السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتمنى أن تكونوا جميعًا قضيتم أوقاتا هنيئةً في أيام العيد المبارك.
أغرم كثيرا في العقول، وتعلمت من أوسكار وايلد أن كل عقل هو بستان من أزهار الفكر نتمتع بالتجول فيه.
من أجمل بساتين الأفكار عقل العبقري الفريد عباس العقاد ووصفه بهذا المكان الضيق أكثر صعوبة.
وأستهل المقال بقول للعقاد: «في حياتنا البشر كالحروف. البعض يستحق الرفع، والبعض يحترف النصب، وهناك من يستاهل الضم، والبقية يستحقون الكسر».
يا إلهي على هذا الوصف بالغ المشهدية والتطابق. هناك شخصيات نحترمها لصدقها، وتواضعها، ونفعها للناس فنرفعها تيجانا فوق رؤوسنا، سواء أكان مسؤولا رسميا، أم عالما، أم مفكرا، أم عاملا متطوعا، أم تاجرا، أم مواطنا عاديا.
وهناك الفاسدون النصابون وهم بلاء الأمم، وحشو كل ورم يُمرِض ويعطل جسد الأمة. وهؤلاء قويون بفسادهم جبناء أمام أي مبدأ فاضل دينيا كان أم دنيويا. هم الطحالب التي تمتص أكسجين الأجواء، والطفيليات التي تعثو بخير الأرض، وهم من حقراء الناس طباعا، وإن كان يُحرق لهم البخور ظاهرا وتزلفًا.
وناسٌ نحبهم حبا خاصا لنا وحدنا هم أقرب ما يكونون لجدار القلب، حبهم لنا ينقلنا لمدارج سكينةٍ ولذةٍ ودعةٍ وأمان؛ حبُّ أمهاتنا وآبائنا وأخواتنا وإخواننا وأحبابنا وأصدقائنا.
وهناك ناسٌ معطوبون معطلون متذمرون متشائمون سبابون بلا عطاء إلا الأذية تود كسرهم كالزجاج الرديء.
ولكل منكم حرية اختيار أي حرفٍ يريد.