يبدو ان طبول الحرب التي بدأت في قرعها الولايات المتحدة منذ فترة استعدادا لهجوم عسكري محتمل على بغداد اخذت تسمع بوضوح لاسيما في ظل التداعيات السريعة التي تنذر بكوارث انسانية وخيمة لا تحمد عقباها، وفي ظل سعي الولايات المتحدة لتشكيل تحالف دولي يؤمن لها غطاء واسعا للحرب، وفي ظل دخول الخطط الأمريكية الخاصة بالضربة المحتملة الى مراحل جدية، وفي ظل تلك المستجدات الخطيرة عبر مجلس الوزراء في جلسته المعتادة المعقودة بعد ظهر يوم امس الاول برئاسة سمو نائب خادم الحرمين الشريفين عن قلقه البالغ تجاه تلك التطورات التي تنذر بوقوع حرب قد تفضي الى نتائج غير محمودة وتؤدي الى زعزعة السلم والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وتجر الى كوارث انسانية، واي مراقب للسياسة السعودية المتزنة يدرك ان المملكة رفضت اي عمل عسكري ضد العراق انطلاقا من خطورته على سلامة واستقرار وسيادة العراق من جانب، وعلى تداعياته السلبية على أمن المنطقة بشكل عام، وقد رأت المملكة عبر العديد من مواقفها وتصريحاتها المسؤولة ان الفرصة سانحة ومهيأة لجهود دبلوماسية يمكن ان تبذل في هذا الصدد لنزع فتائل الحرائق التي قد تندلع في المنطقة باندلاع الحرب ضد العراق، كما ان تلك الجهود ذاتها قد تمنح العراق فرصا مواتية لانقاذ القرارات الأممية ذات الصلة (فعدم التسرع واعمال الحكمة وافساح المجال للجهود الدبلوماسية) أفضل بكثير من الدخول في دائرة حرب سوف تغرق المنطقة في بؤر من التوتر هي في غنى عنها، والتبصر والحكمة وتوظيف الدبلوماسية الهادئة لاحتواء الأزمة العراقية ونزع فتائلها تمثل سياسة المملكة الراجحة والمتزنة التي يجب أن تؤخذ في الحسبان للوصول الى أنجع الحلول وأفضلها.