أحد لاعبي كرة القدم المحلية وهو لاعب دولي مثل المنتخب وإن لم يعمر طويلاً في الملاعب حيث انسحب من الوسط الرياضي تماماً وفقد الاتصال بمعظم ما له علاقة بالشئون الرياضية المحلية وغير المحلية إلا ما شاء الله .. انتقد تجدد مسألة عدم الثبات على التشكيلة الواحدة سواءً في فرق الأندية أو المنتخبات ، وأشار إلى تجاربنا السابقة ، وكيف كنا نواجه متاعب لا حدود لها بسبب انقلاب أحوال تلك التشكيلة من لقاء إلى آخر لنذوق مع كل تشكيلة معاناة مستقلة تدفعنا من جديد إلى الإطاحة بها وإقامة تشكيلة بديلة على أنقاض نتائجها .. حتى مضى وقت طويل قبل أن نستفيد من تجربتنا ، ونثبت على أسماء معتمد عليها مما مكننا من الوصول إلى نتائج ما كان بإمكاننا سابقاً الوصول إليها ! ..
وليس لأن الرجل خارج أجواء الوسط الرياضي الآن .. بات لا يحمل رأياً في هذا الموضوع أو غيره .. بل ثمة متغيرات لم يدر بخلد أحد فيما سبق أن تقع بمثل ما كانت عليه من المفارقة ! .. لذلك فإن مسألة الثبات على تشكيلة بالمعنى المجرد للفكرة لم تعد مسألة محسومة وغير قابلة للنقاش .. فهناك واقع مختلف اليوم .. يجعل من مسألة اختلاف التشكيلة أمر وارد لأسباب وجيهة ومنطقية ..
سابقاً بحكم الفجوات الموجودة في نظام إدارة الفرق ، ونجاح الاقتراحات المغامرة .. كانت تشكيلة بعض فرق أنديتنا وغيرها .. توضع بتوصيات من مسئول إداري درجة ثانية ، فضلاً عن مسئول إداري درجة أولى أو ممتازة .. وناهيك عن توصية عضو شرف فعال ، أو شخصية رياضية ذات علاقة مباشرة بالنادي ! .. فكانت الأسماء تهبط فجأة وتطير فجأة ! .. ولم تكن تجربتنا الرياضية قد بلغت من النضج ذلك المستوى الذي يمكننا من الحصول على الرأي المناسب ، والبدلاء المناسبين في الأوقات المناسبة ! .. كانت الفرق تتمكن من الوصول إلى نهايات جيدة في ظل شروط معينة .. فقد تظهر مجموعة هنا أو هناك .. تتدرج شيئاً فشيئاً إلى أن تتمكن من أن تحدث واقعاً جديداً ينهض بسمعة الفريق ، ويحقق له نتائج إيجابية تضع له قدماً في مصاف فرق المقدمة ولو لوقت محدود .. ثم كما ظهرت مع بعض .. تختفي مع بعض ! .. ومن هذه ظهر الاتفاقيون منذ عقدين من الزمن .. حين تمكن المدرب السعودي خليل الزياني من الاستفادة من عناصر كان على عهد بها وهي مجموعة تشكلت منذ مراحل سنية مبكرة ، وبالتالي كان وصولها إلى مستوى الفريق الأول إيذاناً بوجود مشروع فريق قوي يمكن التعويل عليه ، وبالفعل حدث ذلك !. فيما بقي بعض الفرق الأخرى بإمكاناته المادية قادراً على تسوية الفوارق الفنية مع منافسيه بجلب عناصر أجنبية تعزز صفوف الفريق وأجهزة فنية تحسن توظيف العناصر الموجودة .. كما تحسن إدارة اللقاءات بما تملك من خبرات .
اليوم .. تغيرت الظروف تماماً .. فالمنشآت الرياضية المهيأة ، وفرص الالتحاق بالفرق السنية المختلفة ، والتمثيل المتاح للعناصر الناشئة قبل الكبيرة في فرق أنديتها ومنتخبات بلادها ، مع تعدد فرص المشاركات والمسابقات داخلياً وخارجياً .. إضافة إلى ما للأندية وإداراتها من خبرات إدارية وفنيــة متراكمة حـيث انتقل معظمها إلى مرحلة جـديدة من مراحل حـياتها الرياضية إمــا في المجــال الإداري أو التدريبي ، وانفتاح الفضاء الإعلامي لمناسبات حوارية مباشرة وملتقيات موسعة .. وما للأندية من إمكانات بشرية مؤهلة لم تكن تتوافر لها في أي وقت مضى .. إضافة إلى ذلك .. فإن الخطط والأساليب الفنية التدريبية هي الأخرى تغيرت .. ولم تعد كما كانت ، ولم يعد بالإمكان السير بنفس أسماء العناصر الأساسية طيلة منافسات الموسم ! .. خصوصاً وأن في معظم فرق الأندية انعدام واضح للفروق بين مستويات الأساسيين والاحتياطيين .. لذلك نرى مديرين فنيين محترفين .. يفاجئون الإعلام والجماهير الرياضية في مباريات متتالية بملامح تشكيل متغير ، ومع هذا يقتنصون النتائج بدهاء ! .. ذلك لأن لكل مباراة ظروفها وقراءاتها ، ولكل فريق منافس أسلوبه الفني المختلف