.. وجملها أقرب للقصيدة.. وعناوينها تدرس.. لم لا والموسيقار أحد أبنائها. سنابس.. يا رائحة السعف الأخضر في القرى.. يا من ينام أهلك الطيبون على وسادة الذهب.. وتتراقص طموحاتهم على جفن الدنيا دون تعب.. لقد منحك شبابك أريج المجد الزاكي الذي لا يهرم.. فكلما ودع نجم حمل الراية نجم آخر. الحكاية في سنابس لا تتوقف، فهي أشبه بالمسلسلات المكسيكية قديماً والتركية حديثاً، عندما يتعلق الأمر بالإنجازات والبطولات، لكنني أتوق كغيري لمعرفة السر وراء هذا الحضور الطاغي للعبة كرة اليد في النور، فهم أقرب إلى متسابقي التتابع، كل نجم يسلم (العصا).
يد النور.. يتغير الزمان والمكان.. وما يكتب عنها في الماضي يناسب الحاضر والمستقبل.. فهي دائما في القمة.. إنه حقاً زمن النور.