عندما تصحو على صوت حبات المطر -بعد طول غياب- على نافذة غرفتك، فتلك متعة ما بعدها متعة، عندها تصفو الأنفس وتبتهج الحياة. المطر نعمة وخير وصفاء وعطية من رب العالمين، وهو بريء -براءة الذئب من دم يوسف- من التعطيل، فالمطر لا يعطل مصالح ولا يعلق تعليما ولا يقطع طرقا، وليس له ولا عليه أي مسؤولية في الأضرار بالممتلكات ولا الأنفس، ولكن نحن المقصرون في استقبال هذا الضيف، الذي يزورنا كل سنة بعدم بناء البنية التحتية اللازمة. سوء التصريف وتهالك بعض المباني التعليمية السبب في تعطيل المصالح اليومية وليس المطر. تطالعنا الأخبار بأن «الأمطار تسببت، والأمطار تغلق طريقا، والأمطار فعلت وفعلت»، وهذا غير صحيح، فالخير لا يأتي إلا بخير، والمطر لم يزهق الأرواح داخل الأودية، ولكن تهاون البعض في عبور الأودية هو السبب، فلنتأدب مع هذا الضيف الجميل، ونحمد الله على هذا الخير الفضيل، بعد أن صلى المسلمون صلاة طلب المطر (الاستسقاء)، فأغاث الله البلاد والعباد والحمد لله رب العالمين.