هل جاء العيد؟ سؤال اسأله لنفسي دائما عندما يلامس العيد قلوبنا ولا يحرك منها سوى فرح (الطفولة) ويستثني منها هذا العمر الممتد في اعماقنا كالوميض الحالم.. نعم ايتها الطفولة المتوقدة بمصابيح البراءة والطهر والنقاء لمن يرقص الفرح لو لم تمنحيه ابتسامة المرور وتأشيرة القبول وسرمدية الحبور؟
تتقافز اهازيج المواويل كلما منحتيه صدى رنين خطاك الوئيدة.. تلك الخطى المتميزة دائما بخفتها وحنينها الى الحياة بنفس شغوفة تتقاطر منها نسمات الشوق الى تعمير النفوس التي اصابها الهم والنصب من ضوضاء العمر اولوياتنا دائما في طفولتنا المختبئة في الصدور ولكننا دائما في ترحال عنها بمحض ارادتنا نجري وراء سراب من صحراء الى صحراء ومن قفر الى قفر وقد نجد الماء الزلال بعد تعب في واحة الحياة ولكننا لا نرتوي من معين مائها عمدا وقصدا وكأننا نشير الى النفس ان تستمر في البحث عن ماء خرافي لا تمسه سوى ايدينا ولا تستشفه سوى عيوننا ولا تتذوقه سوى شفاهنا هل هو الطمع ايتها النفس المتسلقة سنين الحياة على عجل؟
قيدك الدامي ما زال يكبل افراحنا ويقض مضاجعنا فلا نرى سوى اللهث الدائم والسفر الحالم. جميع القلوب تبحث عن طفولتها عندما تريد ان تبتسم بملء ارادتها ولكنها دائما تتبرأ منها عندما تصطدم بمرآة الواقع فترتد عنها قفزا الى الامام متبرئة من شرنقتها المتواضعة جدا بدعوى انها تسيء الى تراكمات الشخصية واستوائها على التكامل هل هو نوع من التحايل ان نستمد الفرح من عيون الآخرين ولو كانوا اطفالا. ام انه نوع من الاستغراق في احلام الشرنقة ولكن بعيون يسكنها المستقبل حقيقة لست ادري؟
@@ مهنا صالح الدوسري