عيدكم مبارك، وتقبل الله صالح أعمالكم، وكم أشرف بمصافحة فكركم من خلال صحيفة اليوم، وحيث إن اليوم عيد، فإني: أتمنى أولا وقبل كل شيء أن ندرك- ونحن نرى فرحة العيد في عيون أولادنا ومن حولنا- النعمة الكبيرة التي ننعم بها، فلولا نعمة الأمن الذي أكرمنا الله به؛ ما ظهرت ابتسامة ولا سمعنا كلمة جميلة، ولذلك واجبنا شكر المنعم، ومعرفة فضل الرجال الذي سهروا من أجل استتبابه داخل الوطن وعلى حدوده، والمحافظة عليها بكل ما أوتينا من قوة، فضحكات الصغار في هذا اليوم تقول: لا تكونوا قصيري النظر ولا سذجا ولا خونة فتضيعوا هذه النعمة العظيمة! وأتمنى أيضا ممن يتعامل مع العيد بلا مشاعر فينام طوال اليوم، أو يختلق الحجج للتهرب من اجتماعات جيرانه وأقاربه، أن يدرك أن العيد لا يعطي إلا من أعطاه، ومن أعظم ما يقدم للعيد قلب نقي من كل درن! وأتمنى أن يدرك من يقاطع أحدا من إخوانه أو أخواته، فيأتي العيد ولا يسبقهم للسلام، أن يدرك أنه مهما كانت أسباب القطيعة، فهي لا تساوي الخسائر التي تستنزف قلبه وفكره ووقته، وفوق ذلك حسناته! وأتمنى من المقتدر الذي يسعى مشكورا لإسعاد نفسه وعائلته في هذا اليوم، أن يدرك أن بإمكانه أن يزيد سعادته وسعادة أولاده بتوسيع دائرة الفرح، فهناك الكثير- وقد يكونون قريبين منه- ينتظرون وقفة الكرام أهل البذل والعطاء! وأتمنى ممن سرق فرحة العيد من آخرين بظلم أو إفساد أن يراجع حساباته ويستغل فرحة العيد؛ لتعديل الخطأ وإراحة نفسه قبل إراحة المظلوم وعائلته! وأتمنى ممن يعتقد أن فرحة العيد تتحقق بقلة الأدب وإيذاء الآخرين أن يرقى بنفسه، ويدرك أن فرحة العيد لا يمكن أن تتحقق بسلبها من الآخرين! وأتمنى أن يدرك من يظن أن مقاصد العيد السامية تتحقق من خلال التواصل بالجوال فقط، أن يعيد النظر في طريقة تفكيره وفهمه للعيد! كما أتمنى أن يعيد النظر في طريقة تفكيره وفهمه للعيد من يظن أن الأهم أن يظهر فقط في السناب سعيدا!
