أكد مجلس الحكم في العراق امس معارضته لارسال تركيا قوات لمساعدة قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة على اشاعة الاستقرار في البلاد، الا ان وزير الخارجية هوشيار زيباري أبلغ الصحفيين انه لمس عدم وجود رغبة لدى الدول الاسلامية الاخرى لارسال قوات بعد الاجتماع مع نظرائه في اجتماع منظمة المؤتمر الاسلامي في مدينة بوتراجايا العاصمة الادارية الجديدة لماليزيا.
وأردف قائلا ان مجلس الحكم يشعر بأنه من الافضل عدم مشاركة أو انخراط أي من الدول المجاورة للعراق في عمليات حفظ السلام بسبب حساسيات الموقف كله، الا اننا في نفس الوقت ندرك الحاجة لتدويل هذه القوة والحصول على مزيد من الدعم.
وكشف زيباري النقاب عن وجود مناقشات بين مجلس الحكم والحكومة التركية والحكومة الامريكية للتوصل الى صيغة مقبولة، متطلعا الى مشاركة دول اسلامية اخرى.
وأضاف: لا أعتقد انه توجد رغبة لدى الدول الاسلامية لارسال قوات، هذا هو الشعور الذي أحسست به من اتصالاتي المبدئية.
واضاف ان الوضع الامني يشكل تحديا اساسيا. هناك عدد كبير من عناصر النظام السابق، بقايا النظام المهزوم الى جانب بعض المقاومين الذين لديهم برنامجهم الخاص، يحاولون وقف تقدم العراق الجديد باتجاه الحرية والاستقرار.
وردا على دعوات منظمة المؤتمر الاسلامي لانهاء الاحتلال الاميركي للعراق، قال زيباري ان عودة العراق الى نظام ديموقراطي بالكامل بعد اسقاط نظام صدام حسين سيستغرق وقتا، موضحا اننا نقاسمهم وجهة النظر هذه لكننا نشعر ان هذا الامر يحتاج الى ان يتم بطريقة تدريجية وعلى مراحل ليكون عراقا جديدا مستقرا ومزدهرا ومنفتحا وديموقراطيا ويسيطر على الوضع الامني. وتابع: لا احد يجب ان يتساءل عن ارادة ورغبة الشعب العراقي في استعادة سيادته واستقلاله التام لكننا ندرك في الوقت نفسه ان ذلك ليس سهلا. انها قضية معقدة وتحتاج الى ان تتم بشكل تدريجي.
واكد ان هذه العملية بدأت باقامة مجلس للحكم الذاتي تدعمه الولايات المتحدة وتشكيل حكومة بينما اتخذت خطوات لصياغة دستور جديد.وفي ذات السياق وفي الوقت الذي ما زالت تناقش فيه الولايات المتحدة والدول المنتقدة لها الدور الذي يتعين على الامم المتحدة القيام به في العراق قال هوشيار زيباري ان الدول الاسلامية التي تعد للقمة التي تستغرق يومين أعربت عن عدم رغبتها في ارسال قوات. ولمح مشاركون آخرون على ان هناك تأييدا متزايدا لمساندة قرار يطالب باستبدال القوات الامريكية بقوات مفوضة من الامم المتحدة، حيث قال مندوب تركي: ستكون هناك رغبة من العالم الاسلامي في هذه المسألة، وان تركيا هي البلد الوحيد في منظمة المؤتمر الاسلامي المستعدة حاليا لارسال قوات لمساعدة القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق.
ولكن في مقابلة أجرتها صحيفة الشرق الاوسط مع زيباري لمح وزير الخارجية الى وجود حل وسط،وانه من الضروري مراعاة المخاوف العراقية ، وان تكون مهمة القوات التركية محصورة في مهمات حفظ السلام وليس التدخل في الشؤون الداخلية في العراق.. وان تكون خطوط التموين والامدادات تحت اشراف قوات التحالف والقوات المحلية او القوات الكردية في المنطقة.
وبدورها تسعى واشنطن لاستصدار قرار من مجلس الامن الدولي لمنح الامم المتحدة تفويضا أوسع نطاقا لمحاولة اقناع الدول غير المتحمسة بالمساعدة في تحقيق الاستقرار في العراق، كما تأمل ان تساعد باكستان في تخفيف العبء عن قواتها في العراق التي اشترطت تفويضا من الامم المتحدة لارسال قوات للعراق أو أن تكون جزءا من قوة متعددة من الدول الاسلامية او تلقيها طلبا عراقيا من شأنه التأكد من الترحيب بقواتها على الاراضي العراقية. وصرح وزير الخارجية الباكستاني خورشيد محمود قسوري ان مطالبة الولايات المتحدة بالانسحاب أمر غير واقعي بما ان هناك شكوكا في مدى قدرة الدول الاخرى على تحقيق الاستقرار في العراق بدون وجود قوات امريكية،
من جانبها اتخذت بنجلادش وهي من الدول الاخرى التي تريد منها واشنطن تقديم مساعدات نفس موقف باكستان وصرحت على لسان وزير خارجيتها مرشد خان نريد ان نخفف من معاناة بلد من خلال دعوة شعبه لنا.. وأعتقد اذا ما حدث هذا من خلال الامم المتحدة فستكون بنجلادش موجودة هناك ان شاء الله.