صدرت الطبعة الأولى من كتاب الباحث الكويتي إبراهيم الخالدي الذي يحمل اسم «عرائس الشعر النبطي، قصائد حوارية في تراث القصيدة النبطية» من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، أكاديمية الشعر، أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في 198 صفحة من الحجم المتوسط.
عروس الشعر، تجمع على «عرائس» وهذه العروس الشعرية هي طريقة خاصة في المدح ظهرت في فترة زمنية متأخرة من تاريخ الشعر النبطي. وتدور فكرة هذا النوع من القصائد على ابتكار الشاعر وعلى اختلاق فكرة من خياله عن فتاة جميلة، نسيبة عريبة ذات عقل راجح، يعرض عليها صاحبها - وهو الشاعر - الزواج من العديد من الشيوخ والوجهاء والحكام، لكنها ترفض، مظهرة عيوب كل طرف من هؤلاء الرجال الذين تمّ عرضهم لها إلى أن تقبل بالممدوح الذي يريده الشاعر، فتقبل به، وتحطّ ركابها في حماه.
غلاف الكتاب
كان اهتمام المؤلف الخالدي في هذا الكتاب اهتمامًا لافتًا، حيث اعتنى بمادته العلمية، وأفرد المساحة المناسبة للحديث عن هذا الجانب الحيوي في تراث القصيدة النبطية، وقد بذل جهده في تتبع هذا النوع من القصائد، ومن ثم قيامه بدراسته، وكما يقول عن نفسه: «لا أزعم أنني جمعت في هذا الكتاب كل العرائس التي كُتبت في تراث القصيدة النبطية»، مضيفًا بقوله: «ولكنني أزعم أنني جمعت أكبر عدد ممكن منها» فجمع 26 قصيدة من هذا النوع الفريد من القصائد لا يمكن أن يكون أمرًا يسيرًا، سهل المتاح، يسير التناول.
كان عمل المؤلف في ترتيب مواد هذا الكتاب قائمًا على أسلوب علمي، وتنظيم جاء على النحو الآتي:
- التقديم لهذه النصوص بمقدمة تعريفية بهذا النوع، واستعراض أقوال السابقين في هذا الشأن كعبدالله بن خميس وعبدالله الدويش على سبيل المثال.
- عمل إحصائيات وجداول تلخص بعض الأمور الأساسية في العرائس المجموعة، إذ أفرد ثلاث صفحات تحدث فيها عن بعض الجوانب، مثل: الشكل الفني ونوع البحور الشعرية وعدد الأبيات.
- جاء بالعرائس وفق تسلسلها الزمني، مبتدئا بالقديم، ثم الذي يليه، وهكذا، وقد أفرد بمقدمات مختصرة لكل قصيدة مع الشروح والتعليقات في هوامش كل قصيدة.
هذا النوع اضمحل، ولم يعُد له ذِكر عند الشعراء في العصر الحديث، لأن ذم بعض الناس أو البلدات فيه مسبّة وإثارة للمشاكل، وهذا النوع من القصائد يسبب حزازة في النفوس، والذوق الاجتماعي هذه الأيام نأى بالمعاصرين عن الوقوع في مثل هذه المواقف.
ما دفع الباحث الخالدي للقيام بهذا العمل هو فرادة هذا النوع من القصائد وأهميتها الأدبية، ودورها التاريخي في استعراضها لأهم الحكام والشيوخ في حقب زمنية مختلفة، كما أن هذه القصائد كشفت حال النظرة المأخوذة عنهم من قبل معاصريهم. ويضيف الخالدي «إضافة لعدم وجود كتاب سابق جمع شتات هذه القصائد، وتوسع في دراستها».
دفعت الأمانة العلمية للباحث إلى التوقف عند كتاب محمد إبراهيم الهطلاني المعنون باسم «ديوان قصائد العرائس» وهو كتاب غير مطبوع، حيث ناقش هذا الكتاب في عدد من النقاط.
مَن يتصفح هذا الكتاب سيجد فيه كمية كبيرة من الشعر، مثل عروس العناقي وهو مهنا أبو عنقا الخالدي وعروس العبد الله للشاعر إسماعيل بن حمد بن قاسم العبد الله وهو من أهل الشام من جبل العرب، جبل الدروز. وعروس الحبيشي - عروس الأصقه - عروس السكيني - عروس ابن مشرف.
ومن عرائس الشعر النبطي: عروس الهملي - عروس الدويرج - عروس ابن طريخم - عروس ابن قنبر - عروس الظاهري - عروس الصقري - عروس المرزوقي، وغيرها من العرائس الشعرية الأخرى التي احتواها كتاب الباحث.
ويعتبر هذا الكتاب إضافة أدبية وثقافية تخدم تراث المنطقة، وقد تبنّت إصداره لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، في إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة التي أخذت على عاتقها خدمة التراث الشعبي والمحافظة عليه، وسخّرت طاقاتها لمساعدة العاملين في مجال الأدب والثقافة والتراث.