DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلـمــــة اليـــوم

كلـمــــة اليـــوم

كلـمــــة اليـــوم
أخبار متعلقة
 
يبدو واضحا للعيان ان الإدارة ذات الطابع الاحادي المنتهج من قبل الولايات المتحدة لاحتواء ظاهرة الإرهاب أضحت غير مجدية في ظل انخفاض التعاطف معها في مسلكها المنفرد الذي ترى انه يدخل ضمن دائرة حقوقها كدولة عظمى، ولكنها غفلت أو تغافلت عن سماع اصوات حلفائها ودعوتهم للاشتراك الفعلي معها لاحتواء هذه الظاهرة، فأوشكت ان تقترب من أخطاء عديدة بفعل النزعة الانفرادية التي اخذت تعالج بها ذلك الاحتواء بما جعلها عرضة للانتقاد من أقرب حلفائها، فالانفراد في حل أمر خطير يهدد العالم بأسره لايبدو بجزئياته أو تفاصيله منطقيا، والسياسة المفروضة على سائر الدول وفقا لنظرية (من لم يكن معي فهو ضدي) تنم في جوهرها عن مسلك فردي لسياسات جعلت بعض الدول تشعر بتوتر تجاه علاقاتها مع الولايات المتحدة، ولعل أكبر دليل لمحاولة تمرير تلك النظرية ما يدور من احتمال توجيه ضربة عسكرية ضد العراق، فمعظم دول العالم ترى ان الضربة ان حدثت فان انعكاساتها السلبية ستكون مؤثرة على استقرار المنطقة وأمنها، ورغم ذلك فان الولايات المتحدة طرحت ذات النظرية امام ردود الفعل التي واجهت سياستها التي لايمكن التسليم بصحتها وصوابها، ويبدو واضحا انها ارادت استغلال هجمات الحادي عشر من سبتمبر كمبرر لتمرير سياستها الخارجية الاحادية الجانب على دول العالم بأسرها، فإذا كان من المعلوم والمتفق عليه ان ظاهرة الإرهاب تشكل في حد ذاتها انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، وانتهاكا لحرية الإنسان وأمنه واستقراره وحقه في العيش بسلام وكرامة فان مباركة الولايات المتحدة خطوات إسرائيل بانتهاك الحقوق الفلسطينية بحجة مكافحة الإرهاب لاتبدو مسلكا منطقيا، والتعسف في الاجراءات المعلنة لتجفيف منابع الإرهاب بالوقوف ضد الأعمال الخيرية والإنسانية ومحاولة حجبها لايبدو مسلكا منطقيا ايضا، والخلط الواضح الفاضح بين ظاهرة الإرهاب وبين الحق المشروع لمقاومة الاحتلال لايبدو كذلك مسلكا منطقيا راجحا، والتذرع بحادث الحادي عشر من سبتمبر لتشويه صورة الإسلام، والنيل من الأمتين العربية والإسلامية لايبدو مسلكا منطقيا، وازاء هذه الاسباب مجتمعة فان من الصعوبة الحد من تراجع التعاطف الدولي الذي بدأ قويا في الأيام الأولى من تلك الحوادث الأليمة مع الولايات المتحدة في احتوائها لظاهرة الإرهاب، وازاء ذلك فلابد من وجود سياسة دولية جماعية لمحاربة تلك الظاهرة، ولابد من تحديد عقلاني ومنطقي وعلمي لمفهوم الإرهاب، ونزاهة اجرائية اثناء ممارسة وسائل المكافحة، والعزوف عن الانفرادية لاحتواء تلك الظاهرة، والعودة إلى دعوة المملكة الصادقة قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر حينما نادت بعقد مؤتمر عالمي لمكافحة الإرهاب، ويبدو ان العودة إلى هذه الدعوة ضرورية للغاية إذا ما أراد العالم الخلاص من هذه الآفة الخطيرة، والعودة إلى الحق في كل الحالات فضيلة.