يعتبر حي الرقيقة من أقدم الأحياء في مدينة الهفوف، وقد استوطن الحي قديما عدد من القبائل المختلفة بعد رحلتهم في فصل الصيف من مناطقهم الأصلية إلى الأحساء من أجل الرزق، وقد طاب لهم المقام في الأحساء حتى يومنا هذا. ويحمل الحي الكثير من الذكريات لدى بعض السكان والذين ارتحلوا إلى مناطق أخرى بعد أن أصبح اليوم أغلب سكانه من الوافدين. يقول أحد سكان الحي مسفر القحطاني، إن حي الرقيقة من الأحياء العريقة فأغلب سكانه من قبائل قحطان والدواسر وآل مرة والسبعان وعدد من الحضر من الأسر المعروفة.ويضيف القحطاني، إن ما يميز الحي التآلف والمحبة بين سكانه؛ نظرا لبساطة المكان، فهناك عادة جميلة وهي الاجتماع عند أحد السكان خلال العيد وغيره من المناسبات، ناهيك عن الفزعة إذا ما احتاج أحد من سكان الحي إلى مساعدة بعينها. وينوه القحطاني إلى أن الحي بحاجة إلى تطوير متوسع حتى يصير على النحو الذي يتمناه الأهالي، فأغلب إمكانات الحي قديمة للغاية، فالشوارع تحتاج إلى السفلتة وتعديلات كبيرة ومستوى النظافة لا يرتقي إلى 50 بالمائة من المطلوب، بالإضافة إلى كثير من المخالفات لدى عدد من المؤجرين في تسكين العزاب بالقرب من منازل العوائل.
ويشير أحد السكان، عبدالعزيز القحطاني، إلى أهمية وجود الحدائق في المنطقة، فأغلب العوائل في المنطقة يقصدون الحدائق البعيدة بالرغم من وجود أراض في الحي من المفترض أن يتم استغلالها. ويؤكد أحد السكان، محمد الدوسري، أن الحي بحاجة إلى تطوير من أجل الشباب، فالجميع هنا يؤدون رياضاتهم وألعابهم في الشوارع معظم الوقت، وقد يعرضهم للخطر بسبب السيارات في المنطقة وخصوصا الشاحنات الكبيرة والتي تدخل الحي في جميع الأوقات. ويشير الشاب مبارك الودعاني، وهو من سكان الحي، إلى أحد المنازل المهجورة والذي يقول إنه يمثل خطرا حقيقيا على السكان، ويناشد بأن تسعى الجهات المسؤولة إلى رفعه من الحي، حيث يتم استغلاله في إلقاء المخلفات به وقال: لقد رفعنا طلبا للجهات المعنية برفع المنزل والذي ما زال مهجورا حيث تجد فيه القاذورات والفئران. وناشد أحد السكان في الحي أن يتم رفع الأوساخ والرمال من شوارع الحي خصوصا أن مشهد مخلفات المنازل في المنطقة يدعو للخجل في ظل دعوات التطور والحفاظ على النظافة، فتركها بهذا الشكل قد يتسبب في أمراض مختلفة. ويري سعد الدوسري، أحد السكان، أن العمالة من مختلف الجنسيات غيرت معالم الحي، بعد رحيل الكثير من الأسر عن المنطقة بحثا عن الأحياء السكنية الراقية بعد أن تحسن دخلهم المادي ورغبة في تأسيس احياء جديدة مع الجيران السابقين من الأهل والمعارف. من جانبه، أكد المتحدث الرسمي لأمانة الأحساء خالد بن محمد بووشل، أن حي الرقيقة في مدينة الهفوف من الأحياء مكتملة البناء بالأصل، والمخلفات الإنشائية أو الأنقاض مجهولة المصدر قد تكون بحالات معدودة عائدة لترميم بعض المواطنين لمبانيهم، وفي الفترة الحالية تواصل بلدية الهفوف برنامج حملاتها الشاملة لرفع مستوى الخدمات في الأحياء السكنية؛ بهدف رفع مستوى الوعي البيئي وإزالة التشويه البصري والمخالفات والحفاظ على النظافة العامة للمدينة، وتابع: في الفترة الأخيرة تم رفع 1120 مترا مكعبا من الأنقاض ومخلفات البناء من أحياء المدينة، مع التأكيد هنا على أهمية دور المواطنين في رفع أنقاض مبانيهم وترحيلها إلى المرادم المعتمدة مع ضرورة التقيد بإصدار تراخيص «الإنشاء، الترميم» ووضع حاويات رفع المخلفات الإنشائية وكذلك الحواجز أمام المباني تحت الإنشاء، وكذلك تفعيل الدور الرقابي للمواطن من خلال الإبلاغ عن مخالفات إلقاء أنقاض المباني التي يقوم بها بعض قائدي مركبات النقل وذلك عبر وسائل التواصل المخصصة لذلك.
محرر «اليوم» مع أحد سكان الحي