تنفق الدولة وكذلك المحسنون ملايين الريالات لانشاء وصيانة بيوت الله يبتغون بذلك المثوبة والغفران, فجزاهم الله كل خير. ولمساندة جهودهم الخيرة اقترح ان يعيدوا النظر في المخططات الخاصة بمساحة كل مسجد وطريقة تكييفه لكي يقللوا من تكلفة الانشاء والصيانة, بالنسبة لمساحة المصلى فاقترح عمل احصائية اولية عن عدد السكان المجاورين ومدى قرب المسجد الجديد من المساجد الاخرى. هذا بالاضافة الى توزيع استبيان لسكان الحي لكي يحددوا الفروض التي يكونون متواجدين فيها لان بعضهم يعمل في مناطق نائية ويأتي فقط يومي الخميس والجمعة والعكس بالنسبة للبعض صحيح. معرفة هذه المعلومات قد تصغر مساحة المصلى وتقلل من تكاليف الانشاء والتكييف. يلاحظ في تصميم بعض المساجد انها تحتوي على اسقف عالية وهدف ذلك قد يكون جماليا ولكن يبدو لي ان بعضها لم يراع تكلفة تكييف هذا المصلى الشاهق سقفه, الذي قد يعلو اكثر من ثمانية امتار نستنتج من ذلك ان مزاوجة ارتفاع سقف المصلى بتكلفة تكييفه يجب ان تدرس بعناية وهذا سوف يقلل ايضا من التكاليف. بعض الجوامع تقام فيها ايضا الصلوات الخمس المكتوبة حيث تستغل تقريبا 20% من مساحة المصلى للمصلين ولكن بسبب تصميم الجامع فان تكييف مساحة الـ 20% يعني ايضا تكييف الـ 80% من المساحة المتبقية لان الجامع لم يجزأ بفواصل ومكيفات خاصة لاداء الصلوات الخمس وعمل الفواصل المذكورة قد يخفض تكلفة تشغيل وصيانة المكيفات. وللحفاظ على برودة المصلى فان البعض يترك المكيفات تعمل بصفة مستمرة خاصة بين صلاتي الظهر والعصر وفي هذا هدر للطاقة. قد تستبدل طريقة تشغيل المكيفات بصفة مستمرة بعمل عوازل لجدران ونوافذ وابواب المساجد للمحافظة على البرودة وهذا سوف يقلل من تكلفة التكييف.
الحكمة ضالة المؤمن والاسلام نهى عن الاسراف حيث ان ما ذكر سبق يعني تقريبا ان بالامكان توفير ثلث تكلفة تركيب وتشغيل وصيانة اجهزة التكييف في المساجد اذا طبقنا ما ذكر. واخيرا اشكر الله للقائمين على انشاء وصيانة بيوت الله ان يجعل ذلك في موازين اعمالهم. عبدالله ابراهيم المقهوي