أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين ببدء سحب القوات الروسية من سوريا قائلا إنه بعد حملة عسكرية دامت عامين أنجزت موسكو مهمتها زاعماً أنها دمرت تنظيم داعش.
وكانت المهمة الحقيقية للقوات الروسية هي تثبيت نظام الأسد ودعم الميلشيات الإيرانية وكسر المعارضة السورية للنظام. بينما المواجهات الروسية مع داعش محدودة جداً ولم تكن جدية بالقدر الكافي. وأدلى بوتين بتصريحاته خلال زيارة لم يعلن عنها مسبقا لقاعدة حميميم الجوية الروسية في محافظة اللاذقية السورية، حيث أجرى محادثات مع رئيس النظام بشار الأسد وألقى كلمة أمام الجنود الروس. قبل أن ينتقل إلى القاهرة في زيارة رسمية التقى خلالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وكانت روسيا نفذت لأول مرة ضربات جوية في سوريا في سبتمبر 2015 في أقسى تدخل لها في الشرق الأوسط منذ عقود. وقال الكرملين على موقعه على الإنترنت: إن بوتين أعطى أوامره للقوات الروسية ببدء الانسحاب إلى قواعدها الدائمة في روسيا.
#قواعد بسوريا# ونُقل عن بوتين قوله إن روسيا ستحتفظ بقاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية وعلى منشأة بحرية في طرطوس «بشكل دائم» رغم قرار بدء سحب بعض القوات. ونُقل عن بوتين قوله للأسد إنه يأمل أن يكون بالإمكان بدء عمل المؤتمر السوري للحوار الوطني وإنه سيبحث الأمر خلال اجتماعات مع رئيسي مصر وتركيا.
ويخشى نظام الأسد أن تتطور القبضة الحديدية للروس في سوريا إلى تهميش الدور الإيراني والميليشيات الإيرانية في سوريا مما يؤدي إلى تجاوز نظام الأسد وتقارب بين المعارضة السورية وروسيا. ودارت أقاويل في الأشهر الماضية أن روسيا تبحث عن خليفة للأسد مقبول من المجتمع الدولي والمعارضة السورية ويداه غير ملوثة بدماء السوريين.
#اجتماع بالقاهرة#
وفي القاهرة اجتمع بوتين بالرئيس المصري في إشارة إلى تنامي العلاقات بين روسيا ومصر ثاني أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية بعد إسرائيل والشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.وسيتوجه بوتين إلى تركيا بعد زيارة القاهرة.
#محادثات جنيف#
على صعيد آخر، لم تبدد عودة نظام الأسد إلى طاولة المفاوضات في محادثات الجولة الثامنة من جنيف بعد غياب استمر أكثر من أسبوع، الشكوك حول جديته في مناقشة الملفات «الفعلية» من قبل المعارضة السورية، والتي يجري خلالها وفد النظام مباحثات مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.
وقال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات الدكتور نصر الحريري الأحد: إن المعارضة مصرة على مناقشة الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية، لا دور للنظام فيها، مشدداً على أن ملفي المعتقلين والمساعدات الإنسانية غير قابلين للتفاوض بل للتنفيذ.
واتهم الحريري نظام الأسد بالتهرب من دخول المفاوضات والانتقال السياسي على الطاولة.
من جهته، أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في وقت سابق أنه سيقيّم هذا الأسبوع ما إذا كان أحد الجانبين يحاول تخريب العملية التفاوضية.