من اللطيف ان تكون ودودا متلمسا لمشاعر الاخرين لتستشف ما اذا كانوا مرتاحين قلقين مؤرقين فتكون قريبا منهم تطبطب عليهم اوتواسيهم تشاركهم فرحهم وتساندهم في ترحهم ولكن ليس من اللطيف في شيء ان تكون لحوحا لجوجا في هذه المشاركة فبعض الناس قد تشغله امور لايريد اطلاعك عليها ولا يريد منك سوى تركه في امان مع همه.
اذا فان الحاح البعض لمعرفة اسباب تكدر البعض الاخر. قد ينقلب من حالة يراد بها التعاطف والتودد الى حالة من ثقل الدم و"اللقافة اللي مالها داعي".
@@@
الراحة مطلب للجميع ولكن اذا زاد طلب الراحة عن حده اصبحت كسلا وهذا بدوره يؤدي لان تكون الراحة على حساب الغير وهذا بدوره ايضا يؤدي لقلة الذوق فان تكون جالسا على مكتبك والقلم الذي انت بحاجة له على الطاولة التي لا يفصلك عنها سوى مترين وتجلس واضعا يدك على خدك متطلعا للباب بشغف (وما تصدق تشوف احد مر الا وتصرخ الله لا يهينك يا فلان مد القلم) او تكون ممددا على الكنبه في صالة منزلك "ناشف ريقك من العطش" مترقبا ان تقوم زوجتك اواحد الاولاد لتقول له (على دربك جيب كاس ماي) وقد لا يكون دربه يمر على كاس الماء ولكن.. فحتى الكسل يتطلب الذوق.. اما اذا صرخ الممدد العطشان باعلى صوته وقال (يا مره هاتي كاس ماي) واذا اتصل الموظف بالمستخدم ليحضر ويمد له القلم من على الطاولة فقد اتحد الكسل بقلة الذوق وصعب علاجه.
عدوى النشاط:
هل فعلا ان النشاط ينتشر بالعدوى قد تكون هذه الفكرة صحيحة ولكن المؤكد ان لها شروطها فمثلما تنتقل العدوى المرضية بمسببات فكذلك النشاط لابد له من مسببات لينتقل من فرد لآخر حتى انه قد ينتشر كوباء وذلك حسب قوة الفرد الناقل له. فتأثير القائد على جيشه والرئيس على مرؤوسيه والوالد على ابنائه والمعلم على تلاميذه كله مرهون بهذا الفرد فان كان القائد نشيطا ذا همة مقداما شجاعا واستطاع ان ينقل هذه الصفات لافراده من خلال القدوة والتشجيع وبث روح الحماس والمنافسة بينهم فبالتأكيد ستكون العدوى قوية وكذلك الحال في اي نوع من انواع القيادات وهذا لا يمنع كما في العدوى السلبية ان يوجد من هو اقوى من العدوى ودفاعاته الكسلية لا يؤثر فيها شيء.
عادل الرضيمان