بدأت امس في ضاحية (مشاكوس) القريبة من العاصمة الكينية نيروبي مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية بصورة مباشرة وذلك بعد أن ظل الطرفان يدرسان طوال الاسبوع الماضي الاوراق التي قدمها الخبراء الدوليون في القضايا محل التفاوض والمتعلقة بقسمة السلطة والثروة. وقال المستشار الرئاسي السوداني لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين للصحافيين أن المفاوضات غير المباشرة التي جرت في غضون الاسبوع الماضى بين الطرفين قد وصلت الى تفاهم في كثير من النقاط بفضل أوراق الخبراء التي تمت مناقشتها بين الطرفين وكل علي حدة تضمنت قسمة الثروة علي المستوى القومي والولائي وقسمة السلطة بجانب شكل الحكم. وكانت مجموعة استشارية خاصة تضم أكاديميين ومفكرين وبعض الشخصيات الحزبية استدعتهم الحكومة للانضمام الى وفد التفاوض مع الحركة بنيروبي قد توجهت الى هناك للحاق بالجلسة التي بدأت امس.
وابلغ بروفسير حسن مكي المتخصص في العلوم السياسية والقرن الأفريقي بجامعة أفريقيا العالمية وعضو الوفد وكالة الأنباء الكويتية (كونا) قبيل مغادرته الى نيروبي ان طبيعة وفدهم استشارية ولاتحمل تفويضا حكوميا ولا تتحدث باسم الحكومة ولكنها تقدم رؤاها للوفد الرسمي للمفاوضات في بعض المسائل التي يحتاج فيها الى شورى بهدف اتخاذ رأي قاطع. واوضح مكي ان تكوين الوفد جاء متوازنا وان الشعور السائد وسط اعضائها هو انهم في مهمة مقدسة خاصة ان كل السودانيين يريدون السلام العادل القائم على الحق.
وذكر الدكتور حسين سليمان ابو عضو الوفد لـ (كونا) ان السلام يمثل أولوية بالنسبة لحزبه حزب (مؤتمر وادي النيل) واكد اهتمام جميع السودانيين بتحقيق السلام.
وكانت الحكومة السودانية قد ارسلت يوم السبت وفدا استشاريا انضم الى الوفد الحكومي من اجل جولة ثانية من مفاوضات السلام مع المتمردين الجنوبيين.
واوضحت وكالة الانباء السودانية (سونا )ان الوفد الاستشاري هو برئاسة وزير الدولة لشؤون السلام ضيو ماتوك (جنوبي) ووزير الدولة للشؤون الخارجية نجيب الخير عبد الوهاب( حليف قرنق السابق وانضم الى الحكومة الاسبوع الماضي) ويضم 15 عضوا بينهم نائب رئيس الوزراء السابق الفريق المتقاعد عبد الماجد حامد خليل ووزير الخارجية السابق الدكتور حسين سليمان ابو صالح. ويضم الوفد ايضا، بحسب الوكالة، رئيسي تحرير صحيفتين مستقلتين هما "الايام" و"الخرطوم" محجوب محمد صالح وباقر احمد عبد الله، ومحللين سياسيين ومندوبات عن الحركات النسائية.
وذكرت الوكالة السودانية ان معارضين بينهم الناطقة بلسان حزب "الامة" المعارض سارة نقدالله والمسؤول عن الحزب الشيوعي فاروق كدودة اعتذروا عن المشاركة في الوفد الحكومي. وبدأت الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير السودان في 12 آب/اغسطس في ماشاكوس في كينيا مفاوضات بشأن التوصل الى وقف لاطلاق النار واقتسام الثروات والسلطة وبشأن حقوق الانسان، وذلك بعد التوقيع في 20 تموز/يوليو على مذكرة تفاهم في المدينة نفسها.