أخبار متعلقة
حينما يكون اللقاء مع رجل في حجم الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء مملكة البحرين فإن الحديث معه يكون مهمة صعبة.. وأيضا ذا أبعاد تاريخية مؤثرة لمايحمله سموه من تجارب عديدة ونظرة ثاقبة لكثير من الأمور ليس على الساحة الخليجية فحسب بل في جميع أنحاء العالم.. وعندما فتح سموه قلبه لجريدة "اليوم" لاجراء هذا الحوار الموسع معه.. أبلغ (اليوم) ان الاعلام له تأثيره فصناعة الاعلام ـ على حد تعبيره ـ أصبحت مهمة في هذا العالم.. وقال سموه: انني عندما أقابل اعلاميا سعوديا بالتحديد أوخليجيا فإنني أسعد بذلك لأن همنا واحد كأبناء لهذه المنطقة.. ويضيف سموه مستعرضا الكثير من القضايا التي تهم أبناء المنطقة قائلا: ظروف المنطقة حرجة وعلينا جميعا كأبناء لهذه المنطقة أن نكون حذرين وأن نلتف حول قيادتنا.. ونرفض ذلك الغلووالتطرف والتشدد ونتعامل مع العالم بأدوات جديدة تنسجم مع احتياجاته في ظل قيمنا وعاداتنا التي يجب أن نتمسك بها.. ويضيف سموه: ان العلاقات السعودية والبحرينية عميقة جدا وان العلاقات الأسرية بين أسرتي آل سعود وآل خليفة عميقة وذات جذور.
واثنى سمو الشيخ أثناء حديثه لـ(اليوم) الذي امتد لمدة ساعة على الاعلام السعودي وكوادره (السعودية).. كما لمح سموه الى استيائه من بعض أجهزة الاعلام الخليجية التي تسعى للأسف الى مساندة الحملات الاعلامية الشرسة سواء ضد المملكة العربية السعودية أو دول الخليج.. كما قلت الحديث مع سمو الشيخ خليفة يطول ويطول فالرجل ملم بكل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولولا معرفتنا بمشاغل سموه لكانت حصيلة (اليوم) أكثر فأكثر. ولعل الفرصة القادمة تتيح لي اللقاء مع سموه ليكون القارىء أقرب الى تلمس ذلك الارث التاريخي العميق الذي يحمله في قلبه وعقله الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.. واليكم الحوار.. سمو الشيخ في البدء نود الوقوف على تثمين سموكم للعلاقات السعودية البحرينية؟
ـ العلاقات البحرينية السعودية والحمد لله علاقات أخوية وطيدة تضرب بجذور عميقة في تاريخ البلدين الشقيقين العريقين, وهي علاقات متميزة فيما تشهده على الدوام من تواصل ومحبة وإخاء وتعاون وثيق بين البلدين على كافة الصعد وبما يشهد على رسوخ مرتكزات مسيرة الخير للعلاقات الوطيدة بفضل رعاية وتوجيه القيادتين الحكيمتين في البلدين. وهذه المشاعر بالتأكيد هي هاجس كل مواطن في البلدين .
ـ إننا في البحرين نعتز كثيرا بعلاقاتنا الأخوية مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في ظل قيادة أبناء آل سعود الكرام, ونشعر بمزيد من الفخر والاعتزاز للدور الكبير الذي تضطلع به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وبدعم ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله ابن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في سبيل تعزيز وترسيخ التعاون والتضامن الخليجي في كافة المجالات فضلا عن سعيها الحثيث لخدمة قضايا أمتيها العربية والاسلامية والوصول بها الى موقف يصون حقوقها ويحقق آمالها, ولقد تجلت وشائج الأخوة وصلات القربى والمودة التي تربط بين بلدينا في مشاعر الحزن والأسى والإدانة الشاملة التي أبداها المجتمع البحريني بأسره للحادث الإرهابي الغاشم الذي وقع مؤخرا على أحد المجمعات السكنية بالرياض في فعلة اجرامية تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وكافة الشرائع السماوية والقيم الأخلاقية والانسانية, ولقد أكدت مملكة البحرين بأسرها ملكا وحكومة وشعبا وقوفها الى جانب شقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية ومساندتها كافة الاجراءات التي تتخذها لضمان أمنها واستقرارها والحفاظ على مكتسباتها الحضارية الكبيرة.
الزيارات الرسمية جولات سموكم الأخيرة ماذا اعطت للبحرين وهل هناك نتائج ينتظرها المواطن الخليجي بصفة عامة والبحريني بصفة خاصة؟
- دائما ما تستهدف زياراتي الرسمية سواء للدول الشقيقة أو الصديقة توطيد وترسيخ اواصر التعاون التي تربط بين مملكة البحرين ومنطقتنا الخليجية بصورة عامة على الصعيد الدولي واسهاماتها الايجابية العديدة في مختلف المحافل.
كذلك فإننا نستفيد ولا شك من الاطلاع على التجارب الناجحة لمثل هذه الدول في مختلف المجالات سواء الاقتصادية منها او السياحية او التجارية أو الثقافية ونأخذ عنها ومنها ما يمكن ان ينفعنا في بلداننا العربية وفق خصوصياتنا وبما يحقق الخير لشعوبنا, وقد حققت زيارات سابقة لي نتائج طيبة للغاية والمؤشرات مبشرة في امكانية ان تحقق هذه الجولة التي قمت بها مؤخرا مزيدا من النتائج الايجابية باذن الله تعالى.
لقائي مع الأمير عبد الله سمو الشيخ في ماليزيا كان لكم لقاء منفرد مع سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وتحدثتم عن عدة مجالات؟
- هذا صحيح.. وكما تعلم كنا جميعا في مؤتمر القمة الاسلامي وكان جزء من حوارنا حول القمة وبعض القضايا الاسلامية الى جانب العلاقات الثنائية المتميزة بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين في ظل القيادتين الرشيدتين.. ولعلي اذكر هنا اننا تحدثنا أيضا عن ماليزيا كبلد حقق انجازات كبيرة الى جانب ضرورة تفاعل دول المنطقة مع دول آسيا.
انفجار الرياض تابع سموكم انفجار الرياض الاخير وكذلك ظاهرة الارهاب؟
- بالتأكيد وقد تألمنا كثيرا لما حدث في الرياض مؤخرا.. واحب ان اوضح هنا انني لا اعتقد أن الإرهاب وما حدث في السعودية يمكن أن يكون من داخل السعودية .. أنا معرفتي بالشعب السعودي تجعلني اعتقد أن كل ذلك ليس من الشعب السعودي .. هذه الأعمال لا يرضى بها أحد فكيف يرضى بها الشعب السعودي .. نحن تأثرنا لما حدث في السعودية ومصيرنا واحد ومرتبط مع السعودية .. وأملى بعد الله كبير في أن الإخوان في السعودية قادرون على معرفة من وراء الحادث فالشعب السعودي لا يريد الاضرار بوطنه وتاريخ هذا الشعب معروف بالولاء والوفاء لقيادته. هل هناك خوف من هذه الظاهرة خليجيا؟
- والله الواحد عليه أن يخاف من كل شيء إذا هدد أمنه واستقراره وعليه ان يحمي نفسه من أي أعمال تسيء إلى أمنه واستقراره.. وما دمنا نتحدث عن هذه الظاهرة فأنا أعتقد أنه لا يمكن لأي أحد منا أن يسيء إلى أحد وأي محاولة من أي إنسان أو جماعة أو دولة .. يجب أن نتصدى لها كلنا ونوقفها وأنا أعتقد ان بإمكاننا عمل الكثير والتعاون الذي نراه في التصدي لمن يريد أن يسيء لنا في هذه البلدان ليس بالشكل المطلوب وكان بودي أن يكون التعاون الأمني أكثر وأكبر على مستوى منطقة الخليج حتى لا يمكن لأي أعمال أن تسيء لأية دولة شقيقة في المنطقة ونحن قادرون على أن نتصدى لهذا النوع من الإساءة. سمو الأمير هل يمكن أن يمتد هذا الطرح لمؤتمر قمة الخليج القادمة في الكويت؟
- أرجو أن يمتد هذا الطرح لكن أتمنى أن يكون هذا الطرح قبل المؤتمر وأن لا ننتظر المؤتمر حتى نتصدى للأمور الأمنية واليوم نحن في بلدان واعية وشعوب واعية ومخلصة تعمل ليل نهار لخدمة مجتمعاتها ولا يجب أن نتردد في هذا الأمر ويجب علينا حفظ النظام والقانون والاستقرار والأمن ولا نحتاج إلى شيء بعد الله إلا التعاون بين بلداننا وشعوبنا.
خطاب بوش سمو الشيخ الرئيس الامريكي بوش الابن المح في خطابه الاخير الى نجاح الديمقراطية في البحرين.. ما تعليق سموكم؟
- نحن لنا علاقات جيدة مع امريكا وتعاوننا كبير ونعلم ان الانفتاح في حدود قيمنا وقناعاتنا واستقلاليتنا يحفظ لنا مسيرتنا واستقرارنا واذا امتدح بوش البحرين فان ذلك جاء ضمن دول اخرى اشار اليها في خطابه.. ونحن نقدر ذلك.. وأنا لا اريد ان ادخل في خطابات سياسية ولكن اود ان اقول نحن في الخليج يهمنا الاستقرار والأمن وخدمة مجتمعنا وهذا لن يتم إلا على ايدي شعوب المنطقة وانظمتها.. واود ان اقول هنا وبصدق ان المملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة تمثل الثقل الأكبر وهي البلد الام ونحن معها في السراء والضراء ولا اقول هذا الكلام لانك في مركز صحفي سعودي معروف فالمملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز ومن بعده ابناؤه البررة عملت الشيء الكثير لدول منطقة الخليج والدول العربية ودول العالم وليس من منظور المنة, بل تعتبر ذلك واجبا استراتيجيا يفرضه الدين والعلاقات الأخوية عليها. كيف يثمن ذلك سموكم؟
- بالتأكيد يعجز اللسان على سرد كل مواقف القيادة السعودية الايجابية وبالذات على دول الخليج فالسعودية استطاعت ان تساعد في أمن الجميع سواء اقتصاديا أو سياسيا وما قامت به المملكة من اعمال لمساندة العالم سواء كان العالم الغربي او العربي او الخليجي أدوار تشكر عليها. سمو الشيخ ألا ترى ان هناك هجمة شرسة ومغرضة ضد المملكة؟
- هذا صحيح وللأسف.. والمؤلم ان مثل هذه السموم تأتي من بعض الاعلام العربي ودعني اقول الخليجي.. اما الاعلام الاجنبي فنحن نعرف من وراءه ومـــا أهدافه.
المواطن الخليجي سمو الشيخ ماذا يجب على المواطن الخليجي تجاه ذلك؟
- يجب ان نقف ضد هذه الحملات التي هي ضدنا ونحن بإمكاننا العمل على ذلك بالإمكانيات المتوافرة لنا ونسخرها لخدمة أمننا واستقرارنا ولا يمكن لأي أحـد منا أن يـدرك ذلك إلا بالوحدة جربنا هذه التجارب كثيراً وتعبنا لكن إذا أصر الواحد على النجاح فسيكون النجاح حليفه بالصبر على مجابهة من يواجهه وليس لهذه الهجمات أي أساس ترتكز عليه لكن إذا تركت فإنها تحرق الأول والثاني فكيف نتركها نحن ولدينا ركائز وأسس قوية ومتينة من الأمن والاستقرار ؟ لا يمكن أن نهملها بكلام إعلامي موجه ضدنا وما تفعله المحطات الفضائية أحيانا نحن لا نؤيده بل ندين هذه الإذاعات التي تحاول الإساءة لنا والإعلام بدون شك يجب أن يوجه لمصلحة البلد ومصلحة جيرانها والتعاون لما فيه الخير والأمن والاستقرار للجميع.
قمة الكويت مؤتمر القمة الخليجي القادم في الكويت.. ما توقعات سموكم له في ظل الظروف الحالية؟
- توقعاتي كلها خير ولذلك اؤكد على أن أي تجمع خليجي لا بد وأن ينتج عنه كل خير للشعوب الخليجيـة وكان يجـب أن تسبق القمـة اجتماعات ثنائية أو جماعية خلال السنة مرتين أو ثلاثا فنحن نسافر ونزور البلدان وتوجد زيارات بين القادة لكنها زيارات تتعلق بهذا البلد أو ذاك ونحن وحدتنا واحدة ولا يمكن أن نجزىء أنفسنا ونقول ( ما يهم غيري لا يهمني) كل ما يهم غيري يجب أن يهمني أيضا حتى نكون دائما قريبين من بعض في الرأي وفي الكلام ونحن كفانا تجارب وعلينا أن نطبق ما يفيدنا ويفيد أمننا.
هذه البلدان حباها الله بالخير الكثير فيجب أن نعرف كيف نستغله في مصلحة بلداننا.
الشأن الفلسطيني سمو الشيخ.. وماذا يمكن ان تقول عن الشأن الفلسطيني بعد تشكيل الحكومة الجديدة؟
- مع تقديري لسؤالك.. احب ان اقول ان الوضع الفلسطيني تحدث عنه الكثير.. وارجو الله ان نسخر قدراتنا لدرء الأخطار التي تهددنا.. واذا لم يتخذ القرار في أي موضوع بقوة وبعد نظر فسوف يستمر الحال. ولقد ضيع العالم بأسره فرصة تاريخية في عدم التشبث بمبادرة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والتي اطلقها في القمة العربية في بيروت.
الجامعة العربية سمو الشيخ.. الجامعة العربية.. وعمرو موسى.. وحديث كثير حول ذلك في الاعلام. فما تعليق سموكم؟
- اود ان اقول هنا ان السيد عمرو موسى رجل خبير ويعمل جاهدا في حقوق الجميع والصراع العربي ليس هم عمرو موسى فقط بل همنا جميعا ونحن نريد ان نكون مهمومين بهذا الصراع حتى نتجاوزه.. وعلى كل حال العالم العربي موجوع وعلينا جميعا تدارك الأمر.
العاصمة الأقتصادية هناك مؤشرات على ان مملكة البحرين سوف تتحول الى عاصمة اقتصادية ما مدى صحة هذه الرؤية؟
- انها مؤشرات تعكس بالفعل جهودنا المتواصلة لتعزيز الاقتصاد البحريني في اطار جهد تنموي شامل في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة. ومهما كانت الانجازات التي أمكن بالفعل تحقيقها كبيرة, ومشرفة حسب ما شهدت به المؤسسات والمنظمات الدولية المختصة فان طموحاتنا أكبر بكثير ورؤيتنا للمستقبل يملأها التفاؤل في تحقيق نهضة تنموية قادرة على التعامل مع كافة تحديات ومتغيرات الحياة, والواقع ان هذه الطموحات الكبيرة انما ترتكز في الأساس على عزيمة وكفاءة ووعي الانسان البحريني الذي هو هدف كل جهد تنموي كما انه في الوقت نفسه هو الأساس الذي يقوم على أكتافه كل انجاز وتقدم, فالانسان البحريني هو اثمن عناصر التنمية واغلاها ودائما ما اقول انه ثروة البلاد الحقيقية وبه تمكنت البحرين من احراز مراكز متقدمة ومتميزة في مجال التنمية الاقتصادية والبشرية.
رجل الأعمال الخليجي يتحدث رجل الاعمال الخليجي عن ان هناك تسهيلات تقدمها الحكومة البحرينية.. كيف؟
- اننا في البحرين نواصل العمل لتوفير كافة التسهيلات لرجال الأعمال من مختلف الدول وبخاصة من دول الخليج الشقيقة, والفرص الاستثمارية المتاحة في البحرين متميزة للغاية على صعيد القطاعين العام والخاص وذلك في ظل مناخ اجتماعي وأمني جاذب وكذلك في اطار استكمال البنية الأساسية واستقرار وثبات وتكامل النظم والتشريعات, بما يعكس حرص حكومة البلاد على تشجيع الاستثمار وانتهاج سياسات اقتصادية مستقرة تكفل الحماية والأمان لكافة المشروعات الاستثمارية والاقتصادية.
الطموحات الخليجية ثمة تكتلات عالمية عديدة جاءت بعد انشاء مجلس التعاون الخليجي بسنوات, وحققت الكثير من الانجازات الأخوية المشهودة بين دولها بينما التجربة الخليجية تسير ببطء شديد.. كيف تعللون سموكم هذه الظاهرة؟
- الواقع ان طموحاتنا الكبيرة في المنطقة, قادة وشعوبا, في الوصول سريعا بمجلس التعاون لدول الخليج العربية الى مرحلة الاندماج الكامل في كيان واحد يعبر عما يربط ويجمع بين دول وشعوب المنطقة من روابط أخوية وقربى وعلاقات قوية متينة هي التي تجعلنا نرى ان تجربة مجلس التعاون تسير ببطء ولكن الحقيقة ان تجربة مجلس التعاون تجربة ايجابية تسير بثبات وقد أثبتت نجاحا طيبا ليس من العدل اغفاله.. وهو نجاح أمكن تحقيقه رغم تحديات وظروف صعبة عديدة مرت بها.
انجازات خليجية يقال ان مجلس التعاون لم يحقق منذ إنشائه حتى الآن انجازات ظاهرة وملموسة.. ما صحة هذه المقولة؟
- لقد استطاع المجلس تحقيق انجازات طيبة عديدة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية, وهي انجازات واضحة للجميع وتدعو للفخر والاعتزاز, كما أنها تشجعنا على الأمل والطموح في مزيد من الإنجاز. لقد تبلورت الاستراتيجية الموحدة التي تربط بين دول المجلس وفق تنظيمات وتشريعات ومسئوليات محددة بما يؤكد اخلاص واستنارة الرؤى الخليجية لمفهوم التعاون والتضامن, كذلك, فإن التجارب والتحديات التي مرت بالمجلس زادته قوة وصلابة وتماسكا, وقدرة على معالجة المشكلات التي يمكن ان تنشأ بقدر كبير من الحكمة, وتأكيدا على ذلك اننا بالمقارنة نرى ان منظومات مماثلة اقليمية ودولية قامت واندثرت او تجمدت سريعا ولم تستطع مواصلة مسيرتها.
ظاهرة الإرهاب تفسير بعض الدول الأجنبية لظاهرة الإرهاب في الدول العربية الى غياب الديمقراطية في مناهج حكمها.. ما تعليقكم لهذا التفسير؟ وهل كانت الدول الغربية ودول الديمقراطية العريقة بمنأى عن حوادث الإرهاب؟
- الكل يعلم ان الإرهاب ظاهرة مرضية بشعة لا وطن لها ولا هوية ولا مبررات أيا كانت سواء دينية او ثقافية او أخلاقية, انه ظاهرة اجرامية تتعاون دول العالم كله من أجل محاربتها واجتثاثها من جذورها.
خارطة الطريق سمو الشيخ هل ترون ان خارطة الطريق الأوروبية الرباعية كفيلة بتحقيق السلام وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؟
- نحن نأمل التوصل الى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يعيد للشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة, ويسهم في اقرار الأمن والاستقرار في المنطقة غير ان الحكومة الاسرائيلية مازالت تواصل تعسفها.
والتدهور الأمني الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية المحتلة حاليا انما هو نتيجة اصرار الحكومة الاسرائيلية على سياسة الاغتيالات والتصفيات الجسدية للكوادر الفلسطينية وعدم تنفيذ التزاماتها في خارطة الطريق الى جانب استمرارها في بناء ما تسميه بالجدار الأمني العازل وما ينتج عن ذلك من مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية وتشديد قبضة الخناق على الشعب الفلسطيني مما يزيد من القلق على الفرص المتاحة لتحقيق السلام العادل سواء من خلال خارطة الطريق او غيرها.
التطرف والغلو التطرف والغلو والتشدد مناخات سلبية.. كيف ترون سموكم معالجة تلك السلبيات داخل المجتمعات الخليجية والعربية؟
- نعم بالتأكيد.. التطرف والغلو والتشدد ظواهر تقود الى ايجاد مناخات سلبية.. اضف الى ذلك ان هناك هجمة شرسة خارجية تستغل هذه المناخات وتعمل على الصاق تهم الإرهاب والتخلف والعنف بالإسلام والمسلمين
وهذا الأمر يتطلب منا ان نعمل على تضافر الجهود ليس على الصعيد العربي فحسب وإنما على نطاق واسع وأرحب يشمل العالم الاسلامي كافة, من أجل تأكيد حقائق الاسلام ونقاء جوهره الحضاري الذي يدعو دائما للحوار والتسامح والتفاهم ونبذ العنف والتطرف ويدعو الى التعايش السلمي بين جميع البشر.
وانني لسعيد للغاية بالخطط والبرامج التي يعلن عنها في دولنا العربية والاسلامية بهدف مخاطبة العصر بلغته ومنطقه حتى يتم التفاعل مع مشكلاته بأدوات وهياكل قوية تحقق له قوة التأثير في القرن الحادي والعشرين.
نحن والعراق سمو الشيخ ما الذي يمكن فعله لاحتواء الأزمة العراقية؟
- العراق وشعبه الشقيق يمر الآن بمرحلة بالغة الصعوبة في تاريخه المعاصر نتيجة لاستمرار حالة الفراغ السياسي والأمني, ولذلك فاننا نأمل ان تنجح قوات التحالف في اعادة الأمن والنظام في جميع انحاء العراق في اقرب وقت وان يبدأ بعد ذلك على الفور تنفيذ اجراءات عودة السيادة العراقية ونقل السلطة للشعب العراقي وبما يسهم في أن تحفظ العراق وحدته وسلامته الإقليمية وثرواته الطبيعية.