أخبار متعلقة
انسابت الدموع من عيني مورجان أولسن نتيجة الدخان الكثيف والشعور بالخسارة وهي تضع أطفالها في السيارة وتذهب بعيدا عن الطريق الجبلي العاصف بالرياح وهي غير متأكدة إذا كانت الاسرة سترى منزلها مرة أخرى في منتجع بيج بير.
فالتحول في الرياح أرسل حائطا من اللهب مصوبا نحو سفوح جبال سان بيرناردينو متحديا الجهود اليائسة التي يقوم بها آلاف من رجال مكافحة الحرائق.
وقالت مما تعيه ذاكرتنا اننا نعلم أن شيئا مثل هذا يمكن أن يحدث. وأضافت والآن قد حدث وليس لدينا شيء نستطيع أن نفعله. إنها الطبيعة. وليس هذا غريبا على الطبيعة.وأنا أفترض أن هذا ما تحصل عليه من أجل العيش في الغابات. وقد ركزت الحرائق، التي أجبرت خلال اليومين الماضيين فقط ما يصل إلى 100 ألف شخص على الهروب من مساكنهم الجبلية الفخمة إلى الامان إلى الغابة الاسمنتية، الانتباه إلى شيء لم يعرف من قبل يروق لمسئولي مكافحة الحرائق أن يسموه التداخل بين الحياة البرية والحياة الحضرية. ففي الوقت الذي يهجر فيه المزيد من الناس المدن المزدحمة من أجل حياة ريفية في بيوت خشبية في الجبال في الغرب الامريكي أصبح تهديد حرائق الغابات للممتلكات والسكان كبيرا.
ويستطيع المثقفون اليوم العيش في المناطق النائية ويتكسبون رزقهم باستخدام الانترنت وتكنولوجيا الاتصالات القوية الاخرى. ويعتقد العديد أنهم وجدوا المعادلة الصحيحة في المزج بين البيئة البسيطة والجوار النسبي للمراكز الحضرية مثل لوس أنجليس وسان دييجو.
إلا أن المشاهد التي بدت للكثير من سكان جنوب كاليفورنيا عندما اكتسحت العواصف الدافعة للحرائق طوال الاسبوع الماضي أوضحت مدى خطورة الموقف. فالمروحيات التي ترش المدن مثل رانشو كوكامونجا وسكريبس رانش تعيد للذاكرة مشاهد هيروشيما ونجازاكي بعد تسويتهما بالارض بواسطة عواصف الحريق الذرية.. وقد وصفتها إحدى محطات الانباء المحلية بأنها العاصفة النارية الحقيقية. الرماد يكسو البيوت والشوارع. وانصهرت السيارات بفعل الحرارة والاشجار ترقد ملفوفة حول بعضها يغلفها السواد وحمامات السباحة التي كانت مملوءة بالمياه الزرقاء أصبحت تغطيها طبقات من الرماد. والعجيب أن هناك العديد من المنازل مازالت يحيط بها العشب الاخضر الذي كان يروى بغزارة على مر السنين من الماء النادر الذي ينقل له من التلال الجافة. وقد بني العديد من أكثر من ألفي منزل دمرتها الحرائق دون اهتمام كبير بأخطار الحريق. فمثل معظم المنازل المبنية في الغرب المليء الغابات قد شيد من بناء إطاره خشبي بحوائط وأسقف وجدران مصنوعة من مواد قابلة للاشتعال. وبدلا من استخدام بلاط مقاوم للحريق على الاسقف تتم تغطية معظم البيوت بما يعرف بالالواح الخشبية المتداخلة التي يجعلها غطاؤها القطراني مقاومة للماء ولكنها أكثر عرضة للحريق. وفي الغالب لا يقوم السكان بإزالة الاشجار والنباتات من حول منازلهم تاركين أنفسهم بلا حائط صد للحريق عندما تشتعل النيران في الغابات.
ومارس السكان لسنوات ضغوطا قوية ضد مسئولي الغابات الذين يقومون بأعمال تنظيف الغابات من الشجيرات الصغيرة والميتة التي يمكن أن تحول حرائق الغابات البسيطة إلى حرائق مستعرة لا يمكن إيقافها بدون ظروف جوية مساعدة.
ومما زاد الموقف سوءا في كاليفورنيا عملية نزع لحاء الاشجار مؤخرا مما جعل الغابات بها أكوام شاسعة من أشجار الصنوبر الميتة التي تمثل الآن مصدرا لا حد له من الوقود للحرائق.
ولكن خطر العيش في مناطق قابلة للاشتعال لا يعني أن البناء الجديد سيكون أكثر أمانا، ومعظم السكان الذين دمرت منازلهم من المتوقع أن يطلبوا قروضا من الحكومة لاعادة البناء وفي ذاكرتهم وسائل مقاومة الحريق.
وكتبت صحيفة لوس أنجليس تايمز إن الجدل اليوم ليس إذا كان الناس يجب أن يعيشوا في المنطقة المعرضة للحرائق المعروفة بالتداخل بين الحياة البرية والحضرية. ولكن ما يمكن عمله من أجل تقليل الخطر.
اطفائي يلتقط انفاسه قليلا
وآخر يوجه الماء نحو الحريق