أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، أن إيران لم تحترم روح الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية، ولمح إلى أنه سيكشف قريبا عن قراره بشأن ما إن كان سيصدق على استمرار الاتفاق.
وأوضح خلال لقائه بالقادة العسكريين في البيت الأبيض أن هذه لحظة «الهدوء الذي يسبق العاصفة»، وذلك بعد أن ناقش معهم قضيتي إيران وكوريا الشمالية.
وقال ترامب خلال اجتماعه مع قادته العسكريين: «يجب ألا نسمح لإيران... بحيازة أسلحة نووية». ومضى قائلاً «النظام الإيراني يدعم الإرهاب ويصدر العنف والدم والفوضى في أنحاء الشرق الأوسط. لهذا يجب أن نضع نهاية لعدوان إيران المستمر ومطامحها النووية، لم يرقوا إلى روح اتفاقهم».
وعند سؤاله «هل سيقرر التصديق على استمرار الاتفاق النووي أم سينسحب منه؟»، قال: «ستسمعون شيئا عن إيران قريبا جدا».
##ما قبل العاصفة وناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع قادته العسكريين في البيت الأبيض قضيتي إيران وكوريا الشمالية وأكد أن هذه اللحظة هي لحظة «الهدوء الذي يسبق العاصفة».
وصرح ترامب الخميس بعد مأدبة عشاء جمعته وزوجته في قاعة الطعام الرسمية بالبيت الأبيض مع قادة عسكريين وزوجاتهم «أتعرفون يا جماعة ما يمثله هذا؟ ربما هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة»، وفق وكالة «رويتزر».
وتابع الرئيس الأمريكي بينما كانت موسيقى كلاسيكية تنطلق في الخلفية «أي عاصفة؟ ستكتشفون».
وأثناء جلوسه مع كبار مسؤولي الدفاع، تحدث ترامب عن التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية وعن منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وألح ترامب على القادة العسكريين أن يكونوا أسرع في تقديم «خيارات عسكرية» له حين يحتاجها، لكنه لم يحدد شيئا معينا.
وقال «في كوريا الشمالية، هدفنا هو نزع السلاح النووي... لا يمكن أن نسمح لهذه الديكتاتورية أن تهدد أمتنا أو حلفاءنا بخسائر في الأرواح يصعب تصورها. سنفعل ما ينبغي فعله لمنع حدوث ذلك. سنفعل إن تطلب الأمر. صدقوني».
## خرق الاتفاق
وتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكلمات حادة ضد إيران، وأوضح أنها لم ترق لروح الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: إنه من المتوقع أن يعلن ترامب قريبا انسحابه من الاتفاق.
وفي السياق، قال الباحث في شؤون السياسات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية فيصل الشمري لـ «اليوم»: إن المعطيات تؤكد أن الاتفاق النووي بين القوى الست الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا)، ربما يكون على المحك، وأضاف الباحث الشمري: إن تلميحات البيت الأبيض، واللقاءات مع القيادات الأمنية تبين أن الاتفاق ليس في مصلحة الولايات المتحدة ولا منطقة الشرق الأوسط.
وقال ترامب عن إيران: «إنهم لم يحترموا روح هذا الاتفاق».
والاتفاق النووي الموقع في 2015 بين طهران والقوى الست الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا) هدف الى ضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني مقابل رفع تدريجي للعقوبات عن إيران.
وأضاف الرئيس الأمريكي في بداية اجتماعه بالبيت الابيض بحضور كبار المسؤولين العسكريين في البلاد «ان النظام الايراني يدعم الارهاب ويصدر العنف والفوضى في الشرق الاوسط».
وتابع: «لذا، يجب ان نضع حدا للعدوان المستمر من ايران، ولطموحاتها النووية»، مشددا على انه «يجب ألا نسمح لايران بالحصول على اسلحة نووية».
وردا على سؤال حول قراره المنتظر بشأن الاتفاق، اكد الرئيس الامريكي انه سيعلنه في وقت «قريب جدا». وأبان: «ربما يكون هذا هدوء ما قبل العاصفة» من دون ان يعطي مزيدا من التفاصيل.
##نسخة مكررة
ويرى الباحث الشمري، أن هذا الاتفاق ما هو إلا نسخة مكررة للاتفاق النووي الذي عقدته إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون للولايات المتحدة الأمريكية مع كوريا الشمالية، الذي بسببه تمكنت كوريا الشمالية من الاستحواذ عل القنبلة النووية والهيدروجينية. واعتبر أن المعطيات تؤكد أن النتيجة ستكون مشابهة مع إيران في المستقبل القريب.
من ناحيتها، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن ترامب قد يلقي خطابه بعد اسبوع، وتحديدا في 12 أكتوبر.
ويلزم القانون بان يُبلغ الرئيس الامريكي الكونجرس، كل تسعين يوما، بمدى التزام إيران بالاتفاق، وما اذا كان رفع العقوبات عنها يصب في الصالح القومي للولايات المتحدة.
وحسب الباحث فيصل الشمري، فإن احتمال دخول منطقة الشرق الأوسط في سباق للتسلح النووي كبير جدا، حال امتلكت إيران القنبلة النووية، بالإضافة إلى أن التمادي الإيراني في تدخله بدول المنطقة يؤثر سلبا على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أمس الأول، أن من المتوقع أن يعلن ترامب قريبا انسحابه من الاتفاق، وحسب الوكالة فإن ترامب ألح على القادة العسكريين أن يكونوا أسرع في تقديم «خيارات عسكرية» له حين يحتاجها، لكنه لم يحدد شيئا معينا.
وقال «أتوقع منكم أيضا أن تمدوني بمجموعة واسعة من الخيارات العسكرية حين يستدعي الأمر، على نحو أسرع بكثير».