اذا كنت قد عدت من اجازتك الصيفية وكلك حيوية ونشاط واستعداد للعودة الى العمل. ولكن قبل ان تغرق تماما في الروتين اليومي قف وفكر:
هل تعلمت شيئا من قضائك العطلة قد يساعدك على ادارة شؤونك بصورة افضل؟ وعلى سبيل المثال انه بوسعك ان تأخذ مزيدا من الوقت لنفسك وتدع الآخرين من العاملين معك كالموظفين وشركاء العمل ان يخففوا قليلا من اعبائك؟
أو، هل بوسعك ان تضم بعض اوجه الاسترخاء الذي مارسته في العطلة الى روتين حياتك اليومية؟
ولعل اهم شيء يمكنك ان تكتشفه من قضاء العطلة هو ان مؤسستك لم تنهر بسبب غيابك ـ وان ذلك يعني انه ربما ليس مفروضا فيك ان تجد وتكد كما كنت تعتقد.
وتقول ساره ادواردز، التي تقوم مع زوجها بكتابة المقالات والقاء المحاضرات العديدة عن كيفية ادارة مؤسسات الاعمال المحلية الكثيرة، انه عندما تعود الى شركتك قم بتقدير كيف سارت الامور فيما كنت بعيدا. وفكر : هل تستطيع ان تجعل حسن الادارة ذاك باستثمار مقدار اقل من جهدك الفردي؟
وسيعني ذلك تفويض او توكيل آخرين بانجاز بعض الاعمال والمهمات التي كنت تتولاها شخصيا. ويقترح بول ادواردز ، زوج ساره، ان توزع مسؤوليتك بالتقسيط لتجعل عملية التخلي عنها أسهل. وانظر الى الامر من هذا المنظار : (اذا كان موظفوك تمكنوا من العمل بدونك فان الاقرار بمقدرتهم وجودة عملهم ومكافأتهم باسناد مسؤوليات اكبر اليهم سوف يسرهم كثيرا). وحتى لو لم يكن لديك موظفون بوسعك ان تسهل ادارة مؤسستك بالاعتماد اكثر على متعاقدين وموردين من خارج المؤسسة حسب رالف وورنر الشريك المؤسس لدار نشر في بيركلي بكاليفورنيا مختصة بنشر كتب مساعدة الذات. مضيفا : (لا احد يستطيع ان يفعل كل شيء بمفرده).ولكن ماذا لو عدت من العطلة وألقيت نظرة على الشركة واحسست انه كان ينبغي الا تغادر أبدا؟ اذا حدث ذلك فلا يعني ان المشكلة نجمت عن قضائك بعض الوقت بعيدا.
ويعتقد وورنر ان عدم اخذ اجازة لن يجعل المؤسسة اكثر نجاحا. كما يحذر من ان تكون صاحب عمل يعمل 14 ساعة في اليوم ويعتقد ان الشركة لن تعيش دون استثمار ذلك النوع من الوقت والجهد.
ويقول وورنر : (اذا كان ذلك هو ما تفعله فالمعنى الحقيقي ان اعمالك متعثرة وانك تعوض على المهارة بساعات العمل الطويلة.
ان زيادة عدد الساعات التي تخصصها لعملك تعرضك لخطر الاحتراف ـ واذا اصبحت محترفا لا تستطيع التفكير بطريقة خلاقة وابداعية وتفقد القدرة على التركيز.
والأسوأ من ذلك انك لا تستمتع بعملك.
وانطلاقة من ذلك فالعطلة ليست رفاهية واسرافا. بل انك بحاجة اليها لكي ينجح عملك.
ويشدد الزوجان ادواردز ان اخذ وقت بعيدا عن العمل لايعني الابتعاد اسبوعا في كل مرة، بل عليك العثور على طرق اضفاء الهدوء والاسترخاء ـ وهما من مشاعر التعطيل ـ على حياتك اليومية في العمل.
وتقول ساره ادواردز : (ان افضل الفوائد التي تحصل عليها من الاجازة هي التغيير والتباين، (كيف يمكنك ان تجلب بعضا من الاشياء، التي استمتعت بها في العطلة معك الى مكاتبك، كيف تفتح النوافذ). وقد تحاول ايضا اعطاء نفسك (ميني اجازات) ـ كالمشي والتنزه لمدة ساعة، او التدليك. العبرة هي في اخراج نفسك من روتين العمل واخذ قسط من الراحة لفترة وجيزة.
ويقول بول ادواردز : ان هذا النوع من (الاجازات) اليومية او المتعددة اسبوعيا اكثر قيمة من اجازات الاسبوعين التي تأخذها كل سنة. ولعل اهم شيء هو الا تسمح لنفسك بالوقوع تحت وطأة العمل.
تقول ساره ادواردز : (سواء كنت في اجازة او عدت الى المكتب عليك ان تولي الاهتمام بما تشعر بطرح السؤال : (هل هذا ما أريد ان اشعر به؟).