DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ساعة أمل

ساعة أمل

ساعة أمل
سأنقل لكم زيارتي لنزيلات سجن جازان العام ضمن الوفد النسائي الممثل لجمعية البر الخيرية بمحافظة ضمد بمنطقة جازان لبرنامج المعايدة السنوية التي ينفذها القسم وفق أهدافه، تلك الزيارة التي تلمست خلالها معنى الإصلاح والتأهيل والتدريب الذي كنت أسمع عنه من زميلاتي الموظفات في السجون أو ممن تعرفت عليهن في الملتقيات والبرامج، أو ما اطلعت عليه في موقع المديرية العامة للسجون أو من خلال المطبوعة التي تصدر تحت مسمى «مجلة الإصلاح». وصلنا إلى الموقع وكان في استقبالنا مديرة التوجيه الفكري والمعنوي وكيل رقيب حنان ناصر غزاوي، التي استقبلتنا بحفاوة وعرفت بدور الإدارة في التأهيل والإصلاح والتدريب للنزلاء والنزيلات من خلال توفير بيئة تناسب ظروفهن ولا تجعلهن بمعزل تام كونهن جزءا من المجتمع. وبينت أن هناك برامج توعوية واجتماعية وثقافية وترفيهية يتم تحديدها واعتمادها للتنفيذ مع عدة جهات تنصب في مصلحة النزيلات هدفها الإصلاح وفق رؤية المديرية العامة للسجون، الأمر الذي يبين دور الإدارة في توفير الرعاية الاجتماعية. بعد ذلك توجهنا إلى مقر النزيلات لنبدأ تنفيذ برنامج المعايدة. الممتع في الأمر أنك تدخل الفرحة لمن يفتقد روحها، وتضع له شعار البهجة بشكل ينعش أمل الحرية في نفسه حتى لو كان ذلك الأمل ضئيلا. ابتدأت زميلتي في إلقاء كلمتها التعريفية وكنت مشاركة في الإلقاء رغم رفضي أن أقرأ من ورقة لأني تلمست في أعينهن الرغبة في المشاركة دون الاستماع وبعيدا عن برتوكولات الإلقاء الرسمية، وفعلا ترجلت واسترسلت في الحديث معهن وسرعان ما تحول جو الاستماع إلى المشاركة والضحك حتى الرغبة في اللعب، عندها بدأنا وبمشاركة زميلاتي بتنفيذ البرنامج الترفيهي الذي استمر ساعة كاملة في مسابقات وتوزيع جوائز وضحك حتى انتهت تلك الساعة، وقبل انتهاء الساعة والبدء في المسابقات توزعنا إلى مجموعتين مجموعة أطلقنا عليها الأمل والثانية السعادة وكانت باختيار من النزيلات بعد تفاعلهن وفرحتهن في الاختيار. عبارتان شكلتا لدي معنى الحرية التي تبتعد عن الانسلاخ الفكري بالرغم من كونها إمكانية فردية لكن «الأمل، التفاؤل، الرضا، والقناعة والصبر» صنعت داخلهن غدا قد يشرق بشكل مختلف، تلك الساعة كانت بمثابة ساعة أمل ضحكنا ولعبنا وتشاركنا الحديث وزعنا الورود والهدايا، حتى أننا استشعرنا عمق الفرح من كلمات الشكر التي سمعناها أثناء مغادرتنا مقرهن وهن يتهافتن بأصواتهن بكلمات الشكر والعرفان لتلك الساعة التي قضيناها معهن على أمل اللقاء مرة أخرى.