أجبرت حرارة الشمس القوية، تحويل مناسبة القرقيعان بقرى الأحساء، من النهار إلى الليل، حيث اعتاد بعض أهالي القرى المشاركة في مناسبة القرقيعان التي تصادف ليلة اكتمال البدر من شهر رمضان بعد صلاة العصر مباشرة، إلا أن حرارة الأجواء المرتفعة، غيّرت خطط أهالي مدينة الجفر، وبلدة الجشة، بتأجيل موعد انطلاق أطفالهم نحو «الفرجان» في هذه الفعالية الشعبية إلى ما بعد صلاة المغرب خوفًا عليهم من الإعياء. ويشكّل القرقيعان في محافظة الأحساء علامة بارزة وصورة حية من صور التواصل والتراحم والتآلف بين مجتمع الواحة، خصوصًا في القرى والأحياء الشعبية في المدن، بينما انطلقت الأهازيج من حناجر الأطفال وسط احتفالية فريدة، يرددون (قرقع قريعان بين اقصير ورمضان.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. عادت عليكم صيام.. كل سنة وكل عام، يالله تخلي ولدهم يالله.. خلي لأمه يالله).
مشاركة كبيرة في القرى بالقرقيعان (تصوير: حمزة بوفهيد) وشهدت فرجان قرى الأحساء، انتشارا كبيرا وحركة دائبة من قبل الأهالي صغارا وكبارا، في جولات مكوكية للمشاركة في هذا الموروث الشعبي الخليجي، حيث عمت الفرحة، يجوبون الشوارع في مجموعات بملابسهم التراثية الملونة، يطرقون الأبواب على وقع الأناشيد الشعبية المرتبطة بالقرقيعان التي يرددونها جماعيا، طلبا للهدايا التي تقدم في هذه الليلة، وتتضمن الحلويات والنقود والألعاب والدمى الصغيرة يجمعونها في أكياسهم المزركشة، في حين اتجهت العوائل في السنوات الأخيرة، إلى الابتكار والتفنن في تقديم الهدايا وتغليفها في أكياس تحمل عبارات التهنئة وأسماء أطفالهم.