ادانت دول من شتى أنحاء العالم العربي وخارجه الغارة التي شنتها اسرائيل في عمق الاراضي السورية أمس الاحد في حين دعت الولايات المتحدة للتحلي بضبط النفس وكررت اتهاماتها لدمشق بدعم الجماعات الفلسطينية المناوئة لاسرائيل.
وزعم الجيش الاسرائيلي انه هاجم قاعدة قرب دمشق تستخدمها جماعات النشطاء ومن بينها حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية التي اعلنت مسؤوليتها عن عملية فجرت فيها فلسطينية نفسها مما اوقع 19 قتيلا في مطعم في حيفا بشمال اسرائيل امس الأول .
وفي غزة توعد الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في بيان أمس بالانتقام من اسرائيل. وقالت كتائب عز الدين القسام ان الهدف الذي ضربته اسرائيل في سوريا ما هو الا مخيم للاجئين الفلسطينيين وان الرد على هذا التصعيد سيكون رادعا وسيحدث قريبا في عمق الكيان الصهيوني .
وقالت سوريا نفسها ان الغارة الاسرائيلية استهدفت موقعا مدنيا وانها تمثل تصعيدا خطيرا للتوترات في المنطقة وطلبت عقد جلسة عاجلة لمجلس الامن الدولي.
وقال مسؤول من الولايات المتحدة التي ترأس مجلس الامن هذا الشهر ان المجلس سيعقد اجتماعا مغلقا الساعة 2000 بتوقيت جرينتش بناء على طلب من سوريا التي تسعى لحمل المجلس على ادانة الهجوم الاسرائيلي.
وفي القاهرة وصف الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الغارة بانها عمل من اعمال (ارهاب الدولة) وقال انه سيجتمع مع المندوبين الدائمين لدى الجامعة في وقت لاحق لبحث الهجوم.
واضاف ان الغارة تتعارض مع جهود احلال السلام بين العرب واسرائيل وليس من شأنها سوى توسيع رقعة الصراع في المنطقة.
وادان الرئيس المصري حسني مبارك الغارة الجوية الاسرائيلية في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الالماني جيرهارد شرودر في القاهرة. وقال مبارك ندين ما حدث اليوم من اعتداء على دولة شقيقة بدعوى وجود بعض التنظيمات هناك. وقال شرودر ان جهود احلال السلام في المنطقة تصبح اكثر تعقيدا عندما تتعرض سيادة دولة للانتهاك. ولهذا فالعمل الذي جرى القيام به في سوريا غير مقبول. واعربت فرنسا عن موقف مماثل للموقف الالماني وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان العملية الاسرائيلية تمثل انتهاكا غير مقبول للقانون الدولي والقواعد الخاصة بسيادة الدول. وادان الاردن الهجوم الاسرائيلي لكنه انتقد في الوقت نفسه الهجمات التي يفجر فيها الفلسطينيون انفسهم.
وقال وزير الخارجية الاردني مروان المعشر للتلفزيون الاردني هذا اعتداء على دولة عربية شقيقة فضلا عن كونه تصعيدا خطيرا من شأنه ان يزج المنطقة باسرها في دوامة مستمرة من العنف. وأضاف ان الوقت حان لمراجعة جذرية مثل هذه العمليات الاسرائيلية وكذلك ما تقوم به بعض المنظمات من اعمال بما فيها عملية امس الأول في اشارة لعملية حيفا.
ومضى يقول لا نستطيع ان نبقى في دوامة العنف هذه التي باتت تهدد مجمل العملية السلمية ولابد ايضا لاسرائيل ان تعي ان سياساتها الحالية لن تؤدي الى اي استقرار في المنطقة. وزعمت اسرائيل ان القاعدة التي قصفتها تدار بتمويل من ايران.
ووصف وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الهجوم الاسرائيلي بانه عدوان صارخ وانتهاك لسلامة الاراضي السورية.
وفي لبنان قال مكتب رئيس الوزراء رفيق الحريري ان رئيس الحكومة اللبنانية اتصل بالرئيس الفرنسي جاك شيراك لمناقشة الوضع الخطير في المنطقة.
وحذرت قطر والكويت من ان العملية الاسرائيلية ستزيد التوتر في المنطقة.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية القطرية ان مثل هذه الاعمال تشكل تهديدا خطيرا للسلام فى منطقة الشرق الاوسط وعودة بالمنطقة الى اجواء الحرب والعنف والتوتر. وأدان رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الغارة الاسرائيلية. ونقلت عنه وكالة الانباء الكويتية القول هذه الغارة تشكل اعتداء اسرائيليا سافرا على حرمة أراضي الجمهورية العربية السورية الشقيقة وتمثل انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الامن والشرعية الدولية.
وأضاف مثل هذا التصعيد العسكري الخطير من شأنه افشال عملية السلام وتقويض الجهود الرامية لانجاحها وتهديد الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط. لكن بريطانيا قالت ان من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها.وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لرويترز من حق اسرائيل بالطبع اتخاذ خطوات لحماية نفسها من الهجمات الارهابية الا ان هذه الخطوات ينبغي ان تكون في اطار القانون الدولي. وامتنع المتحدث عن الافصاح عما اذا كانت الحكومة البريطانية تعتبر هجوم أمس الاحد في اطار القانون الدولي.
وقال لقد دعونا جميع الاطراف بالفعل ونواصل دعوتها الى ممارسة ضبط النفس.