DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جنادرية المشاعر

جنادرية المشاعر

جنادرية المشاعر
كان اليوم الأول من المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثانية والثلاثين يومًا وطنيًا بامتياز، بدءا من الطريق إلى مقر الاحتفال بصحبة ضيوف المهرجان من داخل الوطن وخارجه ممن يقيمون هذا الحدث الذي بدأ بحب وعطاء وإخلاص للفكرة التي بدأت محلية وارتقت حتى صارت عالمية يحضرها الناس من بلاد قريبة وبعيدة، بل ويجتهدون في الوصول إلى مكان الدولة الضيف التي يتاح لها أن تفتح لنا أبوابها في وطننا للتعارف والتقارب لصالح الطرفين ثم جاءت مشاعر هيبة الوقوف للسلام الوطني في حضرة خادم الحرمين الشريفين الذي افتتح المهرجان بمحيا طلق ينبئ عن مشاعر جميلة تجاه هذا التراث الأصيل الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بما نحن عليه اليوم. وخير ما يعبر عنها كلمات البدر حين قال: قصايد الشوق العتيقة والحنين تذكرني سنين وسنين وسنين الجنادرية عشق يتجدد في ذاكرة الوطن صفحات من نور وأمجاد تمتد من الماء إلى الماء كل تفاصيل الافتتاح جعلت الكبار أكثر فرحًا من الصغيرات حين تراقصت أقدامهن على معزوفة حب الوطن. كانت ليلة جميلة مترعة بالحب للنخلة الخضراء والسيفين وأئمة وملوك كتبوا على رمال الصحراء قصص البطولات التي صنعت وطنًا نعيشه ونبنيه ونحميه. ثم جاء اليوم الثاني وكأنه يكمل ما بدأه سابقه في رفع درجة مشاعرنا مع ندوة تلو الأخرى للشخصيات المكرمة. المغفور لهما بإذن الله سعود الفيصل وتركي السديري والدكتورة خيرية السقاف متعها الله بالصحة والعافية فمع الأخيرة كانت مشاعر الفرح تجتاح كل النساء الحاضرات فهن يكرمن بتكريمها ومشاعر التقدير التي وجهت لها من زملائها الرجال تهدي الأرواح أكاليل من نور. وفي الندوة الثانية كانت الكلمات عن تركي السديري تمر على قلوبنا وتأخذنا إلى حيث جلست زوجة الفقيد وبناته وهن يكفكفن دموعهن حزنًا وفرحًا ممتزجًا بالفخر بما تركه والدهن من ذكرى في قلوبهن وقلوب أصحابه الذين عاشوا معه لحظات التكون ونقلات المهنة، لقد كانت كلمات محمد رضا نصر الله عنه كأنها حكاية من حكايات الزمن القديم قدمها بأسلوب مشوق وساحر فجعلنا نتساءل كم كان تاريخ ذلك الرجل حافلًا لا يعرف كثير منا شيئًا عنه؟! حتى انني للحظات شعرت بالعبرات تخنقني رغم أني لم أعرفه كما عرفوه. وبعدها جاءت الندوة الثالثة عن الراحل سعود الفيصل، وهنا كانت المشاعر قد وصلت إلى أوجها مع سيرة رجل الصلابة والحزم ومواقف الرجل الدبلوماسي الذي يعرف متى وماذا وكيف يقول ويفعل.. تكلم عنه تركي الفيصل فغشيتنا مشاعر الأخ لأخيه، وتكلم عادل الجبير فعشنا مشاعر الطالب أمام أستاذ مهيب، وتحدث خالد الخليفة فاجتاحتنا مشاعر الزمالة والصداقة التي لا تعوض، وتحدث د.عبدالمنعم سعيد فاشرأبت مشاعر العروبة التي حمل أثقالها سعود الفيصل ودافع عنها طوال حياته. وفي اليوم الثالث خرج ضيوف المهرجان في زيارة للقرية التراثية بالجنادرية، وهناك كان وطني المصغر تلوح ألوان رماله وصخوره في تلك البيوت المشيدة على الطراز القديم لكل منطقة. كانت أصوات الطبل والدف في السامري والمزمار الحجازي وقفزات شباب الجنوب تعلن مع كل ضربة ونفخة وخطوة عن حب لا ينضب وأصالة لا تذوب وتاريخ طرزته الأيام بأجمل الخيوط الملونة بألوان الشمس والغيم والتراب والمطر.. فشكرًا لوطني الذي صنع من الجنادرية تاريخًا يتجدد كل عام وتتجدد معه مشاعرنا.. شكرًا للقائمين عليه منذ يومه الأول وحتى اليوم بعد اثنين وثلاثين عامًا.