مكانة أي دولة لا تقاس بمواردها الطبيعية فقط وإنما تقاس بأنظمتها الاجتماعية, والسياسية, والاقتصادية, والتعليمية, وبرامج التنمية البشرية بها. كما تقاس بالوعي الخاص بضرورة مواجهة التحديات التي تواجه السياسات الخاصة ببرامج التنمية.
ها هو صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة يعين الدكتورة مها بنت عبدالله أركوي مديرة للجامعة المفتوحة بجدة لتكون أول سعودية في هذا المنصب في تاريخ التعليم بالمملكة. وهذا ليس غريبا على سموه مناصرته لدفع عجلة التنمية البشرية, وثقته المعهودة بقدرات العنصر النسائي. هذا القرار يجعلنا نفكر في أمر طالما البعض طرحه من أجل تحسين وإصلاح التعليم. واسمحوا لي خلال هذه الأسطر ان نناقش جزءا من صلاحيات مساعدي مديري التربية والتعليم في المناطق التعليمية للشؤون التعليمية ـ شؤون تعليم البنات ـ وكذا صلاحيات مديري شؤون الطالبات والاختبارات, وشؤون المعلمات. صلاحيات مساعدي مديري التعليم للشؤون التعليمية نجد منها متابعة سياسات وخطط البرامج التربوية من الناحية التعليمية والتربوية, واحتياج المنطقة من المدارس والمعاهد والفصول, والوظائف التعليمية واعتماد خطط إدارات الإشراف ومكاتبه, بالاضافة الى دراسة الاحتياج من المدارس من معلمات وإداريات ومشرفات, وكذا ما يخص أعمال الاختبارات من تصديق على شهادات, وتعديل اسماء, وقبول طالبات من الخارج. وهذا الأمر ليس صعبا على أي تربوية انه في الواقع كلها أمور تقوم بها المسؤولات في إدارات الإشراف ومكاتبه, وان كان الاعتماد فيأتي مع التفويض, اما الإنابة فتسند لمساعدي مديري التعليم للشؤون الإدارية والمالية, بالاضافة الى الصلاحيات الممنوحة له والتي تتطب خصوصية الرجل. ما نقيسه على المساعدين للشؤون التعليمية ينطبق على مديري شؤون الطالبات والاختبارات وشؤون المعلمات. فاذا أخذنا الأولى نجد ان أغلب الشعب التابعة لهذه الإدارة شعب نسائية من ارشاد وتوجيه طالبات, خدمات صحية, وقبول طالبات. وهو امر ليس بالعسير ان تديره امرأة. وكذا الحال بالنسبة لإدارة شؤون المعلمات.نحن في المملكة فخورون بكل هذا الكم النوعي من التربويات المبدعات والمثقفات في أغلب المجالات وهذا لا شك في أنه ثروة بشرية هائلة وعقول سعودية رائعة تستطيع ان تكون وبحق قوة دفع عظيمة لنهضة سعودية متوقعة بالرغم من كل الظروف التي تحيط بنا. اضع هذا الاقتراح أمام المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وكل من يهمه أمر هذا الوطن لدراسته وأخذ الرأي فيه, لان الإشراف المباشر في بيئة العمل, وبالذات في البيئة التربوية مطلبا ضروريا لنحقق المناخ الملائم نفسيا واجتماعيا وثقافيا سواء للموظفات او الطالبات, أو المراجعات. في كل الأحوال للمجتهد اجران اذا أصاب وأجر واحد اذا أخطأ نسأل الله للجميع صواب الرأي.