أيام فقط قبيل القمة المغاربية المتوقع انعقادها في الجزائر نهاية الشهر القادم ويستبق كولن باول رئيس الدبلوماسية الأمريكية القمة بجولة تقوده في الثالث من نفس الشهر إلى كل من المغرب والجزائر وتونس.
وحسب مصادر دبلوماسية مطلعة في العاصمة المغربية الرباط فإن باول سيتباحث مع نظرائه من وزراء الخارجية المغاربة وزعماء الدول الثلاث في العديد من المواضيع، فبالإضافة إلى توثيق العلاقات الثنائية بين البلدان الثلاثة والولايات المتحدة، خاصة الشراكة الاقتصادية بين الجانبين ضمن ما يصطلح عليه بـ"مشروع إيزنشتات" الذي تسعى من خلاله واشنطن إلى مواجهة الشركة الأوروبية المغاربية.
بالإضافة إلى ذلك فإن جولة كولن باول على المنطقة تهدف إلى الدفع ببلدان الاتحاد المغاربي خاصة المغرب والجزائر إلى تطبيع العلاقات السياسية عبر وضع حد للنزاع الطويل في الصحراء والذي حال وعلى امتداد العقود الماضية دون تسريع الوحدة المغاربية التي هي إن تحققت فإنها ستفتح هذا السوق الذي يقدر عدد سكانه بحوالي 90 مليون نسمة أمام المنتجات الأمريكية، بالإضافة إلى أن ذلك من شأنه توحيد الجهود الأمنية بين البلدان الثلاثة في مواجهة الإرهاب الذي يعاني منه الجانبان الأمريكي والمغاربي على حد سواء.
وإن كانت زيارات كولن باول ومن سبقه من وزراء خارجية الولايات المتحدة للمغرب وتونس تدخل في نطاق المعتادة باعتبار أن البلدين كانا من البلدان الموالية للغرب خلال الحرب الباردة، فإن زيارته للجزائر تعتبر استثنائية، حيث أن آخر زيارة لوزير خارجية أمريكي إلى الجزائر ترجع إلى نهاية تسعينات القرن الماضي عندما كانت الديموقراطية مادلين أولبرايت ضمن الشخصيات التي شهدت حفل التوقيع على وقف إطلاق النار بين إريتريا وإثيويبا الذي أنهى الحرب الدائرة في القرن الأفريقي.
تجدر الإشارة إلى أن جولة كولن باول في العواصم الثلاث تأتي قبل يومين فقط من قمة 5+5 غرب المتوسطية "المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا عن الضفة الجنوبية والبرتغال وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا عن الضفة الشمالية"، والتي ستشهد لقاء مغربيا جزائريا يجمع الملك محمد السادس بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة.