ما انعكاسات الحرب ضد العراق وخصوصا ما يتعلق منها بأسواق النفط؟ ،سؤال مطروح بشكل دائم، تتداوله الصالونات السياسية وكواليس الاقتصاديين، وأقلام المحللين وتعليقات المراقبين، وبدا واضحا العديد من الطروحات والتحليلات. فاعتماداً على مجريات الامور يبدو ان الاثر سيكون اكثر سوءا وان الحرب ستؤدي الى زيادة حادة في اسعار النفط، حيث توقع الخبراء ان يرتفع سعر برميل الخام من النفط الى 60 دولاراً.
يقول فيليب فيرليجر جونيور خبير شئون النفط وزميل مجلس العلاقات الخارجية الامريكي: بعد الهجوم المقترح على العراق قد يؤدي ذلك الى التسبب في عدم انتظام صادرات النفط العالمية لفترة طويلة، الامر الذي قد تكون اثاره جسيمة.
ويشير الخبير الامريكي في شئون النفط انه في حالة توجيه ضربة للعراق في اواخر الشتاء القادم وخلال الربيع حيث جرت العادة ان تنخفض حركة الطلب على النفط فهذا قد يدفع دول اوبك لزيادة انتاجها لتعويض نفط العراق، وهذا ايضاً قد يحدث في الوقت الذي تقوم فيه الدول الاخرى غير المشاركة في اوبك "روسيا والمكسيك والنرويج وسلطنة عمان وانجولا" بتعزيز انتاجها كما انها ستواصل ذلك.
ويعلق أيضاً أشرف كشك الباحث السياسي ومدير المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية ان اهمية النفط العراقي تعود الى انه يصدر 2.2 مليون برميل يومياً وذلك في اطار اتفاق النفط مقابل الغذاء المبرم مع الامم المتحدة في عام 1996 وهناك مخاوف امريكية من جراء ضرب العراق باعتبارها مغامرة غير محمودة العواقب ويدل على ذلك زيارة وزير الطاقة الامريكي لنظيره الروسي وتلك التي تمخضت عن تشكيل احتياطي استراتيجي من النفط مع روسيا، وهناك مؤشرات تطمئن الادارة الامريكية منها ان رئيس فريق ادارة الطوارئ بوكالة الطاقة الدولية صرح بقوله ان الدول المستوردة للنفط مستعدة لمواجهة أي اضطرابات في الامدادات النفطية تماثل في حدتها الصدمات النفطية التي حدثت في حقبة السبعينات. وانه يوجد سيناريوهان للمستقبل احدهما وفق ارتفاع النفط الى 60 دولاراً او انخفاضه الى 6 دولارات.
ففي الحالة الاولى اذا نجحت امريكا في حملتها فقد يحدث تطور في العراق من خلال حقول البترول حيث يمكنه ضخ 5 ملايين برميل يومياً وفي هذه الحالة ستضمن امريكا انخفاض اسعار البترول الى 6 دولارات والحالة الثانية اذا لم تنجح امريكا في مسعاها ستحدث مشكلة كبرى (كحالتها مع افغانستان) حيث سيفقد السوق الدولي مصدراً كبيراً كالعراق ومن ثم سيرتفع سعر البرميل.
وأشار كشك الى ان معايير الانخفاض والارتفاع بالنسبة لسعر البرميل تتوقف على طول او قصر المدة الزمنية لتعطيل الامدادات من البترول وكذلك الى مدى توافر امدادات اضافية من دول اخرى مستعدة للضخ وفي هذه الحالة ستتحكم السياسة في الاقتصاد.