تتعثرالمحاولات في الكتابة خاصة عندما تتعلق بأشياء بديهية كمسألة الأخلاق، وتتعثر أكثر في حالة أننا مأمورون بمكارم الأخلاق والتحلي بها، وتتعثر أكثر وأكثر عندما يدعي شخص أنه أفضل من يطبق الأخلاق في تعاملاته، وتجد العكس في كل ذلك.
أعتقد أن المجتمعات التي تنتهج الأخلاق ممارسة وسلوكا قادرة على التفاعل مع غيرها من المجتمعات، حيث يتحدد التعامل على أساس أخلاقي بعيدا عن التصنيفات سواء العنصرية أو الطبقية أو الإثنية، وتكون العلاقة على أساس إنساني بحت ولا شيء غير ذلك حيث الكل سواء في الشراكة الإنسانية.
كلما كان العامل الإنساني هو من يحدد علاقاتنا مع بعض استطعنا أن نؤسس مجتمعا تسود فيه قيم الرحمة والتسامح والتعايش والحب، مما يجعل ذلك المجتمع أكثر تكافلا وانسجاما بين أفراده لأن الذي يحدد علاقتهم هو القيم التي تنتمي للإنسانية التي تحفز الجانب الخير في ضمير الفرد الذي ينتمي لذلك المجتمع الأخلاقي.
هنا أستشهد برأي جميل للدكتور المغربي طه عبدالرحمن حيث يقول: «إن الإنسان بقدر ما يزداد أخلاقية يزداد إنسانية»، نعم الأخلاق هي ما يزين الإنسان وتجعل منه كائنا بشريا قادرا على التفاعل مع بني جنسه وفق أسس أخلاقية وإنسانية.
لا شيء يخلصنا من هذه الفوضى التي تعيشها مجتمعاتنا إلا الأخلاق التي تعيد الضمير لذلك الإنسان الكامن فينا، تأسيس خطاب أخلاقي قادر على تجاوز كل المنغصات التي لا تنسجم مع إنسانيتنا هو الكفيل بإرجاع البسمة والحب إلى مجتمعاتنا التي أتعبتها الفرقة والتشظي.